اسلامو فوبيا - قائمة الامارات للارهاب
نشر بتاريخ: 22/11/2014 ( آخر تحديث: 22/11/2014 الساعة: 20:37 )
بيت لحم - تقرير معا - لم يعد الامن تخصصا اختصاصيا من دون اجندات الحزب الحاكم ، وان المصالح السياسية هي الرحم الذي تولد فيه اجهزة الامن عند كل الانظمة والحكومات ،وان اعلان الامارات لقائمة منظمات الارهاب ليست وثيقة فكرية ولا اعلان عالمي ولا بيان اممي . فهي لم تستند الى قوانين حقوق الانسان او القوانين المدنية او المرجعيات الدينية في الازهر والنجف ، وانما هي مصالحة عشائرية بين ال سعود في الرياض وال حمد في الدوحة في بيت الامارات العامر .
وعلى هذا الاساس فان الدول الغنية اذ اختلفت على أدوات ومستوى اللعب في ملفات الدول المنكوبة أو الدول الفقيرة بشكل هدّد أمن الخليج الغني ودول النفط . اختلفت على ادوات اللعب مثل مستوى النيران وحجم المبالغ التي تصرف على هذه الملفات وطبيعة المنظمات التي تستخدم في تأجيج الصراع مثل جبهة النصرة وداعش والاخوان المسلمين .... فجاء اتفاق الامارات ليعيد ترسيم قواعد اللعب من جديد وتسمية ادوات لا يجوز استخدامها ، وبشكل استرضائي جرى تعزيز مكانة بعض الأدوات واستبعاد أدوات اخرى .
وعلى صعيد عالمي، لا يعني ان المقاييس الدولية افضل من مقاييس الامارات، وانما الحاجات مختلفة وان الدين مجرد ذريعة جديدة لتصفية حسابات الدول مع التنظيمات التي صارت تلعب لصالحها . وقد ولّى عهد تشي جيفارا وان تنظيم يحارب كل الانظمة ، وانما التنظيمات اليوم تحارب نظام بعينه لصالح نظام اخر ليس بالشرط ان يكون مختلف عنه او افضل منه .
من ناحيتها اسرائيل ، فانها دولة ملحدة لكنها تعيد احياء الرواية الدينية لمصالح سياسية ، كما ان هيرتسيل ملحد واستخدم الرواية التوراتية لتهجير اليهود من اصقاع العالم الى فلسطين ، وبن غوريون ملحد وهكذا . وان اسرائيل التي تصرخ الان خشية من تطرف الاسلام . لا يمهما الاديان بشئ ، فقد طاردت جورج حبش وحاولت اغتياله اكثر مما طاردت اسامة بن لادن وابو بكر البغدادي . واعتقلت عالم الذرة مردخاي فعنونو- هو يهودي - لمدة 20 عاما ولم تعتقل مقاتلي جبهة النصرة الذين يعالجون في مشافي اسرائيل كل يوم .
اما منظمة التحرير والسلطة فلم تعلن اي موقف رسمي من قائمة الامارات للارهاب ، فقد كان يكفيها ان القائمة تشمل عدوها الطبيعي " جماعة الاخوان المسلمين " . ولو ان قائمة الامارات شملت بعد ذلك منظمة الصليب الاحمر لما غضب قادة منظمة التحرير ، فقد حققت قائمة الامارات والخليج فاتورة حساب مع الاخوان المسلمين ومع حركة حماس وهذا يكفي رام الله ليشفي غليلها .
والان يخشى العالم من الاسلام ( اسلامو فوبيا ) ويخلط الناس بين عنف المنظمات الاسلامية وعنف الاسلام كدين . الى جانب فشل معظم اجهزة ألامن في توقع الخطوات القادمة ، وخوف الحكومات من الواقع الراهن . وطمع امريكا وخبث اسرائيل ، وتوحش المنظمات الارهابية يجعل من الصورة معقدة .... لكنها واصحة وتقول :" اعادة ترسيم المنطقة العربية من جديد لان مرحلة سايكس بيكو انتهت ".
والسؤال السياسي الكبير لقادة الامن العربي وللرؤساء والتنظيمات : هل ستكون دولة فلسطين في الخارطة العالمية الجديدة ام لا ؟