الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

برنامج "تميَّز"- إضافة نوعية للخريجين تفتح الباب لانضمامهم لسوق العمل

نشر بتاريخ: 23/11/2014 ( آخر تحديث: 23/11/2014 الساعة: 15:44 )
رام الله- معا - شكل برنامج "تميز" إضافة نوعية لخدمة المشغلين الفلسطينيين بشكل عام، والقطاع الخاص الفلسطيني على نحو خاص، وذلك بتوفير كفاءات فلسطينية نوعية من الخريجين ذوي قدرة على الانخراط بسهولة في سوق العمل، وتلبية طلب المشغلين على الأيدي العاملة دون حاجتهم إلى استنزاف الكثير من الوقت والجهد والموارد لتأهيل الموظفين الجدد للتأقلم مع المواقع الوظيفية التي يشغلونها.

كانت هذه هي الحلقة المفرغة التي حاول برنامج "تميز" أن يملأها، وقد قطع في ذلك خطوات مهمة من أجل تجاوز الطريقة التقليدية التي ترفد بها المؤسسات الأكاديمية سوق العمل بالخريجين. وهنا كان تدخل برنامج "تميز" بتعريض الطلبة، بالتوازي مع دراستهم الأكاديمية، لتجربة نوعية ثرية من الانكشاف على الذات والآخرين، بحيث تصقل مهاراتهم وقدراتهم، وتكشف عن مكامن الإبداع لديهم، وتوضح أمامهم المسار المهني الذي يوافق تطلعاتهم وإمكانياتهم وميولهم.

شمل البرنامج في مرحلته الأولى 180 طالباً من ثلاث جامعات فلسطينية هي جامعة بيرزيت، النجاح الوطنية، وبوليتكنك فلسطين، وبعد النجاح الذي تحقق للبرنامج في المرحلة الأولى، عمل الشركاء على توسيع البرنامج ليشمل أربع جامعات جديدة هي جامعة القدس، فلسطين التقنية خضوري، العربية الأمريكية، القدس المفتوحة. ويضم البرنامج في مرحلته الثانية 160 طالباً من مختلف الجامعات، ويتهيأ الشركاء إلى إطلاق المرحلة الثالة من البرنامج. وقد تعاون مع أنشطة وفعاليات برنامج "تميز" أكثر من 100 مؤسسة فلسطينينة سواء مؤسسات حكومية أو شركات قطاع خاص أو مجتمع مدني. وتنوعت إسهامات هذه المؤسسات باستضافة طلبة "تميز" في زيارات تعريفية، أو تطوع ممثلين عن هذه المؤسسات لمشاركة طلبة البرنامج قصص نجاحهم وخبراتهم، أو تقديم فرص تدريب أو توظيف لطلبة البرنامج.

وقال سمير حليله، الرئيس التنفيذي لباديكو القابضة، بأن برنامج "تميز" جاء بعد عقد العديد من ورشات العمل المكثفة مع خبرات محلية ودولية وجامعات ومؤسسات رسمية وأهلية فلسطينية. وأضاف حليله بأن كل هذه الجهود أثمرت في تصميم البرنامج بناء على معايير دقيقة تضمن صقل شخصية الطالب قبل تخرجه، وتحضيره لمواجهة الحياة بكافة متطلباتها من خلال تطوير مهاراته الحياتية وتفكيره النقدي وروح المبادرة والإبداع والجرأة، الأمر الذي يزيد من تنافسيته، ويسهم في تحفيز الروح الريادية لديه.

وقد أثبت طلبة "تميز1" جدارة كبيرة في سوق العمل، حيث وصل كثير منهم إلى مواقع إدارية في مختلف المؤسسات الفلسطينية الرسمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، فحصل حوالي 53% من طلبة "تميز" من الجامعات الثلاث المشاركة في المرحلة الأولى من البرنامج على فرص عمل، منهم على سبيل المثال أبوبكر قرط الذي يعمل مستشاراً إعلامياً لشركة باديكو القابضة، ومحمود لقرينة الذي يعمل في مؤسسة زينة، ومحمد نجوم الذي يعمل في شركة Creative Technology، و محمد لهاليه في مؤسسة شركاء في التنمية المستدامة، ووعد مرعب في شركة جوال، و محمد زيتون في البنك العربي، وضحى شرباتي في نقابة الحجر والرخام. وإسراء صبيح في مؤسسة Global Communities، وزيد الخليلي الذي يعمل هو وسبعة من زملائه ببرنامج "تميز" في في مدينة روابي العقارية، وإبراهيم فتاش الذي يعمل محاسباً في شركة نابكو.

وحول انطباعات خريجي "تميز" عن البرنامج يقول محمود القريني، خريج كلية الهندسة، والذي يعمل في مؤسسة زينة : " من أهم إضافات تميز إلي حياتي هو إكسابي هذه الروح الريادية والثقة الكاملة في قدرتي على صناعة مستقبل مهني لائق بدلاً من استجداء الوظائف في ظل هذه الظروف غير المواتية" وأضاف " في البداية قمت بعمل مشروع شخصي مع عدد من أفراد العائلة، إلا أنه لم يحقق النجاح المطلوب، ومع ذلك فإن "تميز" علمني أن هذه التجربة هي خطوة مهمة على طريق النجاح، من خلال استفادتي من التجارب والتعلم من الأخطاء، وتفاديها مستقبلاً، لأن الخبرة هي مجموعة أخطاء."

وقال محمد لهاليه الذي يعمل في مؤسسة شركاء للتنمية المستدامة "من خلال مشاركتي في برنامج تميز اكتسبت مجموعة من المهارات التي تعد من أهم ما يحتاجه طلبة الجامعات من خلال تدريبات نوعية وأنشطة مكثفة ساعدتني في اكتشاف إمكانياتي وتحديد الأهداف التي أسعى الى تحقيقها".

ويقول زيد خليل، خريج كلية الهندسة المدنية من جامعة النجاح الوطنية " إن أهم ما يميز طلبة "تميز" الذين يعملون في مدينة روابي هو القدرة العالية على الاتصال والتواصل مع بعضهم البعض والتفاهم المشترك والعمل بروح الفريق الواحد، وما كان لنا أن نكتسب هذه المهارات لولا التجارب الرائعة التي خضناها خلال نشاطات تميز"

أما محمد زيتون، خريج إدارة المشاريع من جامعة بوليتكنك فلسطين، الذي تنقل في عدد من الوظائف، والذي يعمل حالياً في البنك العربي، قال بأن برنامج "تميز" هو برنامج نوعي مكن الطلبة من إقامة علاقات مختلفة مع شخصيات مرموقة والتشبيك مع رجال أعمال ومؤسسات وهو ما أفاد الطلبة في الحصول فرص عمل مناسبة" وأضاف زيتون بأن "تميز" كان له أبلغ الأثر في شخصية المنتسبين إليه، مثل القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة والتحدث أمام الجماهير، والارتجال. وختم زيتون بقوله إن "تميز" اكتشف أفضل ما فينا من قدرات ووجهنا الوجهة السليمة التي تناسب هذه القدرات"
انطباعات أصحاب العمل عن أداء خريجي "تميز".

وحول انطباعات مشغلي خريجي "تميز" حول أدائهم يقول عبداللطيف مساعيد، مدير إسراء صبيح، "تقوم بإنجاز واجباتها في الوقت المحدد ولا تتردد في الاستفسار عن أي من تفاصيل العمل المكلفة بإنجازها."

في حين يقول المهندس وسام كراجة الذي كان مشرفاً على أداء خريج "تميز" محمد نجوم " يتمتع محمد بقدر كبير من الثقة بالنفس، والمهنية في العمل، والحماسة للقيام بكافة المهام الموكلة إليه، وإنجاز عدة مهام في وقت قياسي، إضافة إلى لباقته في التعامل مع نزلاء الفندق والإجابة على استفساراتهم، لاسيما الأجانب منهم."

ويقول السيد إبرهيم حمدان، منسق منطقة الجنوب في مؤسسة شركاء في التنمية المستدامة، حول أداء محمد لهاليه في العمل" يمتلك محمد مجموعة من المهارات التي تساعدنا في عملنا،حيث يعمل كمنسق لوحدة التدريب ويعمل بشكل مباشر مع الشباب، وقد اكتسب الخبرات اللازمة من خلال مشاركته في العديد من البرامج التي ساعدته على إبراز مهاراته وتوظيفها بشكل صحيح ولدية القدرة على الاتصال الفعال ومهارات القيادة والعمل مع الشباب والقدرة على التخطيط ووضع الاهداف."

وبعد النجاح الكبير الذي حققه "تميز" في مرحلتيه الأولى والثانية، يتطلع شركاء البرنامج (باديكو القابضة، المؤسسة الدولية للشباب، منتدى شارك الشبابي) إلى دعوة مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني للانضمام إلى شراكة البرنامج، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على زيادة حضوره وتأثيره والفرص التي يوفرها سواء للخريجين الفلسطينيين أو المشغلين. كما يدرس الشركاء إمكانية توسيع نطاق "تميَّز" ليشمل جامعات قطاع غزة، بحيث يصبح برنامجاً وطنياً ونافذة أمام الخريجين لزيادة تنافسيتهم وتذليل العقبات أمام انخراطهم في سوق العمل.