الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخروج من الدوري الإسباني انتحار كروي

نشر بتاريخ: 01/12/2014 ( آخر تحديث: 01/12/2014 الساعة: 17:58 )
بقلم: مجد البهو
الانتقال دائماً شيء طبيعي في كرة القدم، بل فهو سوق تجاري كغيره من الأسواق ولكن بمزادات وأسعار خيالية، مع بعض الإشاعات والمزايدات الصحفية من هنا وهناك. ينتقل اللاعب، صغيراً كان أم كبيراً من ناديه إلى وجهة أخرى، إما رغبة منه بذلك، وفي هذه الحالة إما يكون غير مرتاح نفسياً في النادي الذي يمثله، أو يريد تحسين أوضاعه المالية، وقد ينتقل أيضاً برغبة من النادي، وفي هذه الحالة، إما يريد النادي التخلص من اللاعب والاستعاضة عنه بلاعب أفضل، أو لأن النادي غير قادر على مجاراة مصاريف اللاعب المالية ويريد كسب بعض الاموال من صفقته.
قد يبدو الأمر طبيعياً عند انتقال لاعب صغير من فريق لآخر، وربما لا أحد يعلم إلا صدفة أنه انتقل، ولكن الغير طبيعي، أن ينتقل لاعبون من أندية عملاقة، ذات مشاريع على الأغلب ناجحة، فهذه الصفقات تثير الفضول إلى الحد الذي نعلم فيه أن هناك أسباب قاهرة دفعت اللاعب على إتمام الصفقة، لأن اللاعب دائماً يبحث عن الأفضل لنفسه.
وفيما يلي، نسلط الأضواء على بعض صفقات انتقال اللاعبين التي تعتبر على الأقل بالنسبة لي غير محسوبة العواقب:
|306012|
1- راداميل فالكاو
حقق مشروع أتلتيكو مدريد في السنوات الأخيرة نجاحاً كبيراً، بقيادة الأرجنتيني الجنرال دييغو سيميوني، وكما هو معروف أن اللاعبون دائماً يطمحون للعب للفرق العملاقة كالريال وبرشلونة ومانشيستر يونايتد وغيرهم، فما إن يسطع نجم فريق في هذا الفريق أو ذاك، تبدأ طبول الانتقال بالعزف ويفتح المزاد بين الفرق العملاقة لخطفه.
فبعد موسم استثنائي لنجم الكافيتيريوس الكولومبي راداميل فالكاو مع نادي العاصمة أتلتيكو مدريد وحلوله ثالثاً في ترتيب الهدافين بعد كريستيانو وميسي، أُعلن عن انتقال فالكاو إلى النادي الفرنسي موناكو، الذي قيل وقتها إن هناك مشروع في النادي بقيادة رئيسه الملياردير الروسي ديميتري ريبولوفليف لبناء فريق صلب ينافس على كل الألقاب.
انتقل فالكاو بمبلغ كبير جداً وصل إلى 60 مليون يورو، في وقت كانت العديد من الفرق الكبرى في أوروبا تبحث عن مهاجم بحجم وجودة فالكاو، مع الاحترام لموناكو ولجميع الفرق، فإن تاريخ الفريق لا يعد طموحاً للاعبين بجودة فالكاو، وحتى المشروع الذي تم الحديث عنه، لم يكن هناك ضمانات لتطبيقه، ولم يتم تطبيقه بالفعل، الأمر الذي صدم فالكاو الذي بدأ يلمح إلى إمكانية الرحيل. أهدر فالكاو 3 سنوات من عمره الكروي، لينتهي معاراً إلى نادي مانشيستر يونايتد الانجليزي الذي يعيش أوضاعاً صعبة بعد رحيل السير أليكس فيرغسون وفشل المدرب ديفيد مويس في انتشال سفينة الشياطين الحمر. فما الذي ينتظر فالكاو؟
|306010|
2- مسعود أوزيل
بعد رحيل البرتغالي جوزيه مورينهو عن تدريب الريال مدريد، والذي كان يعتمد بشكل أساسي على النجم الألماني مسعود أوزيل في صناعة اللعب للميرينغي، جاء الإيطالي كارلو أنشيلوتي والمعروف بتغيير تكتيك اللعب وتنويع الخطط الهجومية من مباراة لأخرى.
