المرأة الوحيدة في الضفة الغربية التي تخضع لاقامة جبرية من قبل سلطات الاحتلال
نشر بتاريخ: 09/09/2005 ( آخر تحديث: 09/09/2005 الساعة: 12:00 )
معــا - وفاء ابو غلمة، فرض عليها الاقامة الجبرية داخل مدينة رام الله من قبل سلطات الاحتلال لمدة ثلاثة اشهر تم تجديدها تلقائيا، وبدأت الاقامة الجبرية ابتداء من تاريخ 27 كانون ثاني 2005 حتى 26 نيسان 2005 وتم تجديدها للمرة الثانية لمدة ثلاثة اشهر أخرى من تاريخ 27 نيسان 2005 وحتى 25 تموز 2005 وايضا جددت للمرة الثالثة من 25 تموز 2005 وحتى 31 اكتوبر 2005 .
وقالت السيدة وفاء "ان الاقامة الجبرية المفروضة علي تمنعني من مغادرة مدينة رام الله تحت طائلة الاعتقال وانها مفروضة علي كحد ادنى للعقوبة هذا ما ردت به المحكمة الاسرائيلية عندما تقدمنا اليها باستئناف" .
التهم :
واضافت وفاء انه لا يوجد تهم محددة ضدها وفي كل مرة تدعي المحكمة الاسرائيلية ان هناك ملف سري لا يمكن الافصاح عنه .
وقالت " حضرت جلسة محكمة واحدة في نهاية آذار 2005 ، وكانت المخابرات الاسرائيلية قد استدعتني قبل ذلك وابلغوني بامر الاقامة الجبرية علي . وبعد توجهي لمؤسسة الضمير قام محاموا المؤسسة برفع استئناف للمحكمة على القرار انطلاقا من ضرورة الكشف عن اسباب الاقامة اولا ، ومن ثم فانهم كسلطات اسرائيلية لا يحق لهم فرض اقامة جبرية داخل اراضي السلطة الفلسطينية حسب القانون والاتفاقات الموقعة"، وكذلك فان الاقامة الجبرية تعني منع السيدة وفاء من زيارة اهلها في قرية الجانية المجاورة وزوجها في سجن اريحا واهل زوجها في بيت فوريك وبناء عليه فان اطفالها ايضا قيس 7 سنوات وريتا 3 سنوات سيحرمون من زيارة والدهم في سجن اريحا وذويهم خارج رام الله ". واستندت المؤسسة ايضا الى تساؤل عن الخطر الذي من الممكن ان تشكله السيدة وفاء على امن اسرائيل اذا ما تحركت بحرية .
النيابة العامة الاسرائيلية قالت ان لديهم مواد كافية لاعتقالها ستة اشهر اداري مطالبة المحكمة بفرض الاقامة الجبرية عليها كحد ادنى للعقوبة عن تهم غير معروفة تتذرع النيابة الاسرائيلية بانها مواد سرية لا يمكن الكشف عنها .القاضي قال بانه سيطلع على المواد ومن ثم سيصدر قراره وبالفعل جاء القرار . تقول السيدة وفاء "ويقضي بفرض الاقامة الجبرية علي وان علي ان اشكرهم لانهم اكتفوا بالاقامة الجبرية ولم يعتقلوني ".
وتضف بانه مع كل تمديد للاقامة الجبرية كان محاموا مؤسسة الضمير يتقدمون باستئناف للمحكمة الا ان القرار دوما هو تثبيت الاقامة الجبرية بذرائع تستند الى الملف السري المزعوم .
مؤسسة الضمير:
خالدة جرار مسؤولة مؤسسة الضمير تقول بانهم رفعوا استئنافا جديدا للمحكمة بعد التمديد الثالث عن طريق المحامي محمود حسان وتضيف بأن قرار الاقامة الجبرية على السيدة وفاء هو اجراء تعسفي يهدف الى الضغط عليها وتقييد حركتها ، وبشكل عام فان كافة الاوامر العسكرية الاسرائيلية تنتهك الاعراف والقوانين الدولية والانسانية . والمسألة أيضا تطال اطفال السيدة وفاء والذين حرموا من زيارة والدهم في سجن اريحا وكذلك عائلة والدتهم وعائلة والدهم وجميعهم خارج مدينة رام الله كون الطفلين بحاجة لرفقة امهم بسبب صغر سنهم وهذا الامر ينتهك ابسط قوانين حقوق الانسان والحقوق التي يجب ان بتمتع بها الطفل خاصة علاقته بوالديه وحقه بالتواجد معهم . وقالت بان المؤسسة ستبقى تتابع هذه القضية بكافة الطرق القانونية حتى التوصل الى نتيجة تتحقق فيها العدالة ويرفع الظلم عن هذه العائلة .
وساطة السلطة :
حاول الوزير عبد الفتاح حمايل طرح الموضوع على الاسرائيليين خلال جلسات الحوار التي كان يشارك فيها فقال انهم استغربوا وجود امر كهذا وبعد فترة عادوا وقالوا له ان هذه السيدة هي زوجة عاهد ابو غلمة الموجود في سجن اريحا بتهمة العلاقة باغتيال زئيفي وبناء عليه فرضت عليها الاقامة فرد عليهم حمايل تقول السيدة وفاء بأن هذا غير مبرر، فقالوا له انها تنتمي للجبهة الشعبية وان لها نشاطات أخرى .
وتقول السيدة وفاء انا ليس عضو في الجبهة الشعبية ولم انتمي اليها ابدا وليس لي اية نشاطات ، ولو ان كلامهم صحيح لماذا لم يعتقلوني ان كان لديهم أي دليل على ذلك او اثبات ؟ في شهر آب 2004 ، كان زوجي معتقل سافرت الى الاردن ومكثت عشرين يوما وخلال العودة احتجزتني المخابرات الاسرائيلية على الجسر لمدة ساعتين وحققوا معي حول مواضيع عامة وغير محددة وتركوني ، لو كان هناك شيء عندهم لماذا لم يعتقلوني ؟ انهم فقط يريدون تحطيمنا خاصة زوجي وانا وابنائي ليس لسبب وانما بدافع الانتقام والحقد.
الاثار السلبية التي تعانيها نتيجة الاقامة الجبرية :
عائليا:
أهلي على بعد 12 كم مني في بلدة الجانية غرب رام الله ولا استطيع رؤيتهم او زيارتهم حتى ان اخوتي واخواتي المغتربين حضروا لزيارة اهلي ولم استطع زيارتهم في الجانية . اضافة الى ان والدي زوجي في الثمانين من عمرهم ويسكنون لوحدهم في بلدة بيت فويريك في نابلس ولا استطيع الوصول اليهم انا واحفادهم وهم ايضا بحاجة لرعايتي وسؤالي عنهم .
وتضيف لدي طفلان هم قيس 7 سنوات وريتا 3 سنوات وقد انجبتها واباها في السجن، كانوا في السابق يزورون والدهم برفقتي كل اسبوع اضافة الى ايام الاعياد حيث كنت امكث في اريحا ثلاثة ايام اقضي نهارها بزيارة زوجي انا وطفليّ، وبعد ان فرضت علي الاقامة الجبرية ومنعت من زيارته اصبح من المستحيل على الطفلين زيارة والدهم لانهم لا يستطيعون الابتعاد عني وتلزمهم مرافقتي لهم . واصبحوا يزورون ابيهم برفقة عمهم مرة كل شهر بسبب عمله وانشغاله ، كنت قبل الاقامة احافظ على زيارتهم لابيهم بشكل منتظم حتى يكون بينهم وبينه علاقة ابوية طبيعية ولكن الان اصبحت ريتا تنادي اباها بـ " عمي " وعمها بـ " ابي " لقد لحقت بطفلي اضرار نفسية كبيرة .
العمل :
انا اعمل في وزارة الثقافة الفلسطينية بدائرة المسرح وبسبب الاقامة الجبرية لا استطيع ان اتابع عملي بالاشراف على النشاطات في المدن والمناطق الاخرى ، وايضا لا استطيع ان ارافق الفرق وان اشارك في النشاطات خارج الوطن في الدول العربية ما اثر ويؤثر على عملي ومكانتي به .
معاناتها خلال ملاحقة زوجها المناضل عاهد ابو غلمه من قبل اسرائيل ومن ثم السلطة الفلسطينية واعتقاله :
قضية السيدة وفاء تتمحور حول زوجها المناضل عاهد ابو غلمة الموجود في سجن اريحا التابع للسلطة الفلسطينية وتحت اشراف امريكي وبريطاني وهو احد المعتقلين في قضية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي والتي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني ردا على اغتيال امينها العام الشهيد ابو علي مصطفى بصواريخ طائرات الاباتشي في رام الله . وعاهد حكم بالسجن لمدة عام ومضى على انتهاء محكوميته سنتين ونصف دون ان يطلق سراحه بسبب رفض اسرائيل ذلك والتهديد باعتقاله ورفاقه او اغتيالهم الامر الذي يجعل السلطة الفلسطينية على ما يبدو عاجزة عن حل هذه القضية واطلاق سراحم خاصة بعد ان اصدرت المحكمة العليا الفلسطينية قرارا قضائيا يقضي باطلاق سراحهم الا انه لم ينفذ حتى الان وكذلك طالب المجلس التشريعي باطلاق سراحهم تنفيذا لامر القضاء في جلسة خاصة عقدت لاجل ذلك .
وتقول السيدة وفاء بدأت السلطة الفلسطينية تلاحق زوجي بعد عملية اغتيال زئيفي وخلال هذه الفترة تمت ملاحقتي ايضا وكانوا يراقبونني طوال 24 ساعة سواء مكان عملي او منزلي وكثيرا ما كنت اصدف احدهم ينتظرني على باب العمل . وحدث ان الشهيد محