الجمود السياسي وتعثّر الاعمار يثير المخاوف من حرب جديدة على غزة
نشر بتاريخ: 26/11/2014 ( آخر تحديث: 27/11/2014 الساعة: 13:04 )
غزة - تقرير معا - تضاعفت تصريحات المسؤولين وقادة الفصائل التي تحذر من انفجار الأوضاع في قطاع غزة مجددا، باعتبار ان الاوضاع سيئة فلا اعادة اعمار ولا رفع حصار ولا تغيير على الارض بعد الحرب، وتهديدات وقلق وتوقعات بحرب جديدة ضد غزة، ما خلق ازمة نفسية وخوف في نفوس المواطنين.
معا استطلعت أراء عدد من المحللين الذين تباينت وجهات نظرهم حول إمكانية نشوب حرب من عدمها في ظل تأخر أعمار البيوت المدمرة وعدم رفع الحصار وتوجه مصر لبناء منطقة عازلة تعزل غزة عن العالم بالإضافة إلى تعطل المفاوضات غير المباشرة برعاية مصرية.
المحلل السياسي حسن عبدو قال لمراسلة معا أن غزة اليوم تعيش 3 مستحيلات تلخصت في "استحالة الذهاب بغزة لأحضان مصر" و"استحالة قبول إسرائيل لغزة داخل الغلاف الإسرائيلي" و"استحالة تخلي المقاومة عن سلاحها للحصول على منافذ برية وجوية".
ورأى عبدو أن غزة وقعت ضحية لصراع إسرائيلي مصري يجري في الخفاء بين الرؤيا الإسرائيلية التي تريد ان تلقي بغزة باتجاه مصر وتخرجها خارج الغلاف الإسرائيلي، وبين الرؤيا المصرية التي تريد العودة بغزة للغلاف الإسرائيلي وتربطها مع الضفة بممر آمن ودولة مستقلة بينما يسعى طرف إسرائيلي ثالث أن تحصل غزة على ميناء بحري ومطار جوي مقابل نزع سلاح المقاومة.
وتوقع عبدو ان تنفجر الأوضاع في غزة مجددا وتولّد عدوان جديد مبينا ان القطاع اليوم يعيش حالة مشابهة لعام 1982 في جنوب لبنان أدى مضيفا:" اذا نجحت الجهود المصرية في عزل قطاع غزة ستقوم إسرائيل باحتلال كامل قطاع غزة كما جرى في لبنان واحتلت العاصمة اللبنانية بيروت".
وتابع:" اذا نجح عزل قطاع غزة عن مصر فمن المتوقع ان ينضج احتلال كامل لقطاع غزة، هذا الخيار ربما يكون الأرجح كونه لا يوجد جهود لبناء ما دمرته الحرب ولا يوجد جهود لرفع الحصار ووقف عزل غزة عن العالم كل هذا يؤكد ان الحرب لم تستكمل وربما يتم استكمالها بعد ذلك".
من جانبه، رأى المحلل السياسي معين الكفارنة ان قطاع غزة يعيش أوضاعا في غاية الخطورة ومستقبل غامض يتلخص في عدم التوافق الفلسطيني الفلسطيني وعدم اتضاح الرؤيا باتجاه حالة التوافق محذرا من زيادة وتيرة الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني وإعادة الوضع الى ما قبل حكومة التوافق واتفاق الشاطئ مستبعدا في الوقت الحالي ان يدخل قطاع غزة في مواجهة جديدة خاصة ان الاوضاع على الارض لا تحتمل والمجتمع الفلسطيني غير مجهز لحرب جديدة.
وشدد الكفارنة انه لا يمكن الحديث عن اعمار لقطاع غزة في ظل عدم التوافق الفلسطيني وفي ظل نية الرئيس محمود عباس التوجه للأمم المتحدة مبينا انه لن يكون هناك ايفاء بالأموال التي وعدت بها الدول المانحة.
واعتبر الكفارنة ان كثرة التصريحات حول امكانية نشوب حرب جديدة هدفها تسخين الضفة الغربية والقدس من خلال هذه التصريحات.
المحلل السياسي شاكر شبات رأى ان العدوان على قطاع غزة لم ينته بوقف اطلاق النار مشددا ان الظروف التي يعيشها القطاع هي ذاته الظروف التي كانت قبل العدوان الاسرائيلي.
وبين شبات ان الصدام العسكري بين الطرفين يخضع لحسابات اطراف الحرب وما هي الاهداف التي يمكن تحقيقها متسائلا:"هل السكان في قطاع غزة جاهزون لخوض جولة قتال جديدة ام ان الجيش الاسرائيلي مستعد لتكرار تجربة الحرب ام ان الحل الامني القائم حل مشكلة الحرب".
وعاشت غزة ثلاثة حروب في خمس سنوات مما يجعل شبح الحرب قائما لدى المواطن الفلسطيني العادي خاصة في ظل انعدام الافق السياسي وبطء عجلة الاعمار.