الصالون السياسي يستضيف الأسير المحرر منصور ريان
نشر بتاريخ: 23/11/2014 ( آخر تحديث: 23/11/2014 الساعة: 15:32 )
غزة- معا - استضاف الصالون السياسي في مركز الدراسات السياسية والتنموية الأسير المحرر "منصور ريان" والمبعد من نابلس، في مقره بغزة، يوم أمس، للحديث عن العقبات والتحديات التي واجهت الأسرى داخل الأسر، بحضور نخبة مميزة من المهتمين.
ودعى المحرر ريان ، في افتتاح أول جلسات الصالون: "لأن تكون قضية الأسرى حاضرة في كل يوم لا أن تكون موسمية، والدور الكبير يقع على عاتق الشباب افلسطيني"، ذاكرًا أنه: "حكم عليّ بالسجن مدى الحياة لقتلي مستوطنين طعنًا بالسكين في مستوطنة كريات نظافيم، أمضيت منها 20 عام، دخلت السجن وانا ابن 17ربيعًا وخرجت منه وعمري 37 عام".
ويذكر أن المحرر ريان خرج من السجن الاسرائيلي في صفة وفاء الاحرار مبعدًا إلى غزة من قرية قراوة بني حسان قضاء سلفيت.
وتحدث ريان في عدة قضايا سياسية واقتصادية وثقافية واجهت الأسرى داخل الأسر، منوهًا إلى: "ان الانقسام الداخلي أثر بشكل كبير على الأسرى، وانتقل الانقسام من الخارج إلى داخل غرف الفصائل والتنظيمات في الاسر". مضيفًا: "كنت في حرب مستمرة مع السجان لأنه كان يعمل حسب سياسة مخطط لها مسبقاً بهدف تحطيم معنوياتنا وكسر إرادتنا، ويحاول باستمرار حرماننا من أبسط حقوقنا".
وأكد أن: "حرب الأمعاء الخاوية كانت سبيلنا الوحيد لتحقيق مطالبنا، "فإضراب عام 2000م كان أبرزها واستمر لمدة شهر واحد بهدف إخراج المعزولين والسماح ببث قناة الجزيرة الإخبارية". موضحًا أنه: "منذ عام 1948م تم اعتقال 800ألف أسيرًا فلسطينيًا، أي ما نسبته 25% من أبناء الشعب الفلسطيني".
وأشار ريان: "أن أقسى لحظات الاعتقال هي االقمع والتفتيش والنقل المستمر والإهمال الطبي للمرضى حيث يبقى الأسير يعاني بشدة من المرض ولم يجد أي علاج ، مما يشكل الموت البطيء وارهاق للأسير نفسه وأهله". معرجًا: "كنت حريصًا إلا أمرض طلية وجودي بالسجن لأخرج منه قويًا".
وذكر احصائيات حالية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وصلت إلى: "6200 أسيرًا، 500 اداريًا، 18 أسيرة، 201 طفلا أسيرًا، 1400 يعانون امراضًا مختلفة، 170 أسيرًا بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية، و85 أسيرًا يعانون اعاقات مختلفة، و16 يقيمون فيما يسمى مستشفى سجن الرملة، و25 أسيرًا مصابًا بالسرطان، 207 أسيرًا استشهدوا في الأسر".
أنهى ريان داخل الأسر الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي داخل الأسر، ثم درس بكالوريس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية المفتوحة، وفي عام 2007حصل على درجة الماجستير في النظم الديمقراطية المتعددة، ومن ضمن العقبات التي واجهته بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط أنه لم يتسنى له إكمال بكالوريس آخر في الشؤون الإسرائيلية، ومنع الأهالي من زيارة أبنائهم داخل السجن.
و"لم تكن القضبان قيداً على عقله فبإرادته الفولاذية حطم كل قيد" على حد تعبيره. فاهتم ريان بتثقيف نفسه دينيًا وسياسيًا، وأتقن عدة لغات كالإنجليزية والعبرية والروسية إلى جانب اللغة العربية الأم، قائلا: "وعلمت ألف أسير اللغة العبرية؛ فمن عرف لغة قوم أمن مكرهم".
وعن طبيعة الحياة داخل الأسر أوضح ريان: "يكون في الغرفة الواحدة من 12 -23 أسيرًا, وهذا عدد كبير لضيق المكان الذي يكفي لأربعة أشخاص, وكنا نمكث في الغرفة إحدى وعشرين ساعة، ولكني في النظام اليومي أوجدت لنفسي روتينا إيجابيا".
وفي الختام شارك الحضور بأسئلتهم حول حياة الأسرى وتجربته في غرف العصافير "الجواسيس المتنكرين"، وتجارب الانتخابات والحكم الذاتي للأسرى داخل الأسر، ولحظات التفاوض لإخراج أسرى وفاء الأحرار، وحقائق عن الإضرابات و أبجدياتها داخل السجون، وعن تجربته ودوره إعلاميًا كمحرر ومخرج في قناة الأقصى.
وبالرغم من تزامن اللقاء مع سلسلة العمليات المستمرة في الضفة الغربية. يأتي الصالون السياسي ضمن فعاليات مكتبة هاشم يوب ساني في مركز الدراسات السياسية والتنموية.