الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المركز الفلسطيني لحقوق الانسان: اسرائيل ترتكب انتهاكات جسيمة في الاراضي المحتلة يرتقي العديد منها الى جرائم حرب

نشر بتاريخ: 08/09/2005 ( آخر تحديث: 08/09/2005 الساعة: 15:21 )
نابلس -معا- واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي( 1/9/2005-7/9/2005) اقتراف المزيد من الانتهاكات الجسيمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي يرتقي العديد منها إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.

فعدا عن التوغلات اليومية داخل المدن والبلدات الفلسطينية، ومداهمة المنازل السكنية واعتقال عدد من أفرادها، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمال إطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين وبدون أي مبرر.

وبالتزامن مع الاستمرار في تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزة وشمال الضفة، استمرت قوات الاحتلال في أعمال الهدم والتجريف والاعتداء على الممتلكات والأعيان المدنية، لصالح جدار الضم الفاصل داخل أراض الضفة الغربية، والذي يتسارع العمل به حول مدينة القدس المحتلة، لفصلها عن محيطها الجغرافي في الضفة الغربية.

إلى ذلك تواصل قوات الاحتلال التوسع في مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية على حساب الأراضي الفلسطينية، حيث تخلي بعض المستوطنات باليمين وتبني أخرى باليسار، فضلاً عن ذلك تواصل تلك القوات فرض حصار خانق على جميع الأراضي الفلسطينية، بحجة تأمين خطتها للانفصال، والذي بات المدنيون الفلسطينيون يدفعون ثمنه غالياً.

* أعمال التوغل وإطلاق النار: في الوقت الذي تستعد فيه لإعادة انتشارها في قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتراف جرائم جديدة من خلال استخدامها المفرط للقوة المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين. قتلت تلك القوات فتى فلسطيني وأصابت ثلاثة آخرين من بنهم طفل بجراح في مخيم خانيونس جنوب القطاع بتاريخ 6/9/2005 وذلك أثناء اقترابهم من إحدى الآليات العسكرية التي تتواجد بالقرب من مستوطنات غوش قطيف التي تم إخلاءها قبل نحو ثلاثة أسابيع. وكانت تلك القوات بتاريخ 2/9/2005، قد أطلقت النار أيضاً من تلك المناطق باتجاه شقيقين كانا عائدين إلى منزلهما القريب من مستوطنة قطيف، شمال غرب خانيونس لتصيبهما بجراح. وفي إطار أعمال التوغل اليومية، نفذت قوات الاحتلال، خلال الفترة التي يغطيها التقرير، عشرين عملية توغل في العديد من المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، داهمت من خلالها عشرات المنازل السكنية والأعيان المدنية الأخرى، ترافقها الآليات العسكرية الثقيلة والكلاب البوليسية الضخمة. وأسفرت تلك الأعمال عن إصابة طفل فلسطيني بجراح، واعتقال تسعة عشر مواطناً فلسطينياً، والاستيلاء على أربعة منازل سكنية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية فضلاً عن فرض حظر التجول على العديد من التجمعات السكنية، والتنكيل بالعديد من العائلات.

* الجدار: أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي العمل في إقامة جدار الضم (الفاصل) حول مدينة القدس المحتلة من جهتها الشمالية، وأغلقت بالكامل محيط حاجز "قلنديا" العسكري الذي يربط بين مدينتي رام الله والقدس، بالمكعبات الإسمنتية، لتنهي بذلك المقاطع الأخيرة من الجدار الممتد من أراضي بلدة "بيتونيا"؛ غربي مدينة رام الله، حتى قرية جبع، جنوب شرقي المدينة. ومع اقتراب انتهاء أعمال البناء في الجدار، على أراضي قرية دير بلوط، جنوب غربي مدينة نابلس، شرعت تلك القوات بأعمال تجريف للأراضي المحيطة بالحاجز العسكري المقام على مفترق القرية المذكورة. وفي سياق متصل، أصدرت قوات الاحتلال يوم الجمعة الموافق 2/9/2005، أوامر عسكرية جديدة تقضي بمصادرة حوالي 43 دونماً من ممتلكات المدنيين الفلسطينيين في مدينتي بيت لحم وبيت ساحور وقرية النعمان، شمالي مدينة بيت لحم، لصالح استكمال أعمال بناء الجدار في المنطقة. ومع بدء العام الدراسي الجديد بات طلاب المناطق التي أصبحت خلف الجدار يعانون من القيود التي تفرض على حركتهم للوصول لمدارسهم وجامعاتهم ويتكبدون السير لمسافات طويلة، وفي كثير من الأحيان لا يسمح لهم بالخروج من البوابات التي تقام على الجدار. وخلال الأسبوع، اقتحمت قوات الاحتلال قرية بلعين، غربي مدينة رام الله، قبل موعد انطلاق المسيرة الاحتجاجية الأسبوعية ضد أعمال البناء في الجدار، وأطلق أفرادها عشرات قنابل الغاز والقنابل الصوتية ضد المواطنين فور خروجهم من مسجد القرية، ما أسفر عن إصابة اثني عشر مواطناً، بينهم مصوران صحفيان، بحالات إغماء جراء استنشاقهم الغاز. كما اعتقلت أحد عشر متضامناً أجنبياً، فضلا عن اعتقال مواطن فلسطيني.

* اعتداءات المستوطنين وجرائم التوسع الاستيطاني: واصل المستوطنون القاطنون في الأراضي المحتلة خلافاً للقانون الدولي الإنساني، سلسلة من الاعتداءات المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم. وخلال هذا الأسبوع، استولى مستوطنون على قطعة أرض في حي "واد النصارى" جنوبي مستوطنة "كريات أربع"؛ جنوب شرقي مدينة الخليل، واعتدوا على منازل المواطنين في "حي الكسارة"؛ جنوبي المستوطنة، ما أسفر عن إصابة طفلين برضوض وجروح سطحية في الأطراف. فضلاً عن اعتدائهم على مزارع فلسطينية لتربية المواشي، في بلدة يطا، جنوبي محافظة الخليل، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المواشي. وعلى صعيد أعمال التجريف لصالح أعمال التوسع الاستيطاني، جرّفت قوات الاحتلال قطة أرض على المدخل الجنوبي الغربي لبلدة بيت وزن، جنوب غربي مدينة نابلس، لإقامة نقطة عسكرية إسرائيلية في المنطقة.

* الحصار والقيود على حرية الحركة: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار مشدد على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتفرض قيوداً مشددة على حركة وتنقل المدنيين الفلسطينيين بين مدنهم وقراهم، فيما تفرض حظراً للتجول على العديد من التجمعات السكنية. ومع بدء العام الدراسي الجديد، زادت تلك القوات من إجراءاتها بحق الطلبة والطالبات من مختلف المراحل وبحق المدرسين أيضاً، ومنعت العشرات منهم من التوجه لمدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم، الأمر الذي ترك آثاراً سلبية للغاية على مجمل العملية التعليمية في الأراضي المحتلة.

ففي قطاع غزة، ومنذ البدء بتنفيذ خطة الانفصال منذ ثلاثة أسابيع، تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً داخلياً وخارجياً على القطاع، حيث تواصل تلك القوات إغلاق معبر إيرز، شمال القطاع، وهو المنفذ الوحيد على الضفة الغربية وإسرائيل، فيما أغلقت بتاريخ 7/9/2005، معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع على الخارج لإشعار آخر، وبذلك أصبح القطاع داخل سجن كبير. كما تواصل تلك القوات حصارها المشدد على كافة التجمعات السكنية القريبة من المستوطنات التي تم إخلاءها من القطاع، وتمنع أبناءهم من التوجه لمدارسهم منذ بدء العام الدراسي الجديد وحتى لحظة إعداد هذا التقرير. إلى ذلك تواصل تلك القوات إغلاق جميع الطرق والمعابر التي كانت قد أغلقتها منذ بدء الانتفاضة، بما فيها مطار غزة الدولي، فضلاً عن فصل شمال القطاع ووسطه عن جنوبه، جراء إغلاق حاجزي أبو هولي والمطاحن على طريق صلاح الدين، وهما الشريان الرئيسي للحركة بين تلك المناطق. وخلال هذا الأسبوع خففت تلك القوات من إجراءاتها على الحاجزين المذكورين ولكن ذلك لا يكفي للتنقل بشكل طبيعي، وخصوصاً أن المواعيد التي يتم فتح الحاجزين بها لا تتناسب مع المئات من المواطنين، الذين يضطرون للتنقل يومياً.

وفي الضفة الغربية، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تفرض قيوداً مشددة على حركة المدنيين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية على الرغم من الانتهاء رسمياً من إخلاء أربع مستوطنات فيها، وتغلق مداخل العديد من القرى والبلدات الممتدة على طول شارع نابلس ـ جنين، بأكوام الأتربة والمكعبات الخرسانية، فضلاً عن إغلاق الطرق الزراعية. وخلال هذا الأسبوع استمر نفاذ الأمر العسكري الإسرائيلي الذي صدر بتاريخ 16/8/2005، القاضي بإعلان شمالي الضفة الغربية مناطق عسكرية مغلقة. واستمرت تلك القوات في إغلاق "بوابة عناب" على المدخل الشرقي لبلدة عنبتا، شرقي مدينة طولكرم، للأسبوع الثامن على التوالي. وفي مدينة القدس المحتلة، وعلى الرغم من مرور خمسة أيام على بدء العام الدراسي، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منع حوالي (700 ) معلم ومعلمة، من حملة الهوية الفلسطينية، من دخول المدينة، والالتحاق بعملهم الرسمي في مدارسها الخاصة، وتلك التابعة للأوقاف الإسلامية.

وفي واحدة من أبشع أعمال التنكيل بالمدنيين الفلسطينيين، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثمانية مواطنين فلسطينيين على التعري بشكل تام، فيما حاول أفرادها تعرية فتاة كانت معهم في سيارة الأجرة التي كانوا يستقلونها، إلا أنها رفضت الانصياع لأمرهم. عملية التنكيل هذه جاءت بعد ساعات من الإعلان عن الأوامر التي أصدرها وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، لقوات احتلاله بعدم "إبداء أي شفقة إزاء الفلسطينيين على حواجز المراقبة في الأراضي الفلسطينية". ونقل عنه قوله: "لا ترحموا أحداً حتى لو أدى ذلك إلى طوابير طويلة وغضب السكان". واستناداً لتحقيقات المركز، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية عشرة مواطنين فلسطينيين، على الأقل.

