مركز المرأة يختتم دورة تدريبية آلية اعداد التقارير للجنة

رام الله- معا - اختتم مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ورشة تدريبية حول آليات إعداد التقارير المقدمة للجنة المعاهدة الدولية الخاصة بمناهضة التمييز ضد المرأة"سيداو". شارك في الورشة التي عقدت في فندق الانكر سويتس في مدينة رام الله (25) مشاركة ومشارك يمثلون عدد من المؤسسات والوزارات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وقد شارك في التدريب نخبة من المدربين المتخصصين في هذا المجال، واستمرت الورشة ثلاثة أيام متتالية.

جاءت الورشة التدريبية في إطار انضمام فلسطين لمجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وركزت على تطوير البعد المعرفي في متطلبات اعداد التقارير للمشاركين في الورشة عن المؤسسات النسوية والمؤسسات العاملة في حقوق المرأة الحكومية وغير الحكومية.

واشار عبد الرازق غزال- منسق التدريب في مركز المرأة الى ان الورشة تؤسس لحوار بين المؤسسات بهدف التحضير لإعداد التقارير الرسمية المقدمة من قبل الحكومة، والتقرير الموازي المزمع تقديمه من منظمات المجتمع المدني، حيث سيتم تقديمها للجنة الامم المتحدة المعنية لمناهضة التمييز ضد المرأة، حيث ستعمل المؤسسات المشاركة في هذه الورشة التدريبية بإطار تعاوني وتشاركي لإعداد التقارير، وتحديد القضايا الرئيسية المنبثقة عن التزامات دولة فلسطين في المعاهدة، وسيقوم مركز المرأة بتنظيم هذا الحوار بين المؤسسات من أجل تقديم تقرير موازي يعكس حقائق الواقع المعاش للمرأة الفلسطينية ويُبين جوانب التمييز في مختلف حياة المرأة بالاستناد الى الاتفاقية ومتطلبات الالتزام بها.

وقالت فاتن نبهان رئيسة وحدة بناء القدرات في مركز المرأة أن هذا التدريب جاء في اطار ضرورة مواكبة المؤسسات الاهلية لمتطلبات مصادقة دولة فلسطين على المعاهدات الدولية والجهود اللازمة لإعداد تقارير وتقديمها للجان المختصة، خاصةً أن التقارير الموازية الخاصة بالمعاهدات هي التجربة الاولى لدولة فلسطين، ولذلك هناك اهمية كبيرة لتعريف المؤسسات المختلفة، وبناء قدرات المؤسسات الاهلية والشركاء الحكوميين في اعداد التقارير الخاصة بالمصادقة على المعاهدات بتخصيص اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو "، وسينبثق عن هذا التدريب لجان مختصة للمساهمة في تحضيرات التقرير الموازي ليقدم ضمن الاطار الزمني المطلوب.

المحامي اياد فواضله- وحدة النوع الاجتماعي في وزارة العدل المشارك في الورشة أشار إلى أهمية عقد مثل هذه الورش المتخصصة بموضوع إعداد التقارير الخاصة بالاتفاقيات الدولية التي قامت دولة فلسطين بالانضمام اليها مؤخراً، ومن بينها إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة-"سيداو "، ويعد هذا التقرير الأول من نوعه.

وأوضح فواضله أن الورشة التي ضمت ممثلين عن القطاع الحكومي والأهلي تطرقت إلى موضوع التمييز ضد المرأة، وما تضمنته إتفاقية "سيداو" والتعليقات والتوصيات العامة للجنة بهذا الخصوص.

وقال فواضله أنه جرى خلال الدورة مناقشة التشريعات والسياسات الوطنية والتأكيد على ضرورة مراجعتها وتعديل النصوص التي تشكل تمييزاً ضد المرأة.

ورأى فواضله ان المشاركين تعرفوا خلال الورشة على محتوى التقارير والمبادئ التوجيهية المتعلقة بشكل ومحتوى التقارير (التقرير الشامل، التقارير الأولية، التقارير الدورية، التقرير الموازي)، وكذلك التعريف بلجنة "سيداو" من ناحية تشكيلها واختصاصاتها وطريقة مناقشتها للتقارير المقدمة والملاحظات الختامية التي تقدم من قبل اللجنة على تقارير الدول الموقعة عليها.

ريما أبو شريف- منسقة في اتحاد لجان الاغاثة الطبية الفلسطينية أشارت إلى إن التدريب ساهم في إجراء مقارنة بين مواد ونصوص اتفاقية "سيداو" والوضع القانوني القائم في فلسطين من ناحية تحقيق المساواة للمرأة الفلسطينية.

وأكدت أبو شريف انه على الرغم من التقدم الحاصل خلال الأعوام الأخيرة وخاصة من ناحية تجميد وإلغاء بعض المواد من قانون العقوبات المرتبطة بقضايا العنف والتمييز ضد المرأة إلا إنه لا زالت هناك بعض الفجوات تحول دون تحقيق المساواة الكاملة للنساء.

واشارت أبو شريف إلى أن توقيع دولة فلسطين على اتفاقية "سيداو" وضع القاعدة التي تمكن مؤسسات الفلسطيني الرسمية والمجتمع المدني من الاستناد إليها في التقارير التي تقدمها للجنة متابعة التزام الدول ببنود ونصوص الاتفاقية وقياس مدى التقدم الحاصل في تطبيقها.

