مركز "شمس" يدين تهديد تنظيم الدولة الإسلامية للكتاب في غزة
نشر بتاريخ: 02/12/2014 ( آخر تحديث: 02/12/2014 الساعة: 14:43 )
رام الله -معا - أدان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" التهديدات التي صدرت عن تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية ولاية غزة والموجهة للكتاب والمبدعين في قطاع غزة،
وقال أن تهديدات القوى الظلامية للكتاب والمثقفين والمبدعين،الذين يواجهوا الاحتلال وقضوا سنوات طويلة في الأسر والإبعاد والنضال ضد الاحتلال، هي ليست بعيدة عن تلك التهديدات التي وجهتها القوى الظلامية للعديد من الكتاب في بعض الدول العربية.
وقال المركز في بيانه أن المشاهد المروعة التي بثتها التلفزة العالمية والعربية للمجموعات الظلامية ما زالت ماثلة أمام الأعين وهي تذبح الأبرياء بدم بارد،هذه الشاهد تعيد للأذهان الجرائم البشعة التي اقترفتها قوى الاستعمار والاحتلال بحق الشعوب المضطهدة.إن الإعدامات الميدانية والاغتيالات والقتل العشوائي وقطع الرؤوس وعمليات الخطف وعمليات الجلد العلني والنهب والتهجير،إلى جانب الانتهاكات والفظاعات الأخرى التي ترتكبها تلك العصابات بحق المدنيين العزل لا سيما النساء، تشوه صورة المسلمين والدين الإسلامي الحنيف القائم على الرحمة والتسامح والمحبة .
وشدد مركز "شمس" على إن التعصب والتطرف من أكبر المخاطر التي تواجه الشباب، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وانتشار الفقر والجهل في المناطق الريفية وفي المخيمات وفي بعض المدن. شكّلت مجتمعة بيئة مناسبة لانتشار السخط والاحتجاج بين الفئات الشابة المنبوذة والمهمشة والتي تعاني من الإقصاء وقلة الاستفادة من الثمار المادية للسياسات التنموية. وإذا ما أضفنا إلى ما سبق الخطابات التبشيرية التي تقدمها بعض التيارات الإسلامية المتشددة ووعودها الخلاصية لهؤلاء، إذا ما التزموا تعاليمها وتبنوا مرجعياتها، فإننا يمكن أن نفهم لماذا شكّلت هذه الفئات الرافد الأساسي لهذه الحركات وعلى مدى عقود عديدة.
وأكد المركز على أن تهديدات القوى الظلامية تتنافى والإسلام الذي أكد على ضرورة احترام العقل إيماناً بأن "التفكير فريضة إسلامية" وتقديراً لإنسانية الإنسان بوصفه "خليفة الله في الأرض" ، وبرغم ذلك فإن القوى الظلامية تلعب دوراً يحول دون فتح نوافذ الإسلام على العصر بشكل يحفظ للدين الإٍسلامي دوره الحضاري ، فتلك القوى حيال حرية الفكر والإبداع تنتج سلوكاً يكاد واحداً من خلال إجراءات مسبقة ومتزامنة ولاحقة على الجدل الفكري والعلمي في المجتمع فمسبقاً تضع هذه القوى إطارها الحاكم لأي منتج فكري ، فما وافقها يصبح حلالاً وما خالفها يبقى حراماً ، وتحاول أن تصبغ على هذا الإطار طابعاً مقدساً رغم أنه قائم في الأساس على تفسير بشري للنص الإلهي التمثل في القرآن الكريم ، ومتزامناً تدخل هذه القوى في جدل فكري مستمر مع ما تطرحه النخب المحدثة سواء كانت علمانية أم دينية مستنيرة حول قضايا الواقع وتصورات المستقبل ، ولاحقاً تلاحق هذه القوى أي منتجات فكرية ترى فيها ما يخالف ما هو " معلوم من الدين بالضرورة "حسبما هو محدد سلفاً في ثنايا الفقه أو ما يخالف "نصاً صريحاً طبقاً لتأويل هذه القوى له وإن كان هو كذلك بالفعل .
ودعا مركز "شمس" في بيانه الصحفي ودفاعاً عن حرية الرأي والتعبير والفكر والإبداع، إلى أوسع حملة تضامن مع الكتاب والمثقفين والمبدين، كما أنه يطالب بإطلاق حملة من أجل الدفاع عن حرية الرأي والتعبير والفكر والإبداع وتنظيم الندوات واللقاءات حول الحرية الفكرية في جميع محافظات فلسطين ، وإنشاء شبكة عمل مشتركة لمواصلة الدفاع عن مفهوم الدولة المدنية ونشره بين المواطنين وفض الاشتباك بين هذا المفهوم وبين الإلحاد.