وكانت الانتهاكات التي تم توثيقها خلال الفترة التي يغطيها التقرير (1/9/2005- 7/9/2005) على النحو التالي:

أولاً: أعمال التوغل والقصف وإطلاق النار وما رافقها من اعتداءات على المدنيين الفلسطينيين

الخميس 1/9/2005
* في حوالي الساعة 2:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بالآليات العسكرية، في بلدة بيت كاحل، شمال غربي مدينة الخليل. شرع أفرادها باقتحام عدد من المنازل السكنية، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وقبل انسحابها من البلدة، سلمت قوات الاحتلال ذوي خمسة مواطنين استدعاء خطياً لكل منهم لمراجعة ضباط مخابراتها في مدينة الخليل. والمواطنون هم: زكريا سليمان عصافرة، 19 عاماً؛ تحسين سليمان عطاونة، 23 عاماً؛ أمين محمد علي عصافرة، 22 عاماً؛ وأحمد محمود عصافرة، 24 عاماً؛ ومراد محمود حسين عصافرة، 22 عاماً. وتدعي تلك القوات أن المواطنين المذكورين من المطلوبين لها.

* وفي حوالي الساعة 2:30 فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بالآليات العسكرية، مدينة طولكرم. شرعت تلك القوات بمداهمة العديد من المنازل السكنية في الحيين الشرقي والغربي من المدينة وضاحية عزبة الجرادة، إلى الجنوب منها، وأجرى أفرادها أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وقبل انسحابها في حوالي الساعة 5:30 صباحاً، اعتقلت ثلاثة مواطنين، وهم: مجدي يوسف الجراد، 22 عاماً؛ مجدي إبراهيم الهمشري، 18 عاماً؛ ووائل فيصل الزكلة، 18 عاماً.

* وفي حوالي الساعة 3:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ترافقها مركبتان من أفراد قوات "الوحدات الخاصة"؛ في مخيمي عايدة والعزة للاجئين، شمالي مدينة بيت لحم. شرع أفرادها باقتحام العديد من المنازل السكنية، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، بادعاء البحث عن مواطنين تدعي إنهم مطلوبون لديها. وقبل انسحابها، اعتقلت تلك القوات ثلاثة مواطنين، بينهم طفل. والمعتقلون هم: أدهم إبراهيم عويص، 19 عاماً؛ حسن أسعد كراجة، 20 عاماً، وكلاهما من مخيم عايدة؛ ومعتز حسن قراقع، 17 عاماً، من مخيم العزة. فيما سلمت قوات الاحتلال عدداً آخر من المواطنين استدعاءات خطية لمراجعة ضباط مخابراتها في منطقة "كفار عصيون"، تدعي قوات الاحتلال أن المواطنين المذكورين من المطلوبين لها. وعرف من أصحابها كل من المواطنين: لطفي يوسف دعامسة؛ صالح عبد الله أبو عكر؛ ومحمود محمد فرارجة.

* وفي حوالي الساعة 10:00 صباحاً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حي خلة حاضور، شرقي مدينة الخليل. دهم العديد من أفرادها منزل الأسير المحرر محمد زياد أبو حلاوة الأيوبي، 50 عاماً. وبعد أن احتجزته وأفراد عائلته داخل إحدى غرف المنزل، شرع أفرادها بعملية تفتيش واسعة لمحتوياته، قاموا أثناءها بتمزيق صور المواطن أبو حلاوة وصور الرئيس الراحل ياسر عرفات، واعتدوا بالضرب المبرح على زوجته واثنين من أبنائه، ونكلوا بهم لأكثر من ساعة، بسبب احتجاجهم على تحطيم أثاث منزلهم وتمزيق الصور. أسفر ذلك عن إصابة زوجته روضة، 38 عاماً، بحالة إغماء، ونجليه، عبيدة وطارق، 22 و20 عاماً، برضوض وكدمات في مختلف أنحاء جسديهما. وأفاد المواطن أبو حلاوة لباحث المركز، أن الجنود اقتحموا منزله بصورة مفاجئة وأرغموا أفراد عائلته على التجمع في غرفة واحدة، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته، وأقدموا على تحطيم أثاث المنزل. الجدير ذكره أن قوات الاحتلال أفرجت عن المواطن أبو حلاوة الأسبوع الماضي بعد أن أمضى في سجونها 32 شهرا.

* وفي الساعة 11:00 صباحاً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل المواطن حازم بدر دعنا، في حي "واد النصارى"؛ جنوب شرقي مدينة الخليل، وشرعوا في نقل عتادهم العسكري إلى الطابق العلوي منه، وحولوه إلى نقطة مراقبة عسكرية. تقطن المنزل المذكور عائلة قوامها عشرة أفراد. وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال أجبروا العائلة على البقاء داخل غرفة واحدة في الطابق الأرضي من المنزل، وفرضوا قيوداً صارمة على تحركها.

الجمعة 2/9/2005
* في حوالي الساعة 12:15 بعد منتصف الليل، فتح جنود الاحتلال المتحصنون في دبابة متمركزة في محيط مستوطنة قطيف سابقاً، شمال غربي مدينة خان يونس، نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه الشوارع ومنازل المواطنين في منطقة السطر الغربي. أسفر ذلك عن إصابة شقيقين عندما كانا متوجهين إلى منزلهما القريب من المستوطنة، نقل المصابان إلى مستشفى ناصر في المدينة، ووصفت المصادر الطبية حالتهما بالمتوسطة. وأفاد سكان المنطقة لباحث المركز، أن المنطقة لم تكن تشهد أية أحداث لحظة إطلاق النار الإسرائيلي.

والمصابان، هما :
1- شادي شعيب عبد ربه العديني، 30 عاماً، وأصيب بعيار ناري في القدم.
2- عمار شعيب عبد ربه العديني، 23 عاماً، وأصيب بعيار ناري في القدم.

*و في حوالي الساعة 2:30 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بسبع مركبات عسكرية، في بعض الأحياء الشمالية الغربية من مدينة الخليل. اقتحمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية في حيي "أبو اكتيلة" و"الكرم"؛ وأجرى أفرادها أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وقبل انسحابها، اعتقلت خمسة مواطنين، وهم: شهاب عبد العزيز النتشة، 26 عاماً؛ سعيد عطية أبو اسنينة؛ 23 عاماً؛ عامر ذياب أبو اشخيدم، 26 عاماً؛ رزق سليمان النجار، 23 عاماً؛ ويوسف رجب الهيموني، 18 عاماً.

* وفي حوالي الساعة 3:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بست مركبات عسكرية، تساندها وحدات خاصة، في بلدة خاراس، شمال غربي محافظة الخليل. حاصرت تلك القوات العديد من المنازل السكنية شرقي البلدة، وشرع أفرادها باقتحامها، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وقبل انسحابها، اعتقلت المواطن عزيز محمود حلاحلة، 53 عاماً. الجدير ذكره أن اثنين من أبناء المواطن المذكور، وهما: ثائر وشاهر، 27 و25 عاماً، معتقلان لدى تلك القوات منذ عدة أعوام.

السبت 3/9/2005
* في حوالي الساعة 2:00 فجراً، توغلت قوة راجلة تابعة لقوات الاحتلال، قوامها حوالي ثمانين فرداً، مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة نابلس. اقتحمت القوة الحارة الشرقية للمخيم، وحاصرت منزل عائلة المواطن عبد الحميد الطيرواي، ثم اقتحمه أفرادها، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته. وقبل انسحابها، طلبت تلك القوات من المواطن المذكور أن يقوم نجله جمال، 32 عاماً، بتسليم نفسه لها.

الأحد 4/9/2005
* في حوالي الساعة 2:00 فجراً توغلت قوات الاحتلال معززة بخمس آليات عسكرية ثقيلة في مخيم عسكر، شمال شرق مدينة نابلس. وسيرت تلك القوات آلياتها في شوارع المخيم، وسط إطلاق النار، ولم يبلغ عن اعتقالات أو إصابات في صفوف المواطنين.

الاثنين 5/9/2005
* في حوالي الساعة 4:00 فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بالآليات العسكرية، بلدة بلعا، شرقي مدينة طولكرم، وسط إطلاق القنابل الصوتية تجاه المنازل السكنية. اقتحم أفرادها العديد من المنازل السكنية في الحي الشرقي للبلدة، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وفي ساعات الصباح، انسحبت تلك القوات، ولم يبلغ عن اعتقالات.

* وفي حوالي الساعة 8:00 صباحاً، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية، قوامها سيارتا جيب، في مخيم طولكرم، شرقي المدينة، وأطلق أفرادها الأعيرة النارية في الهواء لإرهاب المواطنين، وبخاصة طلبة المدارس. واصلت القوة سيرها باتجاه ضاحية اكتابا، وأقام أفرادها حاجزاً عسكرياً لمدة ثلاث ساعات.

*وفي حوالي الساعة 2:30 بعد الظهر، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بخمس مركبات عسكرية، في قرية الشواورة، شرقي محافظة بيت لحم. حاصرت تلك القوات العديد من المنازل السكنية وسط البلدة، وشرع أفرادها باقتحامها، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وقبل انسحابها، اعتقلت ثلاثة المواطنين، وهم: محمد علي حسين البدوي، 22 عاماً؛ سليمان محمد عبيات، 25 عاماً؛ وجمال أحمد عبيات، 21 عاماً.

* وفي حوالي الساعة 3:00 بعد الظهر، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزاً فجائياً على مفرق بلدة طمون، جنوب شرقي مدينة جنين. وشرع أفرادها بإيقاف المركبات الفلسطينية واحتجازها. تجمهر عدة أطفال من مخيم الفارعة للاجئين، جنوبي الحاجز، ورشقوا الحجارة تجاه تلك القوات. ترجل جنود الاحتلال من آلياتهم، وتسللوا بين المركبات الفلسطينية، وفتحوا نيران أسلحتهم تجاه الأطفال، ما أسفر عن إصابة الطفل جهاد أنور عودة، 14 عاماً، بعيار معدني في الرجل اليمنى. نقل المصاب إلى مستشفى الشهيد د. خليل سليمان الحكومي في جنين لتلقي العلاج، ووصفت المصادر الطبية حالته بالمتوسطة. فيما اعتقلت قوات الاحتلال المواطن وليد محمد أبو حبيب، 22 عاماً، من مخيم الفارعة.

* وفي حوالي الساعة 11:00مساءً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بخمس مركبات عسكرية، في مدينة الخليل. حاصرت تلك القوات منزل المواطن إبراهيم جودي دويك، في حي "خلة بطرخ"، شمال شرقي المدينة، وشرع أفرادها باقتحامه، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته. وقبل انسحابها، اعتقلت نجله عبد الله، 24 عاماً، واقتادته لجهة غير معلومة.