وأكدت أبو شريف أن التدريب اعطى الفرصة للمشاركين في التعرف على كل الخطوات الاجرائية المتبعة في إعداد تقرير اللجنة المقدم من دولة فلسطين، وكذلك التقرير الموازي الذي تقدمه مؤسسات المجتمع المدني.

الدكتور عمر عوض الله من وزارة الخارجية تطرق خلال حديثه في احدى جلسات الورشة الى دور وزارة الخارجية والجهود الرسمية التي تبذل لوفاء دولة فلسطين بالتزاماتها تجاه الاتفاقيات والمعاهدات التي صادقت عليها، وشدد على اهمية الانسجام الذي ينبغي على الجميع الحرص على تحقيقه بين المجتمع المدني وحكومة دولة فلسطين عند اعداد تقارير اللجنة.

واوضح عوض الله أن هنالك أهمية كبيرة للتعرف على آلية اعداد التقارير التي يجب ان تقدمها دولة فلسطين الى هيئة المعاهدات الدولية التابعة للأمم المتحدة بعد مصادقة دولة فلسطين على مجموعة من اتفاقيات حقوق الانسان.

وحول التنسيق بين الحكومة والمجتمع المدني رأى عوض الله أن تقرير لجنة "سيداو" يجب ان يتم اعداده بالشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني ومؤسساته، وكلما كان هناك وعي من المجتمع المدني ومعرفة لعملية واجراءات اعداد التقرير وتفاصيل الخطوات المتبعة كلما كانت التقارير تعكس وتعبر عن حالة حقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية ويعزز من مصداقيتها وشفافيتها.

في نهاية الورشة التدريبية اجمع المشاركون على التوصية بأهمية تشكيل لجنة موحدة من مؤسسات المجتمع المدني لمتابعة تفاصيل الاتفاق والعمل على منهجية موحدة لإعداد تقرير موازي يمثل كافة مؤسسات المجتمع المدني.

وأوصى المشاركون وزارة شؤون المرأة الى المبادرة بمخاطبة مؤسسات المجتمع المدني للاتفاق على المنهجية التي ستتبعها الوزارة في اعداد التقارير الرسمية للجنة "سيداو".

كما تمت التوصية بتوسيع النقاش وعلى المستوى الوطني من أجل تحديد الاولويات والفجوات التي يجب أن يشار لها في التقرير تجاه التزامات دولة فلسطين في مناهضة التمييز ضد المرأة.

ومن ناحية اخرى، أجمعت التوصيات على ضرورة العمل من أجل اعداد تقرير ظل خاص عن دولة الاحتلال يعكس كافة الممارسات التي تقوم بها دولة الاحتلال لإعاقة مسار التنمية في فلسطين، وسبل حماية المرأة الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال لحقوقها المختلفة وتوفير الحماية لها.

وطالب المشاركون في توصياتهم السلطة الوطنية الفلسطينية بالوفاء بالتزاماتها التي نصت عليها اتفاقية "سيداو" بالعمل على معالجة كل جوانب التمييز ضد المرأة وخاصة في قانون العقوبات وقانون الاحوال الشخصية، والتطبيق الفاعل لاستراتيجية مناهضة العنف ضد المرأة.

وجرى اقامة احتفال لتكريم المشاركين وتوزيع الشهادات عليهم، حيث قامت مها أبو ديه- المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي بإلقاء كلمة عبرت فيها عن سعادتها بتنظيم مثل هذه الورشة التدريبية، خاصة في ظل الفعاليات التي تحييها المؤسسات المختلفة بمناسبة أسبوع مناهضة التمييز ضد المرأة.

واكدت أبو ديه أن أهمية الورشة تكمن في انها تشكل مدخلا واسعا للعمل بين المؤسسات الفلسطينية الحكومية وغير الحكومية من أجل مراجعة مدى التقدم الحاصل في تطبيق نصوص ومواد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو".

ورأت أبو ديه أن عقد الورشة يشكل خطوة اولى في سلسلة الخطوات التي تعبر عن استحقاقات توقيع دولة فلسطين على سلسلة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومنها اتفاقية "سيداو".

ودعت أبو ديه إلى ضرورة أن تنعكس المحاور التي ناقشتها الورشة بصورة ايجابية على العمل المشترك اللاحق بين كافة المؤسسات في اطار السعي من اجل محاربة التمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة الكاملة لها في مختلف مجالات الحياة.

وعبرت ابو ديه عن سعادتها وشكرها لكافة المؤسسات التي تجاوبت مع هذه المبادرة التي قام بها مركز المرأة، وبشكل خاص مؤسسة الحق ووزارة الخارجية الفلسطينية من خلال انتداب المدربين الذين تطوعوا خلال ايام التدريب للمساهمة في هذا الجهد على المستوى الوطني، وهم د. عصام عابدين المستشار القانوني لمؤسسة الحق، والدكتور عمر عوض الله مدير عام الادارة العامة لهيئة الامم المتحدة والمنظمات الدولية في وزارة الخارجية، كما شكرت ابو ديه البروفسورة مارجو اوكازاوا- ري المتخصصة في الدراسات النسوية في الجامعات الامريكية والتي تحل كضيفة على مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي.