الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أسألك بالله يا عصام...ألا تعتزل

نشر بتاريخ: 03/12/2014 ( آخر تحديث: 03/12/2014 الساعة: 19:09 )
بقلم: مجد البهو
تحدثنا في المقالة السابقة بعنوان "أزمة معلقين" عن الأزمة الموجودة في العالم العربي، وعن ضعف اختيار المعلقين واختلاف أساليب التعيين، بطريقة، تفقد كرة القدم الكثير من المتعة والإثارة، واليوم سنتحدث عن العكس، فحتى بوجود أزمة المعلقين، هناك من يضفي المُتعة والإثارة على مباريات كرة القدم.

شاعر كروي
"انا الذي نظر العاشق إلى قدمي...وأطربت مراوغاتي من به عُقَدِ...ووصلت أهدافي لمن يعشق الطرب...أنا ميسي كبيرهم على صغري...أنا الليو عارض المتعة في عالم القدم"، "ليسمع العالم..ليسمع من به صمم...وليعلم من لم يصله الخبر...وليعترف من فيه نظر...أنك الأسطورة يا بورتوجيز".
لم يكن هذا شاعراً، بل حنجرة تونسية عربية نظمت كلاماً في أمتع اثنين في عالم المستديرة حالياً أي كريستانو رونالدو والليو ميسي، حنجرة، تبدع وتمتع في التعليق، لا أعلم إذا كان عصام الشوَّالي يعرف أنه سَيَصِل إلى هنا، عندما أنهى دراسة اللغة الفرنسية، وانضم لإذاعة الشباب والرياضة ليبدأ مشواره في نظم الكلام عن "الساحرة المستديرة" كما يحب أن يُسميها، بل وصل إلى قلوب ملايين العرب من متابعي كرة القدم.

متعة وإثارة
عندما يحضر الشوالي على تعليق إحدى المباريات، تحضر المتعة والإثارة والتشويق معاً، نبرة الصوت المرتفعة، مع الصوت الإذاعي واللغة العربية السليمة الرصينة، تضفي على تعليقه متعة، إلى الحد الذي يسمح لي بإعادة المقطع أكثر من 10 مرات لأسمع الشوَّالي دون ملل. كم نفتقد إلى مثل هذا التشويق في تعليقاتنا، وكم من مباريات غابت متعتها بسبب غياب التعليق الراقي، أعتقد أن الشوالي لا بد وأن يُؤسس مدرسة في التعليق العربي، فأنا إلى الآن، ومع وجود معلقين أكْفاء دون شك، لم أرَ معلقاً يشدني كالشوالي.

ثقافة واطلاع
التعليق ليس فقط كلام، ولا أن يذكر المعلق أسماء من يتناقلون الكرة، التعليق معلومات وثقافة، يمتلك الشوالي كماً هائلاً من المعلومات، ليس فقط الرياضية، الاقتصادية أيضاً والمعلومات العامة عن البلد والفرق التي يعلق على مبارياتها، لا شك أن الشاب العربي ومتابع كرة القدم، بحاجة ماسة إلى مثل هذا النوع من التعليق، فمع تراجع القراءة إلى حد كبير، واضمحلال الثقافة العامة، نحن بحاجة إلى وجبة كروية وثقافية دسمة، وهذا ما يفعله الشوالي حقاً.

عالمي
لم يكن اختيار تسجيلاته لتوضع في متحف ريال مدريد في إسبانيا جزافاً، ولم يكن أيضاً اختياره للتعليق على لعبة كرة القدم الشهيرة "فيفا" عشوائياً، بل لشهرته ومعرفة المسؤولين والقائمين على اللعبة بقيمته في قلوب العرب، ومتابعي المستديرة من متقني اللغة العربية، من يشهد له ريال مدريد والقائمين على لعبة "فيفا" لا بد لي أن أشهد له أنا أيضاً.
رغم أنه سؤال مبكر، إلا أنه يُلِحُّ علي بشدة، متى سيتوقف الشوالي عن التعليق؟ أرجو ألا يكون هذا قريباً، حبي للعبة واستمتاعي بتعليقاته، دفعاني لدعوته ألا يعتزل مبكراً، وأن يستمر في نظم الكلام عن الكرة ولاعبيها، وليستمر في إثراء المكتبة العربية بأروع التعليقات المسجلة.
إذا حضر الشوالي حضرة المتعة...وإن غاب الشوالي غابت الإثارة