الثلاثاء 6/9/2005
* في حوالي الساعة 00:30 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بعشر مركبات عسكرية، في بلدة تفوح، غربي مدينة الخليل. تمركزت تلك القوات في منطقة "عقبة تفوح" شرقي البلدة، وشرع أفرادها بمحاصرة واقتحام العديد من المنازل السكنية، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وقبل انسحابها في حوالي الساعة 3:00 فجراً، اعتقلت المواطن نديم خليل محمد ارزيقات، 25 عاماً، وهو أحد أفراد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني. وأفاد ذوو المعتقل ازريقات أن جنود الاحتلال، قاموا باحتجاز أفراد العائلة خارج المنزل لأكثر من ساعتين، عبثوا خلالها بمحتويات منزلهم وحطموا جزء كبير منها. وطالت عملية الاقتحام والتفتيش في المنطقة، إضافة إلى منزل المعتقل ازريقات، منازل المواطنين: نسيم وسلامة يونس رزيقات؛ صلاح سلامة رزيقات؛ محمود وموسى بدران خمايسة؛ ومحمود عبد الهادي خمايسة.

* وفي وقت متزامن، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية، قوامها عشر سيارات جيب، في بلدة دير الغصون، شمالي مدينة طولكرم. اقتحم أفرادها منازل المواطنين يونس أبو زيتون وروحي بدران، بحجة البحث عن شبان تدعي قوات الاحتلال إنهم من المطلوبين لديها، واجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتويات المنزلين وأتلفوا بعضها.

* وفي حوالي الساعة 2:00 فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية بزاريا، شمال غربي مدينة نابلس. دهم أفرادها منزل المواطن فاروق حسن طاهر حسن، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته. شرع جنود الاحتلال بنقل عتادهم العسكري إلى المنزل، ونقلوا والدة المواطن المذكور البالغة من العمر 80 عاماً إلى منزل شقيقه نعيم، وحولوه إلى ثكنة عسكرية. المنزل المذكور مكون من طبقتين على مساحة 110م2، ويقيم صاحبه خارج البلاد، بينما تقيم والدته في المنزل.

* وفي حوالي الساعة 2:50 فجراً، توغلت قوة عسكرية، قوامها ثلاث ناقلات جند مدرعة وسيارة جيب، في بلدة عتيل، شمالي مدينة طولكرم. صدمت إحدى ناقلات الجند بشكل متعمد أبواب محل تجاري لمواد البناء يعود للمواطن جعفر حسن آسيا، ما أدى إلى تدميره بالكامل.

* وفي حوالي الساعة 3:00 فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال، معززة بالآليات العسكرية، في بلدة بيتا، جنوب شرقي مدينة نابلس. دهم أفرادها العديد من المنازل السكنية، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. وفي ساعات الصباح، انسحبت تلك القوات، ولم يبلغ عن اعتقالات في صفوف المواطنين.

* وفي حوالي الساعة 2:00 بعد الظهر، توغلت قوات الاحتلال، معززة بأربع آليات عسكرية، في بلدة طوباس، جنوب شرقي مدينة جنين. سيّرت تلك القوات آلياتها على شوارع البلدة، قبل انسحابها باتجاه الجنوب، حيث أقامت حاجزاً لها على مفرق طمون ـ طوباس، المدخل الجنوبي للبلدة. وشرع أفراد القوة بإيقاف المركبات والتدقيق في بطاقات الركاب بهدف عرقلة تنقل المواطنين، ولم يبلغ عن اعتقالات في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

* وفي استخدام مفرط للقوة المسلحة المميتة، قتلت قوات الاحتلال في ساعات مساء اليوم فتيً فلسطيني وأصابت ثلاثة آخرين من بينهم طفل بجراح في مخيم خان يونس، بعدما أطلقت عليهم النار من إحدى آلياتها العسكرية المتمركزة في محيط مستوطنة نفيه دكاليم سابقاً.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 5:00 مساء اليوم المذكور أعلاه، تجمع عشرات الفتية والأطفال بالقرب من السياج الفاصل بين المستوطنات التي تم إخلاءها في منطقة غوش قطيف ومخيم خان يونس، غرب المدينة. وكان في المنطقة دبابة إسرائيلية تتمركز خارج السياج بين مستوطنتي نفيه دكاليم وجاني طال سابقاً باتجاه المخيم، حيث رشقها الفتية بالحجارة. رد جنود الاحتلال المتحصنون داخل الدبابة بإطلاق النار باتجاههم، الأمر الذي أدى إلى إصابة أربعة منهم بجراح، استشهد أحدهم فوراً جراء إصابته بعيار ناري في الصدر، وهو الفتى، نمر رياض السعدوني، 18 عاماً. أما المصابون فهم:
1) شادي فايز أبو العراج، 17 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الكتف الأيسر.
2) محمد نافذ أبو نمر، 20 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الساق اليسرى.
3) شادي سالم عرام، 18 عاماً، وأصيب بعيار ناري في اليد اليسرى.

* وفي حوالي الساعة 11:00 ليلاً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية، وأعلنت عبر مكبرات الصوت عن فرض حظر التجول على سكانها. شرع أفرادها بمداهمة العديد من المنازل السكنية، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، عُرِفَ منها منزلا المواطنين صبري وعبد الكريم محمد جابر. وفي ساعات صباح اليوم التالي، الأربعاء الموافق 7/8/2005، انسحبت تلك القوات دون أن يبلغ عن اعتقالات في صفوف المواطنين.

الأربعاء 7/9/2005
* في حوالي الساعة 1:00 فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بالآليات العسكرية، بلدة الشيوخ، شمال شرقي مدينة الخليل. شرع أفرادها بمداهمة العديد من المنازل السكنية في منطقة خلة العيص، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتويتها بذريعة البحث عن مواد ممنوعة. وقبل انسحابها في ساعات الصباح اعتقلت المواطن عمر رزق المشني، 19 عاماً، واقتادته معها، وفي وقت لاحق أخلت سبليه.

* وفي حوالي الساعة 10:00 صباحاً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حي نمرة، في مدينة الخليل. دهم أفرادها عمارة سكنية مكونة من خمس طبقات، تعود ملكيتها للمواطن عوني الحرباوي، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. احتجزت تلك القوات أفراد عائلة المواطن المذكور في إحدى الغرف، وشرع أفرادها بنقل عتادهم العسكري إلى الطابق الخامس، وحولوه إلى ثكنة عسكرية.

* وفي وقت متزامن، اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية البلدية، جنوبي مدينة الخليل. دهم أفرادها منزل عائلة المواطن زكريا عبد القادر إمحيسن أبو عجمية، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته، قبل أن ينقلوا عتادهم العسكري إليه، ويحولوه إلى ثكنة عسكرية.

ثانياً: جدار الضم (الفاصل) داخل أراضي الضفة الغربية

1.أعمال التجريف واقتلاع الأشجار ومصادرة الأراضي.

استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوع الجاري، بأعمال تدمير وتجريف ممتلكات المدنيين الفلسطينيين، لصالح جدار الضم (الفاصل) في عمق أراضي الضفة الغربية، فيما استمرت تلك القوات بإصدار أوامر الاستيلاء على أراضي المواطنين. وفيما يلي أبرز الأعمال التي شهدتها أراضي الضفة خلال هذا الأسبوع:

* وفي بداية الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي العمل في إقامة جدار الضم (الفاصل) حول مدينة القدس المحتلة من جهتها الشمالية. وأفاد شهود عيان أن تلك القوات أغلقت بالكامل محيط حاجز "قلنديا" العسكري الذي يربط بين مدينتي رام الله والقدس. وذكروا أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز بواسطة مكعبات إسمنتية ضخمة، لتنهي بذلك المقاطع الأخيرة من الجدار الممتد من أراضي بلدة "بيتونيا"؛ غربي مدينة رام الله مرورا ببلدة قلنديا والمطار، حتى قرية جبع، شرقي الحاجز، وأراضي قرية حزما، شمال شرقي مدينة القدس. ووفق المخططات الإسرائيلية فإن الجدار في هذه المنطقة سيمتد لوصلها بالمقاطع التي بنيت في بلدة عناتا، شمال شرقي القدس، التي تربط بدورها مقاطع الجدار التي يجري إنشاؤها في مناطق العيزرية وأبو ديس ومستوطنة "معاليه ادوميم".

* ومع اقتراب قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاء أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) على أراضي قرية دير بلوط، جنوب غربي مدينة نابلس، شرعت تلك القوات بأعمال تجريف للأراضي المحيطة بالحاجز العسكري المقام على مفترق القرية المذكورة. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال أكملت العمل في مساحة من الأرض تقع إلى الجنوب من الحاجز، حيث تم تسويتها وتجريفها بهدف توسيع الحاجز، وتعزيزه مع اقتراب الانتهاء من بناء الجدار. الجدير بالذكر أن حاجز دير بلوط أقيم مع بدء انتفاضة الأقصى عام 2000 على مدخل القرية.

* وفي يوم الجمعة الموافق 2/9/2005، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أوامر عسكرية جديدة تقضي بمصادرة حوالي ثلاثة وأربعين دونماً من ممتلكات المدنيين الفلسطينيين في مدينتي بيت لحم وبيت ساحور وقرية النعمان، شمالي مدينة بيت لحم، لصالح استكمال أعمال بناء جدار الضم (الفاصل) في المنطقة. وأفادت مصادر محلية في قرية النعمان أن بناء الجدار حولها سيعمل على عزلها داخله بشكل كامل، مما يمنع تواصل سكانها مع مدينتي القدس وبيت لحم على حد سواء.


