"نساء أف أم" ينهي نقاش نتائج دراسة "الاعلام وقضايا النوع الاجتماعي"
نشر بتاريخ: 08/12/2014 ( آخر تحديث: 08/12/2014 الساعة: 20:28 )
رام الله- معا - أنهى راديو نساء أف ام بالتعاون مع مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" ومؤسسة دوتشه فيلي الالمانية ثلاث طاولات مستديرة لعرض نتائج دراسة "الاعلام الفلسطيني وقضايا النوع الاجتماعي" التي نفذت منتصف الشهر الماضي ويقوم راديو نساء أف أم حاليا باطلاع المجتمع المحلي والمدني على أهم ما جاء من نتائج. حيث شارك في اللقاءات الثلاثة كوكبة من الناشطات النسويات والاعلاميين والاعلاميات الذي يمثلون مؤسسات القطاعين الحكومي والمدني حيث أجريت الطاولة المستديرة الأولى في رام الله بمقر مركز أوراد، والثانية في نابلس في مقر مركز الدراسات النسوية والثالثة في الخليل في مقر جمعية سيدات الخليل.
وأكدت ميسون عودة المديرة العامة لراديو نساء أف على أن الهدف الرئيسي من الدراسة قراءة وتحليل الواقع الاعلامي الفلسطيني من منظور النوع الاجتماعي وفهم السلوكيات والانماط المختلفة في التعامل معه من جانبين؛ الأول يتمثل بشكل وحضور المرأة في وسائل الاعلام الفلسطيني واظهار انجازاتها ودورها في المجتمع، بالإضافة إلى تحليل التغطية الاعلامية لوسائل الاعلام حيث تم تحديد فترة العدوان على قطاع غزة كنموذج لقراءة وفهم التغطية الاعلامية وتعاملها مع القضايا النسوية، كما ركزت الدراسة على جوانب تفصيلية أكثر كقضايا العنف ضد المرأة والقتل على خلفية الشرف والزواج المبكر، وأيضا تم تحديد قسم خاص بالإعلاميين والاعلاميات حيث ركز هذا الجانب على قضايا وظروف العمل الخاصة بالاعلاميات والاعلاميين والمساواة بين الجنسين في الرواتب وتقلد المناصب وصناعة القرار وغيرها.
وكشفت عودة عن نية الراديو إجراء ست ورشات توعوية في الجامعات الفلسطينية في الضفة وغزة، وأشارت الى أن راديو نساء اف ام ومن موقع حرصه على الدور المجتمعي سيقوم ببث وتسجيل حلقات واسعة النطاق حول النتائج واستضافة خبراء وخبيرات في مجالي الاعلام والنوع الاجتماعي على نحو متخصص وتحليلي وتوعوي يمكن المراكمة عليه مستقبلا.
من جانبه، قدم محمد الشعيبي مسؤول البحث والاعلام في مركز أوراد عرضا وتحليلا معمقا لأهم النتائج التي وردت في الدراسة حيث أكد على أن هذه أهمية الدراسة وأهدافها الاستراتيجية كونها ربطت بين واقع الاعلام الفلسطيني وعلاقته بقضايا النوع الاجتماعي، بالإضافة الى أن الاسئلة والمؤشرات ذاتها شارك في الاجابة عليها المواطنون والاعلاميون وهذه ميزة إضافية ونوعية للدراسة.
ولفت الشعيبي الى أن الدراسة أجريت في الفترة الواقعة ما بين 14-16 نوفمبر 2014 ضمن عينتين؛ الاولى عينة مواطنين قدرها 1000 من البالغين الفلسطينيين من كلا الجنسين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والثانية عينة ممثلة من الصحفيين قدرها 200 صحفي وصحفية في الضفة وغزة، وضمن نسبة خطأ +3%، وقد جاءت فترة العمل الميداني متزامنة بين الضفة وغزة، مع الأخذ بعين الاعتبار منهجية "أوراد" التي استندت إلى المقابلات الميدانية حيث زار باحثو أوراد الصحف والتلفزيونات والاذاعات ووكالات الأنباء بكافة أنواعها وأشكالها.
