شركاء "تميز" يعقدون جلسة نقاش حول "التعليم والتدريب في فلسطين"
نشر بتاريخ: 23/11/2014 ( آخر تحديث: 23/11/2014 الساعة: 13:06 )
رام الله- معا - عقد شركاء برنامج "تميّز" (باديكو القابضة، منتدى شارك الشبابي، المؤسسة الدولية للشباب) جلسة نقاش عامة حول "التعليم والتدريب في فلسطين" وذلك في مقر منتدى شارك الشبابي في رام الله، وبحضور حوالي مئة من الطلب الرياديين والمؤسسات الداعمة والممولة. وناقشت الجلسة المنعقدة ضمن أسبوع فلسطين الريادي آليات التعليم والتدريب المتبعة في فلسطين ودورها في ارتفاع مستويات البطالة بين الشباب. وعرض الشركاء الفكرة التي يقوم عليها برنامج "تميّز" باعتباره نموذجاً فاعلاً لتمكين طلاب الجامعات الفلسطينية.
وتحدث في جلسة النقاش كل من السيد سمير حليله، الرئيس التنفيذي لباديكو القابضة، ود.محمد المبيض، المدير العام للمؤسسة الدولية للشباب، ود.مروان عورتاني، رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري، وناصر قطامي، وكيل وزارة العمل، إضافة إلى الطالبة في "برنامج"تميًّز" لينا أبو شمسية. في حين أدار النقاش السيد بدر زماعرة، المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي.
وأكد السيد ناصر قطامي خلال اللقاء على أهمية تعزيز الشراكة بين الجامعات الفلسطينية والقطاع الخاص والحكومة من أجل مواءمة المخرجات التعليمية مع سوق العمل، موضحاً أن أكثر من 50 مليون دولار تضخ سنوياً في سوق العمل الفلسطيني تحت بند "التشغيل" في حين أن الأثر ما زال محدوداً نتيجة عدم توفر رؤية واضحة ومشتركة لتنظيم الموارد وتوظيفها لمعالجة مواطن الخلل. وأشار قطامي إلى نتائج دراسة مشتركة أجريت بين وزارة العمل ووزرة التربية والتعليم أظهرت أن معدل الفترة التي يحتاجها الخريج الفلسطيني من أجل الحصول على فرصة عمل تصل إلى 5 سنوات، وأضاف قطامي أن نسبة كبيرة من فرص العمل المتوفرة في السوق تحتاج إلى مواصفات ومتطلبات لا توفرها الجامعات الفلسطينية.
واستعرضت الطالبة لينا أبو شمسية تجربتها مع برنامج "تميّز" موضحة أنه يمثل نقطة انطلاق مهمة للخريج الفلسطيني بما يحتويه من تجارب نوعية سواء في اللقاءات التعريفية بين طلبة البرنامج والشخصيات الفلسطينية الناجحة والمؤثرة أو من خلال نشاطات "تميز" التدريبية التي تكسب الخريج كماً كبيراً من المهارات الحياتية المهمة لسوق العمل. وأوضحت أبو شمسية أن العمل المجتمعي والتطوعي خلال "تميز" عزز من ثقافة الانتماء والمواطنة لدى منتسبي البرنامج.
وقال السيد سمير حليله، الرئيس التنفيذي لباديكو القابضة، بأن برنامج "تميز" هو نتاج عملية تجارب وجهود كبيرة بذلها شركاء "تميَّز" للخروج ببرنامج نوعي يحدث تغييراً جوهرياً في حياة الخريج الفلسطيني لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المختلفة. وأوضح حليله أن احتياجات الاقتصاد تتغير كل 5 سنوات، وأن الاكتشافات والطفرات العلمية تغير المضامين الموضوعية للتعليم وذلك في شتى الحقول المعرفية كالهندسة والطب وغيرها، مشيراً إلى أن الجامعات لا تستطيع مواكبة هذه التطورات المتسارعة وحدها، وأن المطلوب ليس "التعليم" وإنما هو تشجيع ثقافة "التعلُّم" وتحفيز القدرة على التحليل والاكتساب الذاتي للمعلومة من خلال الانخراط في تجارب نوعية كما هو الحال في برنامج "تميَّز".
