متطوعون فلسطينيون ودوليون يواصلون عملهم لليوم الثالث على التوالي في قرية عاطوف المهمشة
نشر بتاريخ: 19/08/2007 ( آخر تحديث: 19/08/2007 الساعة: 13:12 )
نابلس- معا- كانت درجة الحرارة في قرية عاطوف الشفا غورية تتجاوز الاربعين، وكانت اشعة شمس الاغوار المجنونة تلسع جلود عشرات المتطوعين, الذين لبوا نداء الاغاثة الزراعية، وتوافدوا على عاطوف من كل ارجاء الضفة الغربية، يشاركهم عدد من الاصدقاء الدوليين وخصوصا الفرنسيين.
ورغم كل الظروف البيئية الصعبة اصر المتطوعون على تحدي الظروف المناخية التي لم يتعودوا على مثلها، وانكبوا على مواصلة ما شرعوا بانجازه منذ يومين-- فاحدى الفرق حفرت الحفر بالارض وقامت بزراعة 120 شجرة حرجية ومثمرة، وفرقة ثانية قامت بعملية دهان لمقر مجلس القرية، اما الفرقة الثالثة فقد شرعت باقامة حديقة امام مجلس القرية، واقامت جدارا استناديا يحمي الحديقة، وبدات بحفر الحفر لزراعة اشجار وورود في تلك الحديقة.
كل ذلك خلال ست ساعات من العمل قام به 30 متطوعا الامر الذي دفع بسكان تلك القرية الصغيرة للالتفاف حول المتطوعين وتقديم كل الخدمات اللازمة لهم ومشاركتهم بالعمل الشاق والمضني.
وفي ساعات المساء عاد المتطوعون الى معهد الشهيد نعيم خضر وبعد استراحة قصيرة نظموا حلقة بساحة المعهد حيث استمعوا الى شرح مطول عن الاوضاع السياسية الفلسطينية واخر المستجدات قدمه خالد منصور مسؤول العمل الجماهيري في الاغاثة الزراعية الذي استعرض القضية الفلسطينية من كل جوانبها خلال اربع ساعات من الحديث والنقاش المتواصل كما واجرى منصور نقاشا حول سبل الخروج من المازق الفلسطيني الخطير والذي كما وصفه يهدد المشروع الوطني التحرري باشد المخاطر..
وتكمن اهمية استهداف قرية عاطوف بهذا المخيم التطوعي في ان تلك القرية تتعرض ومنذ بدء الاحتلال في العام 1967 الى مضايقات احتلالية تعسفية وقهرية حيث صودر مساحة كبيرة من ارضها واغلقت مساحة اخرى لاغراض عسكرية كما يقول جيش الاحتلال.
والقرية تعاني ومنذ بدء الانتفاضة الثانية من حصار شديد حرم سكانها من الوصول الى اراضيهم والتواصل مع المناطق الشرقية فقد قام المحتلون بحفر خندق عميق يمنع السكان والمركبات من التوجه شرقا كما وتقوم قوات الاحتلال بالتدريبات العسكرية في اراضي البلدة مسببة الهلع والخوف في صفوف السكان ومخلفة دمارا في الممتلكات والمزارع كما ويمنع رعاة الماشية من رعي مواشيهم في معظم الاراضي.
وعاطوف قرية صغيرة يحاول الاحتلال ارهاب سكانها والضغط المستمر عليهم كي يتركوا اماكن سكنهم واراضيهم وبالتالي يحقق الاحتلال مخططه الاستيطاني في تلك المنطقة.
ويقول خالد داوود المرشد التنموي في الاغاثة الزراعية ومدير المخيم الدولي التطوعي ان الاغاثة استهدفت قرية عاطوف تعزيزا لصمود سكانها وتثبيتهم في ارضهم التي يخطط الاحتلال كي يقيم الجدار الشرقي العنصري عليها على طريق اغلاق الاغوار.
وقال اسماعيل صبح احد المشرفين الرئيسيين على المخيم ان العمل التطوعي في عاطوف يرسل عدة رسائل اولها الى سكان تلك القرية الصامدة بان شعبكم يقف الى جانبكم ومستعد لدعم صمودكم وكذلك ان لكم اصدقاء دوليين سيسهموا في تسليط الضوء على واقعكم المرير.
والرسالة الثانية الى المحتلين بان الشعب الفلسطيني سيظل شوكة في حلوقكم وانه عاقد العزم على ترسيخ جذوره اكثر فاكثر ولن يرحل عن هذه الارض اما الرسالة الثالثة فهي الى السلطة الوطنية الفلسطينية والى مجموع المؤسسات الاهلية بان الواجب الوطني يفترض بهم جميعا توجيه كل الطاقات وحشد كل الجهود لخدمة المناطق الاكثر تضررا والتي يستهدف الاحتلال وجودها وان تعزيز صمود الناس على جانبي الجدار وبالقرب من المستوطنات يجب ان يكون دعما بالافعال اكثر من الاقوال ويجب ان يتلمسه المتضررين عبر خدمات تقدم لهم مباشرة كتطوير البنى التحتية وتنمية الموارد الاقتصادية.
وسيتواصل المخيم الدولي في قرية عاطوف لعدة ايام اخرى تنتهي بيوم وطني للتضامن والوقوف الى جانب عاطوف حيث تتوجه الاغاثة الزراعية لكل المؤسسات الوطنية الاهلية والرسمية وكل اللجان الشعبية للتواجد في قرية عاطوف يوم 23/8/2007 حيث سيكون هناك مهرجان متنوع.