2.استخدام القوة

في إطار استخدام القوة بشكل منهجي ضد مسيرات الاحتجاج السلمية التي ينظمها المدنيون الفلسطينيون والمتضامنون الإسرائيليون والأجانب، ضد استمرار أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل)، استخدمت قوات الاحتلال القوة لتفريق المتظاهرين في حالات عديدة، وفيما يلي أبرز تلك الحالات:

* في حوالي الساعة 11:00 صباح يوم الجمعة الموافق 2/9/2005، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بالآليات العسكرية، قرية بلعين، غربي مدينة رام الله. تمركزت تلك القوات على مداخل القرية، وبعد أن فرضت سيطرتها عليها، شرع أفرادها باقتحام القرية، وحاصروا مسجدها قبل شروع المصلين بمغادرته. وما أن شرع المصلون بمغادرة المسجد للتوجه إلى ورشة بناء جدار الضم (الفاصل) على أراضي القرية، ألقى جنود الاحتلال قنابل الغاز والقنابل الصوتية تجاههم، ما أسفر عن إصابة اثني عشر مواطناً بحالات إغماء جراء استنشاقهم الغاز، عولجوا ميدانياً. وكان من بين المصابين مصوران صحفيان، وهما: 1) إياد المغربي، 30 عاماً؛ ويعمل مصوراً لدى وكالة أنباء اسوشيتدبرس؛ 2) وأسامة نصر الله، 28 عاماً، ويعمل مصوراً لدى قناة العربية الفضائية. وأما المصابون الآخرون فهم: أشرف الخطيب، 25 عاماً؛ أكرم الخطيب، 33 عاماً؛ جاسر ماهر الخطيب، 15 عاماً؛ سمير ياسين، 30 عاماً؛ أحمد الخطيب، 30 عاماً؛ مصطفى فتحي، 25 عاماً؛ ناصر يوسف، 38 عاماً؛ محمد خليل، 19 عاماً؛ باسم أحمد، 28 عاماً؛ حمزة سليمان ياسين، 12 عاماً. كما اعتقلت قوات الاحتلال أحد عشر متضامناً أجنبياً، فضلا عن اعتقال المواطن محمد الخطيب، 38 عاماً.


3.فرض القيود على حركة المواطنين على طرفي الجدار

* مع بداية العام الدراسي الجديد، أصبح حوالي ثمانمائة طالب فلسطيني يدرسون في خمس مدارس عزلها جدار الضم (الفاصل) في محافظة جنين، يعانون من تقييد حركتهم عبر البوابات التي أقامتها قوات الاحتلال في هيكل الجدار، فضلاً عن معاناة عدد من مدرسيهم. يدرس هؤلاء الطلبة في ثلاث مدارس في قرية برطعة، وواحدة في خربة برطعة، وأخرى في قرية أم الريحان، جنوب غربي مدينة جنين.

ويُضْطَرُ هؤلاء الطلبة ومدرسوهم للمرور عبر بوابات الجدار الإلكترونية يومياً، ويُخْضَعُون لأعمال تفتيش مذلة، بما في ذلك الطالبات ومدرساتهن. وتغلق قوات الاحتلال البوابات ما بين الساعة 7:00 مساءً وحتى الساعة 7:00 صباحاً. وأفادت مصادر وزارة التربية والتعليم في محافظة جنين إنها سعت لتجنيب المدرسين عبور البوابات بإبقائهم داخل قراهم، إلا أن الحاجة لبعض التخصصات أبقت تسعة منهم من خارج المنطقة للتدريس فيها، واثنين من داخلها للتدريس خارجها.

وأفادت مصادر في المدارس الخمس أن قوات الاحتلال المتمركزة على البوابات تمنع منعاً باتاً إدخال المواد الكيماوية للمختبرات العلمية الموجودة في مدارس برطعة عبر البوابة الوحيدة المؤدية إلى القرية. فضلاً عن منعها إدخال أجهزة الكمبيوتر والأدوات الكهربائية للمدارس. الجدير بالذكر أن طلبة التخصص العلمي يدرسون في مدرسة برطعة الثانوية.

* وفي سياق متصل، حالت إجراءات القيود على الحركة، التي تفرضها قوات الاحتلال على السكان المدنيين الفلسطينيين الذين أصبحوا داخل الجدار، دون وصل عشرات الطلاب من قرية النعمان، شمالي مدينة بيت لحم، إلى مدرستهم في قرية الخاص القريبة. وأفادت مصادر محلية أن الطلاب أصبحوا يضطرون للسير مسافة كيلومتر على طريق ترابية وعرة وخطرة. الجدير ذكره أن قرية النعمان تضم مائتي نسمة، وأصبحت تقع داخل الجدار بعد ضم أراضيها إلى داخل الجدار أيضاً، وأصبحت معزولة عن العالم الخارجي. وأفاد باحث المركز أن سكان القرية المذكورة يحملون بطاقات هوية السلطة الوطنية الفلسطينية، وبذلك لم يعودوا قادرين على الارتباط بمدينة بيت لحم، كما أن قوات الاحتلال لا تسمح لهم بالدخول إلى مدينة القدس إلا بعد حصولهم على تصاريح خاصة بذلك.

ثالثاًً: جرائم الاستيطان واعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم

واصل المستوطنون القاطنون في الأراضي المحتلة خلافاً للقانون الدولي الإنساني، سلسلة من الاعتداءات المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم. وتتم تلك الاعتداءات في كثير من الأحيان بمشاركة قوات الاحتلال، أو على مرأى منهم. وفيما يلي أبرز الاعتداءات التي وثقها باحثو المركز خلال الأسبوع:


* الاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم

جدد المستوطنون من مستوطنة "كريات أربع" جنوب شرقي مدينة الخليل، اعتداءاتهم ضد ممتلكات المواطنين الفلسطينيين والاستيلاء على تلك الممتلكات، الواقعة في حي "واد النصارى" جنوبي المستوطنة. واستنادا لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 10:00 صباح يوم الجمعة الموافق 2/9/2005، اقتحم حوالي خمسين مستوطناً، يحمل عدد كبير منهم قطعاً مختلفة من السلاح الناري، قطعة أرض تعود ملكيتها لعائلة المواطن محمود البوطي جابر، واستولوا عليها وأقاموا فيها بالقوة. وما أن تم لهم ذلك على مرآى ومسمع من قوات الاحتلال، حتى شرعوا في بناء عرائش وخيام داخل قطعة الأرض المستهدفة، وتحويلها إلى نواة موقع استيطاني.

* وفي ساعات مساء يوم الأحد الموافق 4/9/2005، هاجمت مجموعة مسلحة من المستوطنين مزارع فلسطينية لتربية المواشي، في بلدة يطا، جنوبي محافظة الخليل، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المواشي.

ووفقاً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 6:00 مساءً، هاجم حوالي 12 مستوطناً، كانوا مسلحين بالمسدسات والهراوات والسكاكين الكبيرة والقضبان الحديدية، انطلاقاً من مستوطنة "معون"؛ جنوب شرقي بلدة يطا، خيماً سكنية وحظائر لتربية المواشي، تعود لعدة مواطنين من مربي ورعاة الأغنام في منطقة "خلايل العدرة"؛ الواقعة غربي المستوطنة المذكورة. أسفر ذلك عن مقتل 6 رؤوس من الأغنام، وإصابة 10رؤوس أخرى، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بهيكل ومحتويات تلك الحظائر. وتعود تلك الخيام والحظائر للمواطنين: حسين أحمد الجمل، أحمد حماد الجمل، راسم النواجعة، خليل محمد شواهين، وأحمد محمد شواهين. وأفاد شهود عيان أن الاعتداء جرى بحضور قوة عسكرية إسرائيلية، قوامها ثلاث مركبات "جيب" وبمشاركة مجموعة من الكلاب البوليسية، مشيراً إلى أن بعض المهاجمين استخدموا الهراوات وأدوات طعن حادة لقتل المزيد من رؤوس الأغنام، بهدف ترويع المواطنين وعدد من العائلات وطردهم من المنطقة التي يقيمون فيها.

* وفي ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين الموافق 5/9/2005، جدد المستوطنون القاطنون في مستوطنة "كريات أربع"؛ جنوب شرقي مدينة الخليل، اعتداءاتهم ضد منازل المواطنين الفلسطينيين. واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 8:00 مساء اليوم المذكور، تجمع عدد من المستوطنين، انطلاقاً من المستوطنة المذكورة، وشرعوا بمهاجمة العديد من منازل المواطنين في "حي الكسارة"؛ الواقع جنوبي المستوطنة، مستخدمين الحجارة والزجاجات الفارغة. أسفر ذلك عن إصابة الطفلين: زياد سعدي جابر، 3 أعوام، ونور حافظ الرجبي، 12 عاماً، برضوض وجروح سطحية في الأطراف، جراء حجارة المستوطنين وتطاير الزجاج المتكسر. إضافة لتكسير العديد من زجاج النوافذ وبعض الأجهزة الكهربائية. وتعود ملكية بعض تلك المنازل لعائلات: أسعد وسعدي حميدان جابر؛ حافظ حسين الرجبي؛ فهمي بدر جابر؛ محمد عودة الرجبي؛ وعبيدة محمد دعنا. وأفادت المواطنة صبرية عبد الله جابر أن المستوطنين ألحقوا أضراراً جسيمة في محتويات ونوافذ منزلها. وذكرت أن تلك الاعتداءات تمت على مرأى من جنود الاحتلال ودون تدخلهم.

** جرائم تجريف المنازل السكنية والأراضي والتوسع الاستيطاني

* في حوالي الساعة 12:00 ظهر يوم الثلاثاء الموافق 6/9/2005، شرعت قوات الاحتلال، بواسطة جرافتين عسكريتين تساندهما آليات عسكرية، بأعمال تجريف لقطة أرض على المدخل الجنوبي الغربي لبلدة بيت وزن، جنوب غربي مدينة نابلس. وأفاد باحث المركز أن قطعة الأرض المذكورة تقع على شارع نابلس ـ قلقيلية، وتبلغ مساحتها حوالي ثلاثة دونمات، وتعود ملكيتها لمواطنين من قريتي بيت وزن وصرة بهدف إقامة نقطة عسكرية إسرائيلية في المنطقة.

4- جرائم الحصار والقيود على حرية الحركة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك المزيد من الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للمدنيين الفلسطينيين من خلال استمرارها في فرض حصار شامل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإعاقة حركة المدنيين وحرمانهم من التنقل بين مدنهم وقراهم ومن السفر للخارج.