ومن ناحية ثانية أوضح الشعيبي انه تم اجراء 8 ورشات عمل (أربع منها أجري في كل من رام الله وطولكرم ونابلس والخليل وفي قطاع غزة أجريت أربعة أخرى) حيث أجريت إحداها مع اعلامي التلفزة، وأخرى مع اعلامي الراديو، وثالثة مع اعلامي المؤسسات والشبكات الاعلامية ورابعة مع الإعلاميات، وقد بلغ عدد المشاركين/ المشاركات 87 صحفيا وصحفية.
وحول أهم النتائج التي برزت في الدراسة، أوضح الشعيبي أن وجود أو ظهور المرأة في وسائل الاعلام الفلسطينية متواضع، كما أن المعرفة كانت غير كافية بوسائل الاعلام المتخصصة بقضايا المرأة وأن نسبا قليلة جدا وصلت الى (17 من المواطنين و21% من الصحفيين) الذين يتابعوا برامج تهتم بقضايا النساء فقط.
وأشار الى أنه وبحسب نتائج الدراسة فإن وسائل الإعلام الفلسطينية لا تقدم نماذجا إيجابيا عن المساواة بين الجنسين بما فيه الكفاية، وأن هذا الاعتقاد يسود على نحو أكبر في أوساط الصحفيين، وأضاف " أن تغطية وسائل الإعلام الفلسطينية للمساهمات الاجتماعية والاقتصادية قليلة نسبيا ويكاد يكون موسميا ومرتبط بحدث فقط مقارنة وحجم التغطية للقضايا الأخرى".
وبين أن وسائل الإعلام الفلسطينية لا تتعامل بمسؤولية مع قضايا المرأة كالقتل على خلفية الشرف أو العنف ضد المرأة، أو الزواج المبكر، والأهم ان المواطنين هم الأكثر ارتياحا من الصحفيين في تغطية هذه الجوانب في وسائل الاعلام والصحفيين على العكس.
وفيما يتعلق بواقع الاعلاميات الفلسطينيات، شدد الباحث والاعلامي الشعيبي على أن تمثيل النساء في مواقع صنع القرار في وسائل الاعلام الفلسطينية ضعيف جدا، وأن ظروف عملهن من حيث الرواتب وتبوأ المناصب القيادية وصنع القرار بحاجة الى مجموعة من السياسات الاعلامية الهادفة والنموذجية، كما أن ظروف عملهن ليست مرنة بما يتناسب واحتياجاتهن كونهم يقمن بدور مجتمعي كبير تجاه الأسرة، وهذا ما يجب النظر إليه من زاوية لا تزيد من الفجوة بين الذكور والاناث.
وأكد المشاركون والمشاركات في ختام الطاولات المستديرة الثلاث على أهمية الدراسة وكونها الأولى والأكثر تخصصية في الاعلام والنوع الاجتماعي، وأن الاكثر أهمية هو طريقة البناء والتطوير عليها، كما طالب المشاركون بضرورة تضافر الجهود لإحداث التغيير المناسب في سياق تطوير سياسات إعلامية تقوم بها كل من الحكومة، والمؤسسات النسوية والاعلامية ونقابة الصحفيين بهدف تحسين واقع المرأة الفلسطينية في المجتمع وتحسين ظروف عمل الاعلاميات وصولا الى مجتمع أكثر انفتاحا وتسامحا وإنسانية يقوم على مبدأ المساواة والعدالة المجتمعية. مطالبين بأهمية اجراء دراسات أكثر عمقا في القضايا التي طرحت في هذه الدراسة وتطوير نماذج وأدلة تدريبية وتعليمية تزيد من الحساسية للنوع الاجتماعي في أوساط خريجي الاعلام والعلوم الانسانية.