الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو مازن واولمرت يبلوران اتفاقا حول قضايا الحل النهائي قبل الخريف

نشر بتاريخ: 16/08/2007 ( آخر تحديث: 16/08/2007 الساعة: 18:13 )
بيت لحم-معا- قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يتفاوضان بشكل سري وثنائي في محاولة منهما لبلورة التوصل الى اتفاق حول القضايا النهائية العالقة مثل الحدود والقدس واللاجئين وتبادل المناطق والعلاقة بين غزة والضفة الغربية .

واضافت الصحيفة ان المباحثات الثنائية تستهدف اساسا التوصل الى وثيقة سياسية متفق عليها يجري تقديمها لمؤتمر السلام المزمع عقده الخريف القادم لاقرارها .

ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من اولمرت قولها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يرغب في دخول التاريخ كرجل سلام وليس كداعية حرب وان هدفه هو اجمال مبادئ التسوية النهائية خلال شهرين الى ثلاثة اشهر .

وعلى الجانب الفلسطيني من الطاولة وحسب "يديعوت احرونوت" جلس زعيم ليس لديه ما يخسره بعد ان فقد عمليا قطاع غزة مؤكدة بان الرجلين يلتقيان في الفترة الاخيرة بشكل منتظم تحت الضغط الامريكي وقررا استغلال ساعات العمل المتوفرة لديهما والذهاب مباشرة الى القضايا العميقة والبحث الجدي في قضايا القدس واللاجئين والحدود الدائمة .

وقالت الصحيفة بانه يمكن ان نفهم من اوساط مقربة من الرئيس عباس رغم ستار السرية الذي لف المفاوضات بانها جدية وان الرجلين يتصديان بشجاعة وصدق للمسائل الاكثر اهمية التي تشكل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

وكشف اولمرت خلال محادثات اجراها امس الاول مع وفد من مندوبي مجلس النواب الامريكي برئاسة زعيم الاغلبية الديمقراطية النقاب عن سعيه منذ مدة ومن خلال مفاوضات سرية مع ابو مازن للتوصل الى اتفاق مبادئ.

ويتضح من محاضر المحادثات قول اولمرت الصريح ولاول مرة بانه ومنذ بضعة اشهر يبحث مع ابو مازن في المسائل الجوهرية للمواجهة بنية الوصول الى مباديء متفق عليها في المواضيع الاساس التي ستؤدي الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل مثل الحدود، القدس، اللاجئون، تبادل الاراضي، الممر بين الضفة وقطاع غزة وجوهر العلاقات بين اسرائيل والدولة الفلسطينية".

وكشف اولمرت النقاب لمحادثيه الامريكيين بان الرجلين سيبذلان جهدا لصياغة مبادىء التسوية الدائمة قبل انعقاد المؤتمر الدولي منوها الى ان قليلا جدا من الاسرائيليين يؤمنون اليوم بانه يمكن التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين وتطبيقها على الارض مضيفا بانه من الجدير محاولة الوصول الى توافقات مع ابو مازن في المسائل التي أدت الى النزاع مؤكدا ان التفاهمات التي ستتحقق لن تطبق على الفور .

ووصف اولمرت ابو مازن بالزعيم الفلسطيني الاول المعني بتغيير الواقع مشيرا الى رغبة ابو مازن في التوصل الى سلام مع اسرائيل لكن بشروط غير مقبوله عليها مؤكدا حق ابو مازن في طرح اتفاق المبادئ في حال التوصل اليه الى استفتاء شعبي .

وادعى اولمرت ان الرئيس عباس قد حاول اقناعه بضرورة فتح قناة حوار سرية بينهما الا انه رفض ذلك وقال "ان هذا اقتراح سيء لانه بعد خمس دقائق من فتح القناة السرية كل شيء سيتسرب وفي اسرائيل ستثور جلبة سياسية وكل محاولة للتوصل الى توافقات ستذهب ادراج الرياح مقترحا على الرئيس عباس الحديث على انفراد لساعات وساعات في كل المواضيع وفي اللحظة التي يتوصلان فيها الى توافق يطلبان من مستشاريهم بلورة التوافقات كتابيا ".

ودعا اولمرت حسب الصحيفة الرئيس عباس لابقاء حماس خارج اللعبة باعتبارها عدوا للسلام مهددا بعدم التعاون مع ابو مازن في حال اقامة حكومة وحدة مع حماس .

ومن محضر المحادثات الذي كتبه بعض المشاركين في اللقاء مع اولمرت لم يكن ممكنا مثلا التعرف على درجة استعداد اولمرت للسير في كل ما يتعلق بأمر حدود الدولة الفلسطينية التي ستقام ومع ذلك فانه يمكن الافتراض حسب اقوال اولمرت والقائمة باعماله تسيبي لفني السابقة أنه في اطار التسوية الدائمة مع الفلسطينيين ستخلي اسرائيل اكثر من 90 % من اراضي الضفة وستوافق على اقامة ممر علوي أو تحت أرضي بين الضفة وقطاع غزة مقابل الابقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة .