محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 02/12/2014 ( آخر تحديث: 02/12/2014 الساعة: 15:21 )
بقلم : صادق الخضور
انتهى الذهاب في المحترفين والمحترفين جزئي، والصدارة في كلا الدوريين كانت مقدسية، الهلال وسلوان تسيّدا المشهد، وفريق بلاطة برهن أنه من طينة الكبار، في حين كان هلال أريحا الفريق الأكثر تطورا في المنحى التصاعدي على صعيد المحترفين جزئي، وفي حال حافظ الفريق على ثبات النتائج فستكون له كلمة في الإياب.
مبارك للفدائي
حصول منتخبنا الوطني على لقب أفضل منتخب آسيوي حافل بالمعاني والدلالات، وهو تتويج لجهد نوعي تواصل على مدار سنوات، فالحصول على لقب بطولة التحدي، والتأهل لنهائيات أمم آسيا، كلها كانت معطيات عززت هذا الإنجاز ومهدّت له.
الحصول على التكريم يجب ألا يكون سببا في الركون إلى ما تحقق بل حافز للبناء عليه، والمسئولية باتت مضاعفة للظهور بمستوى لائق في النهائيات الآسيوية، وعلى اللاعبين والجهاز الفني نعقد الأمل، مدركين أن المنتخبات التي نواجهها تفوقنا لكننا قادرون على تسجيل ظهور يتناسب والقفزات التي تحققت.
لقد كان عمل الاتحاد على مدار الفترة السابقة شاهدا على شمولية الاهتمام، فالاهتمام بالحكام وبالمنتخبات للفئات كلها علاوة على انتظام المسابقات، وغيرها من الخطوات مما يسجّل للواء الرجوب وكادر الاتحاد، ونأمل أن يكون تتويج الفدائي بلقب المنتخب الأفضل على صعيد أكبر القارات مقدمّة لتواصل النجاحات في قادم المحطّات.
تتويج يأتي بعد انطلاق الدوري في غزة رغم ما شهده القطاع من معاناة بفعل العدوان، ومع ذلك تواصل عجلة الرياضة الدوران، وهو ما يؤكد أن الروح كفيلة بصنع الفارق، وعلى روح لاعبينا نعتمد لتسجيل أفضل ظهور ممكن في آسيا مشيدين باللاعبين العازمين على تحقيق إنجاز طيب في وقت يواصل فيه هدّاف المنتخب اللاعب أشرف نعمان تقديم مستوى طيب جدا في الدوري السعودي.
لفلسطين نبارك، فلها ومنها ومعها يتواصل الأمل، ولها يقدّم القائمون على كرة القدم الفلسطينية باقات العمل الممنهج، ففلسطين تستحق.
بلاطة.. وصافة مستحقة
لم تكن بداية بلاطة في الدوري كما تمناها الكثيرون خاصة أنصار الفريق، لكن الفريق نجح في العودة وانتزع وصافة الترتيب مع نهاية الذهاب، وكنا قد تطرقنا سابقا لدور المدرب خليفة الخطيب في هذا التطور.
عندما تريد أن تتحدث عن أسباب نجاح فريق بلاطة لا بد أن تتطرق لبلاطة الفريق، فروح الفريق حاضرة، وعندما تريد أن ترصد النجم تجد نفسك مع نجوم، هنا يواصل أبو حبيب ألمعيته، ويظهر فادي لافي كضابط إيقاع، ويواصل أردنية وأبناء أبو رويس نبضهم الإبداعي، ويتألق الصيداوي ليكون صمام أمان، ويبرز مساعد ليكون له من اسمه نصيب، والبقية الباقية تؤكد أن الفريق قادر على مواصلة البقاء بين فرق الطليعة.
الكرة الآن في ملعب إدارة الفريق، وعليها تقع مسئولية استثمار حالة الالتفاف الجماهيري للإفادة منها في حشد أكبر دعم ممكن للفريق، ولا نبالغ إذا ما اعتبرنا أن تعاطي جماهير بلاطة مع فريقهم خلال الدوري سبب من أسباب النجاح، فالجماهير الطامحة لم تدر وجهها للفريق مع تراجع النتائج في أول الجولات، وبقيت مساندة لتقدّم أنموذجا رائعا في الوفاء.