ففي قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال وللأسبوع الثالث على التوالي إجراءات حصارها المشدد على كافة المعابر الداخلية والخارجية في قطاع غزة، وشددت من إجراءاتها على سكان المناطق المتاخمة للمستوطنات التي تم إخلاءها بالكامل من ساكنيها، وعزلتهم عن محيطهم الخارجي، فيما أبقت على إغلاق الطرق والمعابر الرئيسية والفرعية التي كانت قد أغلقتها منذ بدء الانتفاضة، بما فيها مطار غزة الدولي. ووفقاً لما تم رصده من الميدان خلال الفترة التي يغطيها التقرير، كانت القيود التي فرضتها قوات الاحتلال على النحو التالي:
** فعلى صعيد الحركة الخارجية، وهي المعابر الحدودية والتجارية التي تربط القطاع بإسرائيل والخارج فإن الوضع كالتالي:
1- معبر رفح الحدودي مع مصر، جنوب القطاع: يعتبر معبر رفح الحدودي مع مصر، جنوب قطاع غزة، وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع على الخارج منذ بدء الانتفاضة. لا تزال قوات الاحتلال تتعمد إعاقة المدنيين يومياً من السفر للخارج، من خلال بطئ الإجراءات، والاعتقال والاستجواب، ناهيك عن الساعات المحدودة جداً التي يعمل بها المعبر، حيث يتم فتحه في أحسن الأحوال الساعة 9:00 صباحاً، ويغلق الساعة 5:00 مساءً. ولا تتناسب تلك الساعات مع الكم الهائل من المسافرين بالاتجاهين وخصوصاً في موسم الصيف. ومنذ نحو أكثر من شهر تقريباً تواصل تلك القوات العمل بالقرار الذي منع بموجبه المواطنين من الفئة العمرية من 16- 35 عاماً من الذكور من السفر عبر المعبر، باستثناء بعض الحالات التي يتم لها تنسيق مسبق، وهم فئة المقيمين في الخارج أو من يملكون جنسيات في البلدان التي أتوا منها، وبعض الحالات المرضية المستعصية، ولكن بدون مراعاة لوضعهم الصحي، حيث ينتظرون بالساعات على المعبر لحين يتم السماح لهم. من جانب آخر تواصل قوات الاحتلال استخدام الجهاز الإشعاعي، الذي يؤثر على الصحة العامة، والذي دار حوله جدل واسع. وكان هذا الجهاز قد بدأ العمل به من قبل الجانب الإسرائيلي على المعبر في شهر مارس من العام الجاري، وأوقف العمل به لمدة وجيزة بعد تدخل المنظمات الإنسانية ومطالبة السلطة الفلسطينية للجهات الإسرائيلية بوقفه، ليعاد استخدامه ثانية وفق انتقائية في الفحص. وفي خطوة تعكس نيتها عزل قطاع غزة عن الخارج تماماً، أبلغت قوات الاحتلال بتاريخ 7/9/2005، وأثناء إعداد هذا التقرير عن نيتها إغلاق المعبر حتى إشعار آخر.
2- معبر صوفا، شرق مدينة رفح: منذ نحو عامين والمعبر مغلق بشكل كامل في وجه العمال الفلسطينيين، حيث كان في السابق يدخل منه نحو 2000 من عمال الزراعة إلى داخل إسرائيل، فيما يعمل بطاقة محدودة جداً لإدخال مادة الحصمة فقط، والخاصة بأعمال البناء، وهو المعبر الوحيد الذي تدخل منه مادة ما يعرف " بالبسكورس"، التي تستخدم في رصف الطرقات.

3- معبر كارني التجاري، شرق مدينة غزة: وهو المعبر الوحيد الذي يربط القطاع بإسرائيل والضفة الغربية، فلا تزال قوات الاحتلال تضع المزيد من العراقيل في وجه الحركة التجارية والتجار، الأمر الذي أدى إلى تدهور حاد في حال السوق الفلسطينية. ورغم الإعلانات المتكررة من قبل قوات الاحتلال عن إجراء تسهيلات على المعبر، إلا أن التحقيقات الميدانية للمركز تؤكد وبشكل قاطع أن الإجراءات المعقدة لا تزال على حالها حتى لحظة صدور هذا التقرير. "ولمزيد من التفاصيل حول العراقيل على هذا المعبر، أنظر/ي التفاصيل في التقارير السابقة"
4- معبر بيت حانون "إيرز"، شمال القطاع. معبر بيت حانون هو المنفذ الوحيد للعمال الفلسطينيين والمرضى والمدنيين لدخول إسرائيل والضفة الغربية. واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المعبر للأسبوع الثالث على التوالي في وجه العمال الفلسطينيين والمدنيين الآخرين. ومنذ أسبوع تقريباً، فتحت قوات الاحتلال المعبر لحوالي 108 عمال بحوزتهم تصاريح خاصة، عدد كبير منهم من العمال الذين كانوا يعملون داخل مستوطنات القطاع، وذلك لاستكمال عملهم مع أرباب العمل السابقين. وأفاد باحث المركز ، أن قوات الاحتلال تسمح خلال تلك الفترة للحالات المرضية المستعصية بالدخول وكذلك للعاملين في المنظمات الدولية، وفق تنسيق خاص وإجراءات تفتيش معقدة، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية" دائرة العلاج بالخارج، أن قوات الاحتلال خلال فترة الإغلاق المذكورة، رفضت السماح للعديد من المرضى بالدخول إلى إسرائيل، رغم حصولهم على تنسيق مسبق.
**أما على صعيد الحركة الداخلية:

1- حاجزا المطاحن وأبو هولي على طريق صلاح الدين، شمال مدينة خان يونس، واللذان يفصلان جنوب القطاع عن شماله. تواصل قوات الاحتلال إغلاق الحاجزين منذ تاريخ 17/8/2005، وفقاً للبرنامج الذي سبق وأبلغته للسلطة الفلسطينية، حيث تقوم بإغلاق الحاجزين طوال ساعات النهار، ليعاد فتحهما في ساعات متأخرة من الليل. وفي يوم السبت امن كل أسبوع تقوم تلك القوات بفتح المعبر نهاراً، لتعود وتغلقه في ساعة متأخرة من الليل. وفي يوم السبت الموافق 27/8/2005، فتحت قوات الاحتلال الحاجزين بشكل جزئي، وعرقلت حركة الآلاف من المدنيين الذين كانوا ينتظرون فتح الحاجزين بفارغ الصبر، مما أدى إلى تكدسهم وخلق ازدحامات شديدة. هذا الإجراء خلف آثاراً كارثية على فئات عديدة من المواطنين الفلسطينيين، وخصوصاً قطاع الموظفين، والطلبة وتحديداً مع بدء العام الدراسي الجديد، وفتح باب التسجيل في الجامعات الفلسطينية في وجه الطلبة الجدد، لأن الفترة التي يتم فتح الحاجزين فيها هي فترة الليل، أي الفترة التي لا يتحرك فيها المواطنون، وتكون جميع الدوائر الرسمية وغير الرسمية مغلقة.

2- حاجزا التفاح والسلطان، جنوب القطاع. يعتبر هذان الحاجزان من أكثر الحواجز في القطاع تأثراً بإعادة الانتشار حول قطاع غزة، حيث أنهما يقعان بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية التي تم إخلاءها من المستوطنين. وعلى الرغم من الانتهاء من إخلاء المستوطنات من ساكنيها، إلا أن قوات الاحتلال تواصل إغلاق الحاجزين للأسبوع الثالث على التوالي، ولم تسمح للمواطنين بالدخول أو الخروج من المنطقتين. وانعكس هذا الحصار على الأوضاع المعيشية للسكان داخل المنطقة، وخصوصاً على الوضع الزراعي والتسويقي. وفي يوم السبت الموافق 3/9/2005 وهو اليوم الأول للعام الدراسي الجديد، منعت قوات الاحتلال المدرسين الجدد من الدخول للمنطقة، فيما منعت طلاب الفرع العلمي للمرحلة الثانوية من الخروج من المنطقة، إلا أن تلك القوات سمحت في ذلك اليوم بخروج الخضروات من المنطقة وفق ساعات محددة، كما سمحت لبعض الأفراد بالخروج إلى مدينة خان يونس. يشار إلى أن منطقة المواصي لا يوجد بها إلا مدرسة واحدة فقط، تعمل بنظام الفترتين، ويدرس فيها 1500 طالب وطالبة وهي مدرسة مشتركة لجميع المراحل ما عدا القسم العلمي، الأمر الذي جعل العديد من الأهالي يحجمون عن إرسال بناتهم للمدرسة لأنهم لا يفضلون الاختلاط. وتفتقر تلك المدرسة للعديد من المدرسين والتقنيات. ومنذ بدء الانتفاضة يعيش السكان أوضاعاً معيشية قاسية، نتيجة ممارسات جنود الاحتلال واعتداءات المستوطنين. ويعتبر حاجز التفاح هو المنفذ الوحيد لدخول السكان لمنطقتي المواصي المذكورتين، حيث أن حاجز تل السلطان، الذي يفصل مدينة رفح عن مواصيها، مغلقاً في وجه العائدين للمنطقة منذ أكثر من عام، ويسمح فقط للمغادرين بالعبور منه. ولمزيد من التفاصيل حول معاناة السكان المدنيين في تلك المنطقتين "انظر/ي التقارير الأسبوعية السابقة الصادرة عن المركز".

3- منطقة السيفا، المحاصرة بين مستوطنتي دوغيت وايلي سيناي سابقاً، شمالي القطاع.

4- منطقة حي المعني، المتاخم لمستوطنة كفار داروم سابقاً، وسط قطاع غزة.
تواصل قوات الاحتلال مضايقاتها لسكان المنطقتين. وتتحكم تلك القوات بالبوابتين المؤديتين لهما، ويواجه السكان صعوبات بالغة عند الدخول أو الخروج. وللأسبوع الثالث على التوالي تواصل قوات الاحتلال إغلاق تلك المنطقتين ولا تسمح لسكانهما بالخروج أو التبضع، باستثناء مرة واحدة ولأشخاص محددين خلال هذا الأسبوع. إغلاق المنطقتين خلف نتائج سيئة على مجمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للسكان المدنيين. وفي ساعات صباح يوم السبت الموافق 3/9/2005، سمحت قوات الاحتلال لطلاب المدارس البالغ عدد هم 17 طالباً وطالبة بالخروج من المنطقة، على أن يعودوا في حوالي الساعة 1:00 ظهراً. وأثناء عودتهم رفضت السماح لمن هم فوق سن السابعة عشر من العودة لمنازلهم، وهم 6 طلاب، الأمر الذي خلق لهم صعوبة بالغة في البحث عن أماكن للمبيت خارج منطقتهم. أما في حي المعني فقد منعت قوات الاحتلال طلاب المنطقة من الخروج منها للتوجه لمدارسهم في مدينة دير البلح، ويبلغ عدد هؤلاء الطلاب 54 طالباً وطالبة لجميع المراحل. ولا تزال حتى اللحظة تمنعهم من الخروج ومن التمتع في حقهم في التعليم والتحصيل الأكاديمي.

و" ولمزيد من المعلومات حول المعاناة اليومية للسكان "انظر/ي التقارير الأسبوعية السابقة والتقارير الميدانية المرتبطة بخطة الانفصال على صفحة المركز الالكترونية".

من جانب آخر، تواصل قوات الاحتلال حتى لحظة صدور هذا التقرير إغلاق العديد من الطرق، التي كانت قد أغلقتها منذ بداية الانتفاضة بشكل كامل، مثل طريق خان يونس رفح الغربية، جنوب القطاع، طريق أبو العجين، الواصلة بين بلدتي القرارة ووادي السلقا، شمال خان يونس، وطريق صلاح الدين "مفترقي الشهداء وكفار داروم"، وسط القطاع. كما لا تزال قوات الاحتلال تحرم المواطنين الفلسطينيين من التحرك على طرق كيسوفيم، موراج والمنطار، جنوب ووسط القطاع، وهي طرق فرضت قوات الاحتلال سيطرتها الكاملة عليها وخصصتها لمرور المستوطنين منذ بدء الانتفاضة. فضلاً عن ذلك يتواصل إغلاق مطار غزة الدولي للعام الرابع على التوالي.

وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال حصارها وتقييدها لحرية حركة وتنقل المدنيين الفلسطينيين، فيما فرضت منعاً للتجول على العديد من التجمعات السكنية. وكانت أبرز مظاهر الحصار في المحافظات على النحو التالي:

* محافظة القدس: عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات عزل مدينة القدس الشرقية، فيما كثفت من تواجدها داخل المدينة، وعلى الحواجز العسكرية المقامة على مداخلها. وأفاد شهود عيان أن تلك القوات فرضت المزيد من القيود على حركة المدنيين الفلسطينيين في المحافظة. وذكر الشهود أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها على الحواجز العسكرية الرئيسة، وبخاصة حاجز ضاحية البريد، على المدخل الشمالي للمدينة. وذكر الشهود أن الجنود المتمركزين على الحاجز المذكور اتبعوا إجراءات تفتيش بطيئة للقادمين إلى المدينة.
ورغم مرور خمسة أيام على بدء العام الدراسي، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منع حوالي (700 ) معلم ومعلمة، من حملة الهوية الفلسطينية، من دخول مدينة القدس المحتلة، والالتحاق بعملهم الرسمي في مدارسها الخاصة، وتلك التابعة للأوقاف الإسلامية.

وأفاد ديمتري دلياني، منسق لجنة متابعة قطاع التعليم الخاص في القدس، أن قوات الاحتلال المتمركزة على مداخل المدينة مازالت تمنع أكثر من 700 معلم من الدخول إلى المدينة، كما وترفض منحهم تصاريح دخول للقدس للالتحاق بعملهم في مدارسها. وذكر أن سلطات الاحتلال أعطت منذ فترة موافقة مبدئية على منح 255 معلماً منهم التصاريح المطلوبة، إلا أنها لم تصدر فعلياً تصاريح إلا لثمانية معلمين فقط.

* محافظة رام الله: في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت الموافق 3/9/2005، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزاً عسكرياً لها على مفترق بلدة ترمسعيا، شمال شرقي مدينة رام الله، وأجبر أفرادها عشرات السيارات المدنية الفلسطينية المتنقلة بين مدينتي رام الله ونابلس على التوقف، وأخضعت ركابها للتفتيش.

وفي وقت متزامن، أقامت تلك القوات حاجزاً آخر لها في منطقة "واد الحرامية"؛ على مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات من الحاجز الأول، وأجبر أفرادها عشرات السيارات المدنية الفلسطينية المتنقلة بين مدينتي رام الله ونابلس على التوقف، وأخضعت ركابها للتفتيش. وأفاد باحث المركز أن إقامة الحاجزين المذكورين تزامن مع بداية الأسبوع حيث يشهد الشارع المذكور حركة نشطة بين مدينة رام الله ومحافظات شمالي الضفة، نظراً لعودة الموظفين إلى أماكن عملهم في مدينة رام الله التي تتركز فيها الدوائر الحكومية وكبرى المؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة. كما وتزامن أيضاً مع بدء العام الدراسي الجديد في المدارس والجامعات الفلسطينية.

وفي بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق 7/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً لها على المدخل الجنوبي لقرية سردا، شمالي مدينة رام الله، وأغلقت طريق رام الله ـ بيرزيت بشكل كامل، مدة ساعتين. تزامن إغلاق الطريق، التي تعتبر المنفذ الوحيد للمدينة الذي يُسمح للسيارات بالمرور عبره، مع موعد مغادرة الموظفين مقار أعمالهم وعودتهم إلى منازلهم. وأفاد باحث المركز إنه شاهد مئات السيارات المدنية الفلسطينية تقف في طوابير طويلة في كلا الاتجاهين دون السماح لأي منها بعبور الحاجز. كما ومنعت تلك القوات المواطنين الفلسطينيين من عبور الحاجز مشياً على الأقدام.

* محافظة الخليل: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ وتشديد كافة إجراءات الإغلاق والحصار ومنع حرية التنقل والحركة للمواطنين الفلسطينيين في المحافظة. ففي الساعات الأولى من فجر يوم الخميس الموافق1/9/2005، نفذت تلك القوات أمراً عسكرياً صدر في اليوم السابق، الأربعاء الموافق 31/8/2005، يقضي بإغلاق أبواب ومحيط المسجد الإبراهيمي لمدة ثلاثة أيام متتالية، بدعوى تمكين المستوطنين اليهود من الاحتفال بعيد "أول أيلول اليهودي". وشرعت في فرض طوق عسكري محكم على المسجد الإبراهيمي وكافة أحياء البلدة القديمة، وأقامت العديد من الحواجز العسكرية على المنافذ ومفترقات الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية لها، إضافة لإغلاق كافة البوابات الحديدية. أوقف أفرادها عشرات المركبات والمواطنين من المارة، وأخضعوهم للتفتيش الاستفزازي، ومنعوهم من التنقل والوصول إلى أماكن عملهم. وتعمد الجنود احتجاز الشبان منهم مدداً مختلفة. هذا في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال منع رفع الآذان في المسجد المذكور، للأسبوع الثاني على التوالي.

* وفي الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الموافق 2/9/2005، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة حواجز عسكرية جديدة، لاستخدامهما كمعابر للتفتيش الإلكتروني، عند المدخلين الوحيدين المؤديين إلى حي تل الرميدة، وسط مدينة الخليل، حيث تقع البؤرة الاستيطانية "رمات يشاي"؛ وعن مدخل حي الكرنتينا. وأفاد باحث المركز أن الحاجز الأول أقيم على أول مدخل الطريق الشمالية الغربية، من جهة حي جبل الرحمة، والثاني على أول مدخل الطريق الشرقية، من جهة شارع الشهداء، بينما أقيم الثالث بالقرب من مسجد أبو الريش، على مفترق طريق الكرنتينا وحيي أبو اسنينية وقيطون، من جهة ميدان السهلة. وعززت الحواجز الجديدة بقوة عسكرية دائمة وبوابات للتفتيش الإلكتروني، وغرف مغلقة وبرجي مراقبة من الحديد المصفح. وتؤدي إقامة الحواجز المذكورة إلى إجبار سكان أحياء: تل الرميدة؛ جبل الرحمة؛ والكرنتينا، والمارين لأحياء أبو اسنينة وقيطون والبلدة القديمة للمرور عبر الحواجز المذكورة، والخضوع على الدوام للتفتيش اليومي.

وفي حوالي الساعة 7:00 صباح يوم السبت الموافق 3/9/2005، أقامت تلك القوات العديد من الحواجز العسكرية على المنافذ والمداخل الشمالية والغربية والجنوبية لمدينة الخليل. وأفاد باحث المركز أن تلك القوات أقامت حاجزاً على مفترق حي بئر المحجر، وحاجزين على المدخلين الشرقي والشمالي الغربي لحرم ومباني جامعة الخليل، وحاجراً آخر على مفترق حي الحاووز الأول، غربي المدينة. أجبر الجنود المتمركزون على تلك الحواجز المركبات الفلسطينية ومئات المواطنين على التوقف، وأخضعوا عدداً كبيراً منهم لأعمال التفتيش والتحقيق الميداني معهم، وصلت أحياناً لأكثر من ساعة ونصف الساعة. وطالت عمليات الاحتجاز أعداداً من الموظفين وطلبة الجامعة والمدارس، وأعاق جنود الاحتلال تنقلهم ووصولهم إلى أماكن عملهم أو دراستهم.

وخلال ساعات نهار يومي السبت والأحد الموافق 3و4/9/2005 ، جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة بصورة دائمة وسط وجنوب مدينة الخليل، وخاصة تلك المتمركزة في داخل ومحيط حي "واد النصارى"؛ القريب من مستوطنة "كريات أربع"؛ شرقي المدينة، عمليات الملاحقة والاحتجاز للمواطنين وتلاميذ المدارس، وذلك بغرض منعهم من التنقل أو دخول الشارع الرئيس والوحيد في المنطقة.
ووفق تحقيقات المركز وما أفاد به المواطن كايد سعيد دعنا، المقيم في الحي نفسه، فإن الإجراءات العسكرية التعسفية، التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بصورة دائمة ومتصاعدة، لمنع المواطنين من دخول الشارع المذكور، تجبر نحو 200 من طلاب وطالبات المدارس الأساسية على سلوك طرق التفافية وعرة، مسافة تزيد على الكيلو ونصف الكيلومتر، رغم أن أبعد مدرسة عن منازل الطلبة لا تبعد أكثر من 500 متر .
وفي نحو الساعة 12:00 ظهر يوم الاثنين الموافق 5/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً فجائياً قبالة مخفر شرطة الحرس، على مفترق طرق: عين سارة؛ ميدان القدس؛ وخلة بطرخ، شمالي مدينة الخليل. أجبر أفرادها المركبات والمشاة على التوقف، واحتجزوهم للتفتيش والتحقيق الميداني، وقارنوا أسماءهم بقوائم اسمية كانت بحوزتهم. وأفاد باحث المركز أن الجنود احتجزوا ما لا يقل عن عشرين شاباً، جرى صلبهم على الجدران والتحقيق معهم وإخضاعهم للتفتيش الجسدي. كما منعوا رجال الشرطة المدنية الفلسطينية من الخروج من مقرهم في المنطقة.

* محافظة نابلس: رغم مرور اثني عشر يوماً على إخلاء مستوطنتي "حومش" و"صانور" على شارع جنين ـ نابلس، جنوبي مدينة جنين، لا تزال قوات الاحتلال تغلق الشارع المذكور، في المقطع الممتد من مستوطنة "شافي شومرون" شمال غربي مدينة نابلس، ومفترق عرابة، جنوبي مدينة جنين، وتمنع المركبات الفلسطينية من السير عليه. وأفاد باحث المركز أن سكان تسع قرى فلسطينية وهي: بزاريا، برقة، بيت امرين، ياصيد، نصف جبيل، اجنسنيا، الناقورة، سبسطية وعصيرة الشمالية، شمال وشمال غربي مدينة نابلس، لا يزالون ممنوعين من استخدام الشارع المذكور بسبب إغلاق الحاجز العسكري المقام على مفترق مستوطنة "شافي شومرون"؛ الموصل إلى حاجز بيت إيبا، غربي نابلس. ويستخدم سكان تلك القرى طريق الباذان، وهي طريق طويلة، فضلاً عن تضاعف تكاليف السفر عليها.

