الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي مع القدس؟

نشر بتاريخ: 01/12/2014 ( آخر تحديث: 02/12/2014 الساعة: 09:21 )
بيت لحم- خاص معا - يتمتع الأتحاد الأوروبي بثقل كبير في القرارات السياسية والاقتصادية على المستوى الدولي، فأي تغير يحدث في بوصلة مواقفه تجاه القضية الفلسطينية وخاصة مدينة القدس، يترك أثراً واضحاً وهو ما لمس مؤخراً من خلال زيادة الدعم السياسي والاقتصادي للمدينة المحتلة.

وقال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي لـغـرفـة تـحـريـر معا إن الاتحاد الأوروبي عمل على إعداد خطة استراتيجية قطاعية للقدس بالتنسيق مع ديوان الرئاسة حددت احتياجات المدينة المحتلة لثلاث سنوات من المشاريع التنموية للحفاظ على النمو الديموغرافي ومؤسسات المدينة.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي رصد مبلغ 425 مليون دولار لدعم مشاريع القدس على مدار ثلاث سنوات، بحيث يتم خلال كل عام توقيع اتفاقية يحدد خلالها المبلغ المرصود لمؤسسات القدس.

وأشار إلى أن أخر اتفاقية تم توقيعها مع الاتحاد الأوروبي قدمت دعماً بقيمة 12 مليون يورو للقدس، من خلال لجنة مشتركة لتفعيل الدعم الاوروبي للمدينة على اعتبار أن القدس جزء من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة.

وعلى صعيد الدور السياسي للاتحاد الأوروبي تجاه القدس، أكد الرويضي لـ معا أن تسع قنصليات للدول الأوروبية متواجدة في القدس تصدر بشكل سنوي تقريراً حول الاوضاع بالمدينة، لافتاً إلى أن التقارير الاخيرة شهدت تطوراً ايجابياً تجاه نظرة الأوروبين وموقفهم من ما يجري بالقدس من انتهاكات اسرائيلية.|306041* أحمد الرويضي|
وأضاف أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب العديد من الدول الاوروبية ترك نتائج ايجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي تجاه الموقف الاوروبي من القدس.

ومؤخراً دعت وزيرة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، إلى قيام دولة فلسطينية "تكون القدس الشرقية عاصمتها". وبعدما شددت الديبلوماسية الأوروبية على ضرورة "قيام دولة فلسطينية القدس الشرقية عاصمتها"، نددت بالاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي، قائلة: إن هذا هو موقف الاتحاد الأوروبي لإنهاء المعاناة ووضع حد لهذا الصراع.

وشكر الرويضي الاتحاد الأوروبي على الدعم المستمر الذي يقدمه للشعب الفلسطيني، وعلى تضامنهم مع حقوق شعبنا العادلة، وفي مقدمتها حقه في إنهاء الاحتلال، وتقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ويتمثل موقف الإتحاد الأوروبي من القدس في وجوب قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على الأراضي المحتلة عام 1967م، إلا أن المواقف الأوروبية تباينت ما بين الوضوح والغموض، فعلي سبيل المثال يتمثل موقف بريطانيا تارة في أن إسرائيل ملزمة بتنفيذ القرارات الدولية بشأن القدس والأراضي المحتلة عام 1967م، بشفافية واضحة في القرار.

واعترف مجلس العموم البريطاني مؤخراً في اقتراع رمزي بـ دولة فلسطين بإغلبية 274 صوتا مقابل 12 في جلسة تغيب عنها رئيس الوزراء ديفد كاميرون.
|306038|
وفي نفس الوقت تأتي تصريحات أخرى تقول أن القدس قضية عالقة يجب التفاوض عليها، وذلك الموقف صارت تتبناه غالبية دول الإتحاد الأوروبي، وقد جاء في بيان صادر عن الإتحاد الأوروبي أنهم يرفضون بشكل قاطع الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وإقرار أن أراضي القدس التي استولي عليها الإسرائيليون عام 1967م، هي أرض محتلة، ويجب حل النزاع حولها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأما فرنسا، فتجرى مناقشة مشروع قرار للاعتراف بدولة فلسطين من قبل البرلمان الفرنسي قبل عملية تصويت مقررة غدا الثلاثاء.

وعلى صعيد الموقف الاسباني، فتبنى البرلمان الإسباني الشهر الماضي قرارا رمزيا "غير ملزم" لصالح الاعتراف بـدولة فلسطين، حيث صوّت غالبية المشرعين الإسبان على مذكرة طرحتها المعارضة الاشتراكية، وتطلب من الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

وكان لألمانيا موقفاً خاصاً تجاه ذلك، حيث أن ألمانيا مازالت مقيدة بالشعور بالذنب بسبب مجازر النازية ضد اليهود، مع ذلك تحاول ألمانيا أن تظهر سياسة متوازنة تجاه القضية الفلسطينية والقدس على الأقل في مواقفها الرسمية.


مقابلة: أحمد تنوح

|306040|