الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وفاة الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل

نشر بتاريخ: 28/11/2014 ( آخر تحديث: 28/11/2014 الساعة: 21:48 )
بيروت - معا - وكالات - توفي صباح اليوم الجمعة، الشاعر اللبناني سعيد عقل، الذي يعد أحد أبرز الوجوه الشعرية والأدبية في لبنان والعالم العربي، عن عمر يناهز الـ 102 عام.

ولد سعيد عقل عام 1912 في مدينة زحلة البقاعية. وكان عقل يعتزم التخصّص في الهندسة، إلا أنه وهو في الـ15 من عمره خسر والده خسارة مالية كبيرة، فاضطر الفتى للانصراف عن المدرسة ليتحمل مسؤولية ضخمة، فمارس الصحافة والتعليم في زحلة.

واستقر عقل في بيروت منذ مطلع الثلاثينيات، وكتب بجرأة وصراحة في جرائد "البرق" و"المعرض" و"لسان الحال" و"الجريدة" وفي مجلة "الصيّاد".

كما درّس في مدرسة الآداب العليا، وفي مدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وفي الجامعة اللبنانية. ودرّس عقل أيضاً مادة تاريخ الفكر اللبناني، وألقى دروساً لاهوتية بعد تعمقه في اللاهوت المسيحي حتى أصبح فيه مرجعاً.

يذكر أن عقل درس أيضاً تاريخ الإسلام وفقهه. كما كتب شعر أغنية "غنيت مكة" التي غنتها السيدة فيروز. كما غنت فيروز عدة أغاني من شعر سعيد عقلها، أهمها: "يارا" و"بحبك ما بعرف" و"أمي يا ملاكي".

ولسعيد عقل الكثير من المؤلفات الأدبية والشعرية، ترجم بعضها إلى الفرنسية والإنجليزية. وكان شعر سعيد عقل مفعما بالرمزية، وكانت قصائده خالية من التفجع، وكان شعره يتسم بالفرح ويخلو من البكاء.

وهو قال يوما: "في شعري شيء من الرمزية، لكن شعري أكبر من ذلك، يضم كل أنواع الشعر في العالم، هؤلاء الذين يصدقون أنهم رواد مدرسة من المدارس ليسوا شعراء كبارا، الشعراء الكبار هم الذين يجعلون كل أنواع الشعر تصفق لهم".

وكان شاعرا يؤمن بسلطان العقل، وهو وصل بالقصيدة العمودية الكلاسيكية إلى أعلى المراتب. غنى بالوطن، وتغنى بالمرأة بنبل وبعذوبة، ولم يكن غزله مبتذلا.

كان عقل من أنصار "القومية اللبنانية"، ويدافع بقوة عن "الخاصية اللبنانية"، ويدعو إلى استخدام اللغة العامية اللبنانية، معتبرا أن المستقبل هو لهذه اللغة، وقد أثارت مواقفه هذه جدلا كبيرا.

من دواوينه "قصائد من دفترها" و"رندلى" و"دلزى" و"أجمل منك؟ لا". وقد أصدر أيضا كتاب "لبنان إن حكى"، الذي يتطرق الى أمجاد لبنان بأسلوب قصصي، يتأرجح ما بين التاريخ والأسطورة.

"العربية نت" و "فرانس برس"