وفي سياق متصل، أقامت قوات الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية الفجائية على تلك الطرق. وذكر باحث المركز إنه، وبالتزامن مع بداية العام الدراسي في مدارس وجامعات الضفة الغربية، أقامت قوات الاحتلال حواجزها العسكرية على طريق عصيرة الشمالية ـ طلوزة، وطلوزة ـ الباذان، شمالي مدينة نابلس، وأجبرت مئات السيارات المدنية الفلسطينية على التوقف، وأخضعتها مع ركابها لأعمال التفتيش، ما تسبب في تأخير وصول الطلبة والمدرسين إلى أماكن عملهم ودراستهم.

وفي صباح يوم الاثنين الموافق 5/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً لها على مدخل قرية إسكاكا، جنوبي مدينة نابلس، واحتجزت عشرات المركبات، وأخضعتها للاحتجاز مدداً طويلة بحجة التفتيش.

وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق 6/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً لها على مسافة كيلومترين جنوبي حاجز حوارة، جنوبي مدينة نابلس. وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز احتجزوا العديد من المركبات، وأخضعوها مع ركابها للتفتيش، ما أدى إلى إعاقتهم.

* محافظة جنين: أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح يوم الخميس الموافق 1/9/2005، حاجزاً عسكرياً لها على مفترق جسر الملاقي، جنوبي بلدة طوباس، جنوب شرقي مدينة جنين. شرع أفرادها في إيقاف المركبات الفلسطينية، وأخضعوها للتفتيش واحتجزوا العديد من المواطنين بادعاء التدقيق في بطاقاتهم الشخصية، الركاب ومقارنتها بقوائم اسمية كانت بحوزتهم.

وفي ساعات المساء، أغلقت قوات الاحتلال المدخل الجنوبي لبلدة طوباس الذي يربطها ببلدة طمون المجاورة، ومنعت المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها. وأفاد شهود عيان بأن تلك القوات احتجزت عشرات المواطنين، وأخضعتهم لأعمال التفتيش.

وفي ساعة متأخرة من مساء يوم السبت الموافق 3/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً لها جنوبي بلدة طوباس، وأغلقت الطريق الموصلة إلى بلدة طمون ومخيم الفارعة للاجئين، إلى الجنوب منها. وأفاد شهود عيان أن أفرادها احتجزوا عشرات المركبات حتى ساعات فجر اليوم التالي، الأحد الموافق 4/9/2005.
وفي صباح يوم الأحد الموافق 4/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً شمالي بلدة عقابا، جنوب شرقي مدينة جنين، واحتجزت أفرادها عدداً من المركبات ودققوا في بطاقات هويات المواطنين. وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال احتجزوا عدداً من الشبان لبعض الوقت قبل أن يخلوا سبيلهم.

وفي حوالي الساعة 3:00 بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 5/9/2005، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزاً فجائياً على مفرق بلدة طمون، جنوب شرقي مدينة جنين، وشرع أفرادها المتحصنين داخل سيارات الجيب، بإيقاف المركبات الفلسطينية القادمة والمغادرة من بلدات طمون وطوباس والفارعة، ولم تسمح لأحد بالمرور. استمر ذلك حتى الساعة 8:00 مساءً.
وفي وقت متزامن، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً فجائياً على المدخل الشرقي لبلدة يعبد، جنوب غربي مدينة جنين، وشرع أفرادها بإيقاف المركبات الفلسطينية، ولم تسمح لأحد بالمرور. كما ولم تسمح للمواطنين باجتياز الحاجز سيراً على الأقدام حتى ساعة متأخرة من الليل.

* محافظة طولكرم: في حوالي الساعة 6:00 صباح يوم الخميس الموافق 1/9/2005، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزاً عسكرياً على مفترق بلدة بلعا، شرقي مدينة طولكرم، واحتجز أفرادها عشرات الشبان في المكان، وتحت أشعة الشمس، لفترة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات. وكان أحد الجنود يقوم خلالها باستفزاز الشبان والتحقيق معهم حول أسماء بعض المواطنين الذين تدعي سلطات الاحتلال بأنهم مطلوبين لديها، وتعمد الجنود على الحاجز منع حرية تنقل المواطنين.

وفي حوالي الساعة 7:00 صباح يوم الجمعة الموافق 2/9/2005 أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً على مفترق بلدة فرعون، جنوبي مدينة طولكرم، ومنع أفرادها المواطنين من التحرك من وإلى بلدات فرعون وعزبة شوفة، لغاية الساعة 12:00 ظهراً. وبعد ذلك استمر الجنود في إعاقة حركة تنقل المواطنين لعدة ساعات، واحتجزوا عشرات الشبان الذين حاولوا الوصول إلى المدينة عبر الطرق الترابية.

في يوم السبت الموافق 3/9/2005، شددت قوات الاحتلال من إجراءات التفتيش على الحاجز الذي أقامته شرقي بلدة عنبتا، شرقي محافظة طولكرم، أصبح هذا الحاجز يقام من قبل قوات الاحتلال بشكل يومي منذ إعادة اجتياح مدينة طولكرم. ووضع جنود الاحتلال إطارات السيارات وسط الطريق، ونصبوا خيمة على جانبه. وأفاد باحث المركز إنه شاهد عشرات المركبات تقف قبيل الحاجز، حيث قام جنود الاحتلال بتفتيش المركبات بشكل بطيء ما أدى إلى عرقلة حركة تنقل المواطنين، وبالتالي عدم وصولهم إلى أماكن عملهم.

وفي وقت متزامن، شاهد باحث المركز جنود الاحتلال يضعون الأسلاك الشائكة في منطقة سهل رامين لإغلاق جميع الطرق الترابية التي يستخدمها المواطنون للخروج من محافظة طولكرم، وامتدت تلك الأسلاك لمسافات طويلة. وذكر العديد من المزارعين لباحث المركز بأن وجود تلك الأسلاك يمنعهم من حرية وصولهم إلى أراضيهم الزراعية الواقعة في تلك المنطقة، حيث حولت تلك الأسلاك بعض قطع الأراضي إلى مناطق معزولة من المستحيل الوصول إليها.

وفي يوم الأحد الموافق 4/9/2005 أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً أسفل الجسر المؤدي إلى منطقة الكفريات، جنوبي محافظة طولكرم، ومنع جنود الاحتلال المركبات من عبور المكان لعدة ساعات، ما حرم عشرات الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم خارج المحافظة وداخلها. وذكر أحد المواطنين لباحث المركز بأن جنود الاحتلال تعمدوا تفتيش المركبات بشكل دقيق بعد أن سمحوا بعبورها.

وفي حوالي الساعة 11:40 صباح يوم الاثنين الموافق 5/9/2005، أقام جنود الاحتلال حاجزاً عسكرياً على مدخل ضاحية ذنابه الشمالي، شرقي مدينة طولكرم، وتعمدوا التدقيق في هويات المواطنين وعرقلة حركة تنقلهم.

* محافظة قلقيلية: أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الخميس الموافق 1/9/2005، ثلاثة حواجز عسكرية على الطريق الواصلة بين مدينتي قلقيلية ونابلس. وأفاد شهود عيان أن تلك القوات أقامت الحاجز الأول على مدخل قرية النبي الياس، شرقي مدينة قلقيلية، وأقامت الحاجز الثاني على الطريق الواصلة بين قريتي الفندق وجيت، بينما أقامت الحاجز الثالث على مدخل قرية صير، شرقي المدينة أيضاً. شرع أفرادها بإيقاف المركبات الفلسطينية، وأخضعوها لأعمال التفتيش.

وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 7/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزين عسكريين، الأول على المدخل الشمالي لبلدة عزون، شرقي مدينة قلقيلية، والثاني على الطريق الواصلة بين قريتي جيوس وصير، شمالي المدينة. أجبر أفرادها المتمركزون على الحاجزين عشرات السيارات الفلسطينية على التوقف وأخضعوها لأعمال التفتيش.

*انتهاكات أخرى على الحواجز الداخلية والخارجية

* 1. الاعتقالات على الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية

في إطار سياسة استخدام الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية كمصائد لاعتقال مواطنين فلسطينيين، تدعي أنهم مطلوبون لها، اعتقلت قوات الاحتلال خلال هذا الأسبوع عشرة مدنيين فلسطينيين.

* وفي ساعات صباح يوم الجمعة الموافق 2/9/2005، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز زعترة، جنوبي مدينة نابلس المواطن أمين أحمد فهد بشارات، 25 عاماً من بلدة طمون، جنوب شرقي مدينة جنين. وأفاد ذووه أن ابنهم كان عائداً من مكان عمله في رام الله إلى منزله في البلدة.

* وفي ظهر يوم السبت الموافق 3/9/2005، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز عسكري، على المدخل الشمالي لمخيم الفوار، جنوب غربي محافظة الخليل، المواطن جمال عبد الله محمد الهدار، 27 عاماً من بلدة يطا، جنوب الخليل. المواطن المذكور أحد أفراد جهاز الشرطة المدنية الفلسطينية، واعتقل أثناء مروره عبر الحاجز.

* وفي ساعات المساء، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على المدخل الشرقي لبلدة ترقوميا، غربي محافظة الخليل، المواطن رأفت راشد يوسف البطران، 20 عاماً من بلدة إذنا، غربي الخليل. المواطن المذكور أحد طلبة جامعة القدس في أبو ديس، وقد أعتقل أثناء مروره عبر الحاجز عائداً إلى منزله.

* وفي ساعة متأخرة من ساعات المساء، أجبرت قوات الاحتلال التي كانت تقوم بأعمال الدورية على الطريق التي تربط بلدة طوباس بمدينة جنين، سيارتين مدنيتين فلسطينيين على التوقف، وأخضعتهما مع سائقيها للتفتيش. اقتادت تلك القوات السيارتين وسائقيهما تجاه معسكر تابع لها شرقي قرية تياسير، جنوب شرقي محافظة جنين، ولم يتسنَ معرفة المواطنين المعتقلين.