بلاطة: السهل الممتنع، والتناقل السريع للكرة، والجمل التكتيكية، والروح العالية، استحق التواجد بمعيّة هلال القدس المتصدر عن جدارة في قمة الترتيب.
نجوم صنعوا الفارق
في الذهاب، ومن باب الاجتهاد الشخصي يمكن التعريج على بعض النجوم:
- أبو حبيب: هداف الدوري، وبأهداف ملعوبة، واللاعب استعاد مستواه اللافت.
- العمور: عاد من أوسع الأبواب، وتحركاته السريعة وانطلاقاته كانت مؤشرا على وجوب عودته للمنتخب وهذا ما كان، مسجلين أن للمدرب القدير سمير عيسى دور واضح في عودة الروح للعمور.
- معن جمال: أفضل بديل، فدخول اللاعب في كثير من المباريات يكون سببا في صنع الفارق.
- أحمد ذياب مهاجم دورا: أبرز الوافدين لدورينا، لاعب مهاري متميز، وسريع ويحسن التصرف بالكرة.
- محمد فودة: غزال انضم لركب الغزلان، فأبدع وأمتع، ونجح في التسجيل من أشباه الفرص.
- مصلح عوض: ظهور طيب مع فرسان يطا، واللاعب يستحق المشاركة بشكل أكبر في المباريات.
- ثالوث الخبرة فادي لافي والصيداوي وسائد أبو سليم، فهذا الثلاثي وظّف خبراته، ولمسنا حيويتهم وطيب توجيهاتهم، وكانوا فعلا علامة فارقة.
هؤلاء من أبرز نجوم الدوري، وستكون لنا وقفة ثانية مع نجوم آخرين في هذه الفرق وغيرها.
دوري غزة: العميد وشباب رفح، إلى أين؟
مع انطلاق الدوري الغزي وانقضاء جولتين لم يظهر فريقا غزة الرياضي وشباب رفح بالمستوى المأمول، وإذا لم يتم تدارك الوضع سريعا فسيكون بقاء الفريقين في دائرة الخطر ضربة موجعة لتاريخهما الحافل.
العميد وشباب رفح، لطالما كانا من الفرق التي وسمت الدوري الغزي والكرة الفلسطينية بطابع خاص، ولذا فإن الحد من الطموح يقترن بتواجد هذين الفريقين في المربع الذهبي على الأقل لا التواجد في مناطق الخطر.
العميد وشباب رفح: الدوري لا زال في بداياته، وبانتظار عودة الفريقين إلى سابق عهدهما لمواصلة النسج على منوال ما اعتدناه منهما من ظهور طيب.
الغول: تاريخ من العطاء
احتفت الأسرة المقدسية خاصة والإعلامية عامة، بانقضاء عقود من عمل الزميل منير الغول في الإعلام الرياضي، ورغم ارتباط أ.منير بصحيفة القدس إلا أن نشاطاته وفاعليته برزت في عديد المحطات الإعلامية.
الغول يواصل الحضور، وهو معني بنقل خبراته للإعلاميين الصاعدين وهذا ما كان مع دورات التأهيل، أما في الصحيفة التي يتواجد فيها، فلمسنا الاهتمام بأدق التفاصيل، وجاء التفاعل مع كل إنجاز رياضي ليقدّم شاهدا آخر على مدى التزام هذا الإعلامي بالرسالة التي يحملها.
منير الإعلامي كما الإنسان، حضور دمث بألق واضح، فكل التقدير له، وكل التمنيات بالتوفيق، والأسرة الرياضية التي بادلها المحبة بادلته الاعتزاز والتقدير، وهذا ما لمسناه من حفل تكريمه لا من القدس وحدها بل من كل المحافظات، وليس غريبا أن تكون هناك محطات تكريم جديدة على الطريق، فهو نعمَ الناقدُ المحلّلُ الصديقْ.