الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تلاميذ البلدة القديمة من مدينة الخليل يذوقون الامرين قبل وصولهم الى مدارسهم

نشر بتاريخ: 08/09/2005 ( آخر تحديث: 08/09/2005 الساعة: 14:16 )
الخليل- معا- مع بداية كل عام دراسي, تبدأ العراقيل والمعوقات تزداد صعوبة أمام طلبة المدارس في البلدة القديمة من مدينة الخليل ويصبح وصول هؤلاء الطلبة إلى مدارسهم مستحيلا في بعض الأحيان.

خلال الشهر الماضي وضعت سلطات الاحتلال 16 بوابة حديدية على مداخل البلدة القديمة, ولا يوجد إلا مسار واحد مفتوح وهذا المسار يمر بنقاط عسكرية للتفتيش والتدقيق في الهويات ناهيك عن الحجز الذي يستمر لساعات طويلة.

مع بداية هذا الشهر قامت سلطات الاحتلال بوضع بوابتين الكترونيتين للتفتيش الأولى وضعت على مدخل شارع الشهداء, والثانية على مدخل شارع السهلة.

وحسب إحصاءات مديرية تربية و تعليم الخليل يوجد في البلدة القديمة و المنطقة الجنوبية خمسة وثلاثين مدرسة للذكور و الإناث من ضمنها المدرسة الإبراهيمية الأساسية للذكور ومدرسة الفيحاء الأساسية للإناث وتقع هاتان المدرستان على مقربة من الحرم الإبراهيمي, وفي كل صباح يحضر التلاميذ إلى مدرستهم ويضطر 210 تلميذات هن عدد تلميذات مدرسة الفيحاء وهذا العدد في تناقص مستمر نتيجة خوف التلميذات وأهاليهن من البوابة الالكترونية, و الحال نفسه في مدرسة الإبراهيمية البالغ عدد تلاميذها حوالي 400.

وصبيحة الأربعاء 7/9/2005 تظاهر التلاميذ و التلميذات و معلميهم و معلماتهم أمام البوابة مطالبين سلطات الاحتلال بإزالتها لأنها تعيق وصولهم إلى المدرسة وتصيبهم بالخوف والقلق النفسي.

المربية سعدية الجنيدي مديرة مدرسة الفيحاء قالت: "نحن نرفض وجود هذه البوابة لوجود الإشعاعات فيها و التي تؤثر على الحوامل و المرضى و الأطفال, كل صباح وكل مساء نضطر إلى دخول هذه البوابة فرادا ويتم إغلاقها علينا بحجة التفتيش, البنات في المدرسة أصبحن خائفات وقلقات وهذا يؤثر على حياتهن اليومية و الدراسية".

وأضافت الجنيدي "لدينا طالبات مقعدات على كراسي وفي هذا الصباح 8/9/2005 رفضنا أن ندخل البوابة الالكترونية فقام الجنود بتفتيشنا, هذا مناف لأخلاقنا وديننا وأصيبت معلمتان بإغماء جراء الانتظار الطويل تحت أشعة الشمس".

وأكد ما قالته الجنيدي الأستاذ صالح أبو سليمة سكرتير مدرسة الإبراهيمية حيث قال " تبدأ عملية دخول البوابة الالكترونية من السابعة حتى العاشرة صباحا وهذا يعني فقد ثلاث حصص يوميا, نحن 34 معلما و معلمة ندرّس في هاتين المدرستين ووضعنا يزداد سوءاً يوما بعد يوم ".

صفاء محمد صدقي الأطرش طالبة في الصف الثامن و التي يظهر عليها الخوف قالت لنا " كل يوم يحشروننا داخل الغرفة ويغلقون علينا الباب, يقولون لي: ادخلي الغرفة, اتركي الشنطة, وبعد دقائق, يقولون: احملي الشنطة واخرجي من الغرفة, اليوم رفضنا دخول الغرفة فقاموا بتفتيشنا بالأيدي, لا يوجد مجندات إسرائيليات ونحن نخاف من الجنود ومن طريقة تفتيشهم لنا ".

أما مدير تربية وتعليم الخليل الأستاذ محمد عمران القواسمة فقال: "نحن تقدمنا بشكوى للارتباط المدني الفلسطيني, وطالبنا بإزالة البوابة الالكترونية التي تؤثر سلبا على أبنائنا, والقضية لم تحل بعد ".

وعقب محافظ الخليل السيد عريف الجعبري قائلا: " ليس من حق الاحتلال إقامة بوابات وتفتيشنا خاصة هؤلاء الاساتذة والمعلمات والتلاميذ, لا يوجد تفسير واحد لعملية تفتيش التلاميذ و المعلمين أثناء ذهابهم وخروجهم من المدرسة".

وأضاف الجعبري " هذا إجراء تعسفي من قبل سلطات الاحتلال بحق التلاميذ ومعلميهم الذين تأثروا نفسيا جراء هذه الإجراءات اليومية المتصاعدة من الجانب الإسرائيلي, نحن في فترة تهدئة وانسحاب من غزة ويفترض أن ينتج عنه انفراج على الأرض, لكن الوضع في الخليل يزداد تعقيدا يوما بعد يوم, فدوريات الاحتلال الراجلة و المحمولة تجوب شوارع المدينة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها تستوقف السيارات و المواطنين وتدقق في هوياتهم وتحتجزهم لساعات طويلة, نحن نشجب كل هذه الإجراءات جملة وتفصيلا و نطالب كافة المؤسسات الرسمية و الحقوقية رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ".