فلسطين هل تكون على قدر الحدث ؟
نشر بتاريخ: 01/12/2014 ( آخر تحديث: 01/12/2014 الساعة: 15:44 )
بقلم : رضوان علي مرار
بداية يقول الشاعر "على قدر اهل العزم تاتي العزائم " دوما شعبنا يتطلع الى الانعتاق من شبح الاحتلال الى افق الاستقلال, لما يحمله من مضامين الحرية الانسانية الطبيعية ,وطي صفحة العبودية التي فرضتها الوقائع الدولية المتغطرسة ,باحلال شعبا اخر بدل شعبنا الفلسطيني ,الذي يرنو اليوم وكل يوم تطلع فيه الشمس , للعودة الى مربعه الاول متسلحاً بحقة وجدارته ببناء ذاته ومؤسساته المجتمعية المختلفة , واحدة تلو الاخرى .
وما يهمنا هنا هذه اللحظات الوردية القادمة من دولة الفلبين , والتي حقق فيها منتخبنا الكروي انجازا معنويا بفوزه مساء الاحد ، بجائزة أفضل منتخب وطني في قارة آسيا لعام 2014، خلال الاحتفال الذي جرى في العاصمة الفلبينية "مانيلا "على هامش الاحتفال بمرور 60 عاما على تأسيس الاتحاد الآسيوي للعبة.وتاتي هذه الجائزة ولأول مرة في تاريخه، بعد فوزه بلقب بطولة كأس التحدي، وتأهله ايضاً لأول مرة إلى أمم آسيا التي تستضيفها أستراليا، وعنوان هذه المرحلة الهامة في تاريخ الكرة الفلسطينية على الصعيد الدولي ,هي المنافسة ومقارعة الفرق الكروية العربية والاسيوية المشاركة في كاس امم اسيا باستراليا ببداية العام المقبل , ولا ننسى اننا نعيش تحت ما يسمى الاحتلال وما يوجهه شعبنا من مضايقات وتهديدات تصل في كثير من الاحيان الى القتل ولو بالشبهة ,فهذه القصص اصبحت شبه عادية بالنسبة للمواطن الفلسطيني ,ولا شك انه تعايش معها بكثير من الصلابة والتحدي ليبقى صامدا وشامخاً لا يهون ولا يموت امامها .
القصة المهمة بهذه المرحلة بعيدا عن ممارسات الاحتلال , تبدأ بقدرة منتخبنا الوطني على المحافظة على الانجاز الكروي الذي تحقق اخيراً , ببطولة كاس التحدي , ودخوله المعمعة الكروية التالية بثبات واقتدار ببطولة امم اسيا ,حتى لا يكون فريقاً مشاركاً او ضيف خفيف على البطولة الاسيوية المقبلة لا سمح الله , وهذا يفرض علينا كفلسطينيين ورياضيين وبالخصوص الجهاز الاداري والفني , بتوفير كافة الامكانيات المادية والفنية ,و بالاستعداد المبكر,عن طريق المعسكرات الداخلية والخارجية واجراء لقاءات ودية مع منتخبات تضاهي المنتخبات المشاركة بامم اسيا ,ولنبتعد قليلاً عن الفرق المغمورة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ,لنستطيع الوقوف على مستوى جاهزية منتخبنا من كافة النواحي .
وهذه المسؤولية تقع بالطبع على الجهاز الفني ومن خلفه الاداري ,الذي يدرك ان المرحلة القادمة مرحلة اثبات وجود بين الكبار , ولا مجال للتذرع بمبررات هنا وهناك, لاية اخطاء تقع سواء بسبب قصر فترة الاعداد او عدم قدرة اللاعبين على مجاراة اقرانهم من الدول الاخرى, بسبب ضعف اللياقة البدنية او الذهنية , فكل هذه الامور لم تعد مقبولا لسماعها او النظر فيها ,لاننا اليوم نعيش الحدث الذي ينتظره ابناء شعبنا ,ولاننا في مرحلة الاستقلال الجديرة بنا, لتحقيقها على كافة الصعد في المحافل الدولية , والحقيقة الساطعة ان الكرة في ملعبنا بعد فوزنا بافضل فريق كروي على المستوى الاسيوي, وكذلك باعتقاد المراقبين.
ان مهمتنا القادمة ليست صعبة ولا مستحيلة ,على لاعبينا وفدائيينا ,لان الماضي يشهد لنا ان بامكاننا تحقيق الكثير ,ولا ادل على ذلك البطولة العربية التي جرت احداثها بالاردن الشقيق عام 1999 وحقق فيها منتخبنا الفدائي الميدالية البرونزية , الان كل الظروف الدولية متاحة امام منتخبنا ليحقق المزيد من الانجازات وما علينا الا ,استثمار هذا الالتفاف المعنوي حول لقضيتنا لنعلن للعالم اجمع اننا على قدر الاحداث وان عزائمنا صلبة قوية, لا ولن تلين امام المواجهات والتحديات , على كافة اشكالها سواء سياسية او رياضية , فنحن الان نقف على ابواب استراليا , لنرفع علم فلسطين عاليا خفاقا , ولنكون من اهل العزم والعزائم .