أحس أوزيل بأنه ربما سيجلس على مقعد البدلاء لبعض المباريات، وسيغيب لبعض الدقائق، فقرر عدم التخلي عن موقعه الأساسي الدائم والانتقال من صفوف مدريد إلى فريق آخر ربما يجد ضالته فيه، وكان الانتقال إلى نادي آرسنال الانجليزي بمبلغ ليس بالبسيط وصل إلى 50 مليون يورو. لا احد يعلم لماذا وبناء على ماذا قرر أوزيل اختيار آرسنال، على الرغم من أنه يعلم سرعة اللعب في الدوري الانجليزي والقوة البدنية الهائلة التي يتمتع بها لاعبو البريمير ليج، وأنا شخصياً كنت أشك في قدرة النجم الألماني على تحمل اللعب في الدوري الانجليزي، خاصة في ظل ضغط المباريات.
بعد أن كان أوزيل محبوب جماهير الملكي وعشاقه، أصبح الآن يلقى صافرات الاستهجان في ملاعب إنجلترا بسبب آدائه الضعيف، هرب أوزيل من مقاعد بدلاء ريال مدريد، ليجلس مرغماً على مقاعد بدلاء الآرسنال، لا بسبب لتكتيك المدرب وتنويع اللعب، بل لمستواه المتذبذب وضعف آدائه على المستطيل الأخضر. هل سيهرب أوزيل من مقاعد البدلاء مرة أخرى؟
|306011|
3- أنخيل دي ماريا
الصفقة التي أثارت ضجيجاً غير مسبوق، النحيف المتألق، الذي ساهم بشكل أساسي في حصد ريال مدريد للقبي دوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا، كما ساهم بشكل رئيسي في وصول منتخب التانجو إلى نهائي كأس العالم 2014 في البرازيل. بعد انتهاء المونديال وإعلان الريال مع التعاقد مع النجم الكولومبي خميس رودريغز والألماني المتوج بكأس العالم توني كروس القادم من البافاري بايرن ميونخ، بدأ أنخيل دي ماريا يلمح إلى إمكانية الرحيل عن قلعة الملكي، وقد رافقته الإشاعات حتى آخر أسبوع في سوق الانتقالات.
اتضخت وجهة النجم الأرجنتيني بعد ذلك الذي وقع لنادي مانشيستر يونايتد، الذي يبحث عن لاعبين قد يلعبون دوراً في انتشال سفينة اليونايتد وإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح والمنافسة على الألقاب. بالرغم من أن اللاعب يقدم أداءً ليس بالسيء مع الشياطين الحمر، لكن الفريق مازال يعيش حالة من التخبط وعدم الثبات في المستوى، وقد عانى العديد من العثرات في بداية الموسم ومازال يعاني مع المدرب الهولندي لوي فان جال. الكثيرون عابوا على دي ماريا الانتقال إلى فريق لا يلعب في أكبر مسابقة كروبة للأندية في العالم (دوري أبطال أوروبا)، بل ومن الصعب التوقع أنه سيلعب في المنافسة العام المقبل. سننتظر ونرى ما هو مصير دي ماريا مع الشياطين الحمر.
|306014|
4- فيكتور فالديس
حارس برشلونة السابق سيء الحظ العاطل عن العمل حالياً! لم ينتقل فالديس إلى أي نادي لنحكم على انتحاره كروياً من عدمه. بعد أن قدم موسماً رائعاً مع نادي برشلونة، توقع له الكثيرون وأنا منهم أن يحرس مرمى الماتادور في كأس العالم 2014، إلا أن الحظ العاثر، دفع بالإصابة الخطيرة في طريق فالديس أما سيلتا فيجو ليبتعد عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة.
قبل الإصابة، أعلن فالديس البالغ من العمر 33 عاماً أنه لن يجدد عقده مع النادي الكاتالوني، على اعتبار أن هناك اتفاق مسبق مع نادي موناكو الفرنسي، ولكن بعد الإصابة وعدم تجديد العقد مع برشلونة، لم يتجاوز فالديس الفحص الطبي لنادي موناكو، ليخرج مسؤولو النادي ويقولوا: "صرفنا النظر عن فالديس". أضحى الحارس الإسباني عاطل عن العمل، وقد رافقته الكثير من الإشاعات حول إمكانية انتقاله إلى مانشيستر يونايتد وليفربول وغيرها من الأندية، ولا شيء حصل، والعنوان الآن: "فالديس يتسول اللعب". السؤال المُلح، ما الذي دفع بحارس ليس صغير السن، وليس لديه الكثير من السنوات ليلعبها، أن يتخلى عن نادي بحجم برشلونة، رغم أنه يقدم معه مستويات جيدة؟