الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق جمعية رواد الرياضة في فلسطين

نشر بتاريخ: 22/11/2014 ( آخر تحديث: 22/11/2014 الساعة: 16:12 )
كتب /أسامة فلفل

التكريم هو سمة رائعة تعبر عن وعي ومسؤولية وطنية لجهود من أعطى وقدم وأبدع في شتى المجالات ومنها المجال الرياضي كجزء لا يتجزأ من ثقافة ووعي الأمم بوصفها الوجه الحضاري.

فالتكريم لفتة كريمة وعمل إنساني ووطني بكل أبعاده يهدف ويسعى لتنمية روح المحبة والإخاء ويعزز من التواصل الرياضي والثقافي والاجتماعي والوطني ويجسد الوحدة ويحفز الآخرين على المضي على نفس الطريق.

إن الوفاء لرواد الرياضة الفلسطينية الذين سطروا تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية ووضعوا اللبنات الأساسية لهذا الصرح العظيم ,وقدموا تضحيات جسام وعبروا فينا من شاطئ الهزيمة إلى بحور الانتصار يستحقون منا أن نجلهم ونكرمهم التكريم الذي يليق بهم من خلال إنصافهم ومكافأتهم تقديرا لما قدموه لوطنهم وحركتهم الرياضية من انجازات وأعمال خالدة عبر مسيرة عطاء طويلة وشاقة.

نحن نقدر ونحترم وننحني إجلالا وإكبارا لكل من ساهم في تكريم هذه الشريحة المناضلة عبر الاحتفالات والمهرجانات الرياضية التي أقيمت على امتداد مساحة الوطن ,ولكن ؟؟.

ولكن أي تكريم كان مع الاحترام والتقدير للراعين والمساهمين والقائمين عليه يبقى مبتورا ما لم تقم به الدولة والمؤسسة الرسمية (اللجنة الاولمبية الفلسطينية) بصفتها المظلة الشرعية للرياضة الفلسطينية.

إن الاستمرار في العمل الجاد والمخلص في الساحة الرياضية الفلسطينية يتطلب مزيدا من الرعاية والحضانة لتحقيق الرفعة والتطور والتقدم ومواصلة تخليد اسم فلسطين في الساحات والميادين الإقليمية والدولية.

اليوم فكرة جمعية رواد الرياضة الفلسطينية التي كانت تلوح في الأفق منذ سنوات طويلة طمست انطلاقتها الأحداث والحروب والعدوان والاستهداف للحركة الرياضية ,بدأت اليوم تشق طريقها إلى النور رغم التحديات والمعيقات فهي دون أدنى شك فكرة رائدة وطموحة وعمل وطني رياضي بامتياز حيث تلامس المجتمع الرياضي بكل ألوانه وأطيافه.

الفكرة تبلورت من جديد بعد زيارة المملكة الأردنية الهاشمية للسيد علي أبوحسنين وزيارته لجمعية رواد الرياضة الأردنية خلال زيارة بعثة قدامى الرياضيين لعمان وترأسه للبعثة التي جسدت حضورا رياضيا فلسطينيا وعززت من أواصر العلاقات مع الشعب الأردني الشقيق والمنظومة الرياضية بالمملكة.

إن فكرة المشروع وهي اليوم تبصر النور في خطواتها الأولى جاءت من رحم المعاناة , حيث رواد الرياضة الفلسطينية رحل منهم الكثير في صمت وتقطعت بهم الأسباب ولم يعد بمقدورهم التواصل مع بعضهم البعض إلا في مناسبات محدودة وأصبحت هذه الشريحة بل هذا القطاع العريض مغيب عن الساحة لتداعيات كثيرة منها المرض والوضع الصحي الصعب والظروف المعيشية والقهر والحصار ....إلخ

من هنا كانت هذه المعاناة وهذا الهم الرياضي الفلسطيني مصدر إلهام قوي عند نخبة من رواد الرياضة الفلسطينية الذين كان لهم شرف تمثيل الوطن في محطات غابرة للعمل بشكل رائع من أجل التحضير والتجهيز والاستعداد لانطلاقة الشرارة الأولى لجمعية رواد الرياضة الفلسطينية في فلسطين.

إن تنسيق الجهود وتكثيف الاتصالات مع الأشقاء في الرئة الأخرى من الوطن والشتات سوف يعطى الفكرة بعدا وطنيا وزخم وقوة ويعمل على توحيد وتعزيز كل أدوات الدعم للفكرة ويجسد الوحدة الفلسطينية في هذه المحطة التاريخية المهمة ويعكس المنهجية الوطنية التي يجب أن نسير عليها لتحقيق أهدافنا الوطنية والرياضية.

نجاح هذا المشروع الوطني الكبير يحتاج لتضافر المساعي والجهود من الجميع لذلك لابد من دراسة الفكرة دراسة معمقة والاستفادة من أصحاب الخبرة والكفاءة وأعتقد أن الطموح كبير وهناك إصرار وعزيمة قوية على طرق أبواب النجاح وتحقيق حلم كبير لطالما رواد الرياضيين في الوطن العزيز.

هذه الخطوة بكل تأكيد سوف يكون لها صدى قوي ومؤثر في الساحة الفلسطينية وكل ما نتمناه الحضانة الدافئة والرعاية الكاملة من السيد الرئيس محمود عباس لهذا المولود الجديد الذي طال انتظاره والذي يشكل بارقة أمل لكل رواد وقادة الرياضة الفلسطينية.

في ذات السياق نحن على ثقة كبيرة في أن ربان السفينة الرياضية وصاحب المواقف الوطنية والرياضية الشجاعة اللواء جبريل الرجوب سوف يكون بالموقف والكلمة والدعم والإسناد لهذه الفكرة وحضانتها حتى ترى النور في أمد قريب وترتفع راياتها في سماء الوطن العزيز.

مطلوب اليوم أيضا من الإخوة الإعلاميين الوقوف وبقوة إلى جانب هذا المشروع ودعم وتسويق الفكرة

وهذا بكل تأكيد سوف يسهم في إنجاحها ويؤثر على المسئولين في مركز صنع القرار.

في الحقيقية هذه المبادرات من الإعلاميين سيكون لها دور إيجابي كبير في تحقيق الأهداف وإنجاح فكرة مشروع جمعية رواد الرياضة في فلسطين.

ختاما...

هناك سطور يكتبها التاريخ ليخلد أسماء رجال حفروا في ذاكرة الوطن وكتبوا على صدر بواباته مواقف وانجازات تاريخية عظيمة ,فالأمة لا تخلو من مواقف بطولية لرجال أشداء يعشقون الوطن ومنظومته الرياضية.