ودعا حليله المؤسسات الفلسطينية إلى تبني برنامج تدريب إلزامي تقدم المؤسسات بموجبه فرص تدريب للخريجين، كما دعا الشركات إلى استثمار 10% من قوة عملها في الخريجين الجدد، بحيث لا يترك الخريجون سنوات طويلة كموارد بشرية معطلة وغير منتجة. وأكد حليله على ضرورة تبني "قانون الخدمة الوطنية الإلزامي" وتنفيذه باعتباره برنامجاً وطنياً يسهم في صناعة المواطن الصالح من خلال تفعيل الدور المجتمعي والتطوعي للطلبة، إضافة إلى إرشادهم نحو التخصصات الوظيفية التي تناسب ميولهم وقدراتهم، وتهيئتهم للاندماج المجتمعي. وأشار حليله إلى أن تطبيق هذا القانون يحتاج إلى توفر الإرادة السياسية بحيث يكون على رأس أولويات للحكومة، مبدياً استعداد القطاع الخاص الفلسطيني لدعم هذا البرنامج ولو بشكل تجريبي.
من جهته قال د.محمد المبيض، المدير العام للمؤسسة الدولية للشباب، بأن الخطوة الأولى لحل مشكلة البطالة تبدأ من المبادرة الذاتية للفرد، واقتناصه للفرص المناسبة التي تلوح أمامه، واستعداده للعمل الجاد والمثابرة وعدم الخوف من الفشل، والنظرة المتفائلة والإيجابية للأمور. وأضاف المبيض بأن كل إنسان يمتلك من القدرات والمواهب والطاقات الكامنة ما يمكنه من النجاح والتألق إن أحسن في اكتشاف واستغلال قدراته. واستعرض المبيض عدداً من النماذج المتميزة في النجاح والتغلب على الظروف الصعبة، وختم حديثه بالقول "كل مشكلة تحدث في هذا العالم تترك خلفها فرصة يُحسن استغلالها الأذكياء".
وأشاد د.مروان عورتاني، رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري، ببرنامج "تميز" كونه برنامجاً هاماً وتجربة نوعية تمكن الخريجين من الانكشاف على الذات. من جانب آخر تحدث عورتاني عن المقومات الريادية التي يحتاجها الخريج الفلسطيني للتغلب على واقع التشغيل الصعب في فلسطين، ومن ضمنها: قدرة الشخص على التقاط الفرصة أو التحدي أو الحاجة والاستجابة لها، الأمر الذي لا يحتاج إلى الذكاء العقلي فقط، بل الذكاء العاطفي والوجداني أيضاً، وثقافة المبادرة والشعور بالمسؤولية لإحداث الفارق، وتحديد الغاية، وحشد الموارد اللازمة، والتخطيط، والإقدام والجلد والمثابرة وتحمل المخاطر.
وأكد عورتاني على أن أهم عامل للتعلم هو المشاركة والانخراط، وليس التلقين والتسطيح المعرفي الذي يقوم عليه النظام التعليمي في فلسطين. وسلط عورتاني الضوء على أهم المشاكل التي تعاني منها الجامعات الفلسطينية بما فيها عدم قدرة الجامعات على الاستدامة واستيعاب أعبائها الداخلية، وضعف الجانب الريادي، وضعف التشبيك مع مختلف المؤسسات وانحصار ذلك في الجانب الشكلي. ودعا عورتاني إلى ضرورة تبني الجامعات الفلسطينية منظومة ريادية فاعلة وتعزيز قدرتها على التشبيك بما يوفر مصادر تمويل للخطط والبرامج الريادية للخريجين.
وفي مداخلة من السيد زاهي خوري، رئيس مجلس إدارة شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا، دعا إلى أهمية التركيز على التخصصات المهنية التي يحتاجها سوق العمل في ظل العزوف عن هذا التوجه مقارنة بالتخصصات الأكاديمية الأخرى.
وفي ختام الجلسة دار نقاش تفاعلي بين طلبة "تميّز" وشركاء البرنامج، وأجاب الشركاء على أسئلة الطلبة التي طرقت مواضيع متنوعة منها المستقبل العملي للطلبة، وسبل تطوير الأساليب التعليمية، والريادة والتشغيل الذاتي، واستلهام قصص النجاح، والأطراف التي تتحمل مسؤولية التشغيل والتدريب وتوفير فرص العمل.