* وفي حوالي الساعة 6:00 مساء يوم الاثنين الموافق 5/9/2005، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على البوابة الحديدية المقامة في هيكل جدار الضم (الفاصل) في بلدة عزون عتمة، جنوبي مدينة قلقيلية المواطن عيسى علي داود الشيخ، 33 عاماً، من بلدة سنيريا، جنوبي قلقيلية.

* وفي حوالي الساعة 6:00 مساء يوم الثلاثاء الموافق 6/9/2005، أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً في منطقة تقوع، جنوبي مدينة بيت لحم، واعتقلت المواطن هيثم عطا كبها، 22 عاماً من جنين. وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال احتجزوا المواطن المذكور، وصادروا بطاقة هويته، وأخضعوه للتحقيق قبل اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة.

* وفي حوالي الساعة 9:00 صباح يوم الأربعاء الموافق 7/9/2005، أغلقت قوات الاحتلال حاجز حوارة، جنوبي مدينة نابلس، بشكل مفاجئ. وأفاد شهود عيان، أن تلك القوات أغلقت الحاجز أمام حركة المواطنين، ومنعتهم من الخروج من المدينة، واعتقلت مواطناً مجهول الهوية. الجدير ذكره أنه يصعب أحياناً معرفة هوية الأشخاص الذين تعتقلهم قوات الاحتلال على حواجزها العسكرية كون الذين يقصدونها يكونون من مناطق مختلفة.

2. التنكيل على الحواجز العسكرية

* في واحدة من أبشع أعمال التنكيل بالمدنيين الفلسطينيين، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر يوم الثلاثاء الموافق 6/9/2005، ثمانية مواطنين فلسطينيين على التعري بشكل تام، فيما حاول أفرادها تعرية فتاة كانت معهم في سيارة الأجرة التي كانوا يستقلونها، إلا أنها رفضت الانصياع لأمرهم. وأفاد سائق سيارة الأجرة الذي تعرض والركاب الذين كانوا معه للتنكيل، أن جنود الاحتلال الذين أقاموا حاجزاً عسكرياً على مفترق بلدة عرابة، جنوب غربي مدينة جنين، أن الجنود أجبروهم على التعري، واحتجزوهم في معسكر "مافي دوتان" المجاور مدة خمس ساعات قبل أن يخلوا سبيل خمسة منهم، ويبقوا على اعتقال الثلاثة الآخرين.

وأفاد المواطن بسام حسن محمد صبح، 41 عاماً، حامل هوية رقم (970280988)؛ من سكان بلدة كفر راعي، جنوب غربي مدينة جنين، وسائق سيارة الأجرة لباحث المركز بما يلي:
((في حوالي الساعة 12:30 ظهر يوم الثلاثاء الموافق 6/9/2005، كنت عائداً من مدينة جنين في سيارتي الأجرة، وهي من نوع (فلوكسفاجن ـ كرفيل موديل 2001، وتحمل رقم 7513130)؛ وكان برفقتي ثمانية ركاب بينهم فتاة إلى بلدتي كفر راعي، جنوب غربي المدينة. كنت أسلك سهل عرابة، وهو طريق ترابية سمحت قوات الاحتلال لنا بسلوكه بعد إغلاق شارع جنين ـ نابلس الرئيس منذ تاريخ 15/8/2005. أثناء الطريق، وعلى مسافة حوالي 200 متر إلى الغرب من بوابة عرابة التي وضعتها تلك القوات بالتاريخ ذاته بالقرب من معسكر "مافي دوتان" التابع لها كان تقف سيارة جيب عسكرية إسرائيلية، وكان أمامي سيارتا أجرة سمح لهما الجنود المتحصنين داخل الجيب بالمرور، وأمرهم بالعربية، عبر مكبرات الصوت، إن يمروا بسرعة، وإلا أطلق النار عليهما. عندما جاء دوري قال لي الجندي عبر مكبر الصوت: شوفير ارفع يدك وأنت داخل السيارة. رفعت يدي اليسرى وأطفئ محرك السيارة وضع المفاتيح على السقف. في هذه الأثناء شاهدت مجموعة جنود يأتون من المعسكر باتجاه سيارة الجيب. أمرني جندي من داخل سيارة الجيب بأن أرفع يديّ وأنزل من سيارتي، وقال لي: اخلع قميصك، خلعته. قال والبنطال، فخلعته، قال الكلسون والفنيلا، توسلت إليه فقال: أطلق عليك النار، وصوّب جميع الجنود أسلحتهم نحوي، فخلعت ملابسي الداخلية وأصبحت كما ولدتني أمي أمام النساء والأطفال والشيوخ. قال: تقدم ويداك إلى فوق فتقدمت إليه وأعطاني "أفرهول" أبيض شفاف، وهو عبارة عن كيس بلاستيك، وعصب عيني وأجلسني على بعد عشرين متراً من الجنود. بعد ذلك صرخ على راكب كان يجلس أمامي يدعى إسلام عبد الشيخ إبراهيم، 18 عاماً، وأمره بالنزول من السيارة، فقال له أنا رجلي اليسرى مكسورة ومجبصنة، إلا أنه أصر على نزوله، فنزل متكئاً على عكازين، وأمره بخلع ملابسه، فحاول إلا أنه لم ينجح في ذلك. تقدم إلي الجندي وأزال العصبة عن عيني وطلب مني تحت تهديد السلاح أن اذهب لأساعده في خلع ملابسه، ذهبت وفعلت كما طلب مني وخلعته ملابسه بشكل كامل. وقال ساعده في التقدم إلي، وتقدمنا إلى الجندي وأعطاني "أفرهول" مماثل وألبسته إياه. طلب منا الجندي أن نجلس على الأرض فجلسنا، وأمر الراكب ياسر رشيد الشيخ إبراهيم، 60 عاماً، أن ينزل ويخلع ملابسه مثلنا وفعل ذلك وجلس بجانبنا، كما امر كلاً من: رياض محمود محمد ملحم، 49 عاماً؛ وأسعد فالح يحيى، 35 عاماً؛ وعلي صعابنة، 43 عاماً، بالنزول من السيارة وخلع ملابسهم، فانصاعوا جميعهم للأمر، وفعلوا ما طُلِبَ منهم. كما وطلبوا من ثلاثة ركاب آخرين من بلدة علار، شمالي مدينة طولكرم أجهل أسماءهم خلع ملابسهم ففعلوا أيضاً. بعد ذلك طلب من الفتاة، وهي من قرية فحمة المجاورة وأجها اسمها وعمرها أن تنزل من السيارة وتخلع الشال الموضوع على رأسها ففعلت، وعندما طلب منها خلع ملابسها صرخت في وجهه وقلت له "لن أفعل ذلك حتى لو أطلقت النار عليّ" فطلب منها التقدم والجلوس إلى جانبنا. أما نحن طلب منا الصعود إلى الجيب فصعدنا، وتوجه بنا إلى معسكر مافي دوتان وأجلسنا حوالي خمس ساعات ولم يكلمنا أحد. بعد ذلك جاء ضابط المخابرات وقال لنا: كفر راعي وفحمة" يقف، وقفنا خمستنا، وطلب منا التوجه إلى الجيب، فتوجهنا ونقلنا إلى مكان الحدث. عندما وصلنا ولا زلنا عراة إلا من "الافرهول" لم نجد ملابسنا والسيارة. اتصلت فابن أخي رامي وأخبرته بما جرى، فأخبرني أن السيارة مع شباب في عرابة، توجهنا إلى هناك، ووجدنا ملابسنا في السيارة باستثناء ملابس جاسر ورياض)).


** مطالب وتوصيات للمجتمع الدولي

1.يتوجب على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، منفردة أو مجتمعة، تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية. ويرى المركز أن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل على التصرف كدولة فوق القانون وعلى ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
2.وعلى هذا، يدعو المركز إلى عقد مؤتمر جديد للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب، لبلورة خطوات عملية لضمان احترام إسرائيل للاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية الفورية للمدنيين الفلسطينيين.
3.يدعو المركز الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها القانونية الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المسئولين عن اقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، أي جرائم حرب الإسرائيليين.
4.ويوصي المركز منظمات المجتمع المدني الدولية بما فيها منظمات حقوق الإنسان، نقابات المحامين، ولجان التضامن الدولية بالانخراط أكثر في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وحث حكوماتهم على تقديمهم للمحاكمة.
5.يدعو المركز الاتحاد الأوروبي و/أو الدول الأعضاء في الاتحاد إلى العمل على تفعيل المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الإسرائيلية - الأوروبية التي تشترط استمرار التعاون الاقتصادي بين الطرفين وضمان احترام إسرائيل لحقوق الإنسان. ويناشد المركز دول الاتحاد الأوروبي بوقف كل أشكال التعامل مع السلع والبضائع الإسرائيلية، خاصة تلك التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
6.يناشد المركز الحكومات الأوروبية إلى تغيير مواقفها الخاصة بالقضية الفلسطينية في أجسام الأمم المتحدة، خصوصاً في الجمعية العامة ومجلس الأمن ومفوضية حقوق الإنسان.
7.يطالب المركز المجتمع الدولي بالتنفيذ الفوري للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، فيما يتعلق بعدم شرعية بناء جدار الضم الفاصل في عمق أراضي الضفة الغربية المحتلة.
8.يدعو المركز المجتمع الدولي إلى وضع الخطة المقترحة للانفصال عن غزة في مكانها الصحيح، وهي أنها ليست إنهاء للاحتلال، بل إنها عامل تعزيز له، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
9.يدعو المركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيادة عدد عامليها وتكثيف نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك، العمل على تسهيل زيارة الأهالي لأبنائهم المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
10.يقدر المركز الجهود التي يبذلها المجتمع المدني الدولي بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان ونقابات المحامين والاتحادات والمنظمات الغير حكومية، ويحثها على مواصلة دورها في الضغط على حكوماتها من أجل احترام إسرائيل لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ووضع حد للاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين.
11.أمام القيود المشددة التي تفرضها حكومة إسرائيل وقوات احتلالها على وصول المنظمات الدولية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يدعو المركز البلدان الأوروبية على نحو خاص إلى إتباع سياسة التعامل بالمثل مع المواطنين الإسرائيليين.
12. أخيراً، يؤكد المركز مرة أخرى، بأنه لا يمكن التضحية بحقوق الإنسان بذريعة التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما يؤكد أن أية تسوية سياسية مستقبلية لا تأخذ بعين الاعتبار معايير القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، لن يكتب لها النجاح، ولن تؤدي إلى تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، بل إنها ستؤدي إلى مزيد من المعاناة وعدم الاستقرار. وبناءً عليه يجب أن تقوم أية اتفاقية سلام على احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.