فلسطيني في الخضر يجابه الاحتلال وحيدا منذ 28 عاما
نشر بتاريخ: 01/12/2014 ( آخر تحديث: 01/12/2014 الساعة: 12:14 )
بيت لحم - خاص معا - لم ينكسر علي سليم صاحب الـ "60 عاما"، امام مضايقات الاحتلال له ولابنائه المستمرة منذ اكثر من 20 عاما لارغامه على ترك ارضه وبيته البسيط المحاذي لجدار الفصل الذي يلف قرية الخضر جنوب بيت لحم .
وهدم الاحتلال منزله البسيط اربع مرات ويعيد بناؤه ويقول سليم لوكالة معا " انه ينتظر الخامسة، حتى نجله لم يسلم من مطاردات الاحتلال فبعد ان قرر أن يبني منزلاً بعيداً عن منطقة ابيه في الخضر تلقى هو الأخر اخطارا بهدم منزله أيضاً".
هي شبه منازل مبنية من الطوب، ومسقوفة بالـ"زينكو"، خلفها بمئة متر جدار احتلالي مزخرف، وامامها اطلالة على القدس وبيت لحم وجبال غور الأردن، ربما يعجز الإنسان على العيش فيها لايام، فكيف بانسان وضع حجر الأساس لمنزله فيها منذ 28 عاماً.
يقول سليم لمراسل معاً، ا"ن بداية استهداف الإحتلال له، بدأت مع شروعه في بناء منزله في اواسط الثمانينيات، ولحقها ثلاث مرات أخرى في فترات متباعدة، حتى كانت الأخيرة في حزيران الماضي عندما هدم الإحتلال ثلاث منازل لأبناءه ايضاً".
ويكمل سليم معاناته، بقوله ان سنوات حياته التي عاشها في منزله الذي هو فيه الأن، كانت من أصعب التجارب التي من الممكن ان يمر بها انسان في حياته أو أن يعيشها، مضيفاً بأن الإحتلال مارس أقسى انواع المضايقات والترهيب بالإضافة الى الترغيب والإغراءات المالية بمبالغ طائلة، لترك منزله والإنتقال لمكان أخر، الا انه يصف تجربته بأنها تستحق كل هذه التضحية، فالصراع بات الأن كما بدأ صراع على الأرض وصراع على البقاء.
ويقول سليم ان الإحتلال وضع بجانب منزله معسكراً يشرف على قرية الخضر لمدة تزيد عن سبع سنوات، لا يبعد عن المنزل سوى 50 متراً، منذ بداية الإنتفاضة تقريباً، كان يهدد كل من يمشي على قدميه امامه، فكيف بأهل المنزل الذين كانوا ضمن هذا المعسكر، ويضيف " أن حرس الحدود كانو يدقون باب منزلنا في منتصف كل ليلة، يخرجونا الى العراء، كانو يسعون الى ان يحطوا من عزيمتنا بأن نترك المنزل، ولكننا صبرنا على كل ذلك ولا نزال".
واضاف صاحب المنزل أن هناك مخططات اسرائيلية قديمة لبناء مستوطنة على الجبال المطلة على الخضر وتحديداً، جبل "أبو سود"، وبقاء منازلهم هناك يؤخر من اقامتها، وهذا ما شاهده هو بعينه مرات عدة من وضع اعلانات اسرائيلية على شارع "60" الالتفافي تدعو الإسرائيليون للاستثمار هناك وشراء شقق سكنية قبل البدء ببنائها.
وعن الدعم المادي والمعنوي له، قال سليم لمعاً ان الجهات الرسمية الفلسطينية لم تدعمه بشيء، بسبب وجود منزله في منطقة " ج" مضيفاً أنه توجه مرات عدة لطرح مشاكله في مؤسسات رسمية، الا انها لم تقدم ولو القليل له ولعائلته، وأضاف بأنه لولا الدعم الذي يتلقاه بشكل متقطع من المؤسسات الأهلية والأجنبية، التي اعانته على بناء المنزل بعد كل عملية هدم.
ولتأكيد بقاءه في المكان المههد من قبل الاحتلال قرر سليم أن يحفر قبوراً له ولأبناءه وأحفاده، حفاظا وتمسكا بارضه.
ويبدو أن المعاناة قد كتبت لأفراد عائلة سليم جميعاً، فحتى ابنه محمد "38 عاما" الذي قرر أن يبني منزلاً في منطقة "أم ركبة " جنوبي الخضر، لاحقه الإحتلال هناك، وابلغه بقرار ايقاف بناء المنزل والا سيهدم.
وطالب سليم أن تقف الجهات الرسمية في السلطة الى جانبه، خاصة وأنه يحمي أرضاً سعى الإحتلال مراراً للإستيلاء عليها والسيطرة من خلالها على أراض اخرى في جبل أبو سود، مؤكداً بأنه ينتظر في أي وقت أن ياتي الإحتلال "بالجرافات " ليهدم المنزل للمرة الخامسة، ما يهدد ابناء العائلة الـ38 بأن يكون العراء هو مصيرهم.
|305888||305886||305885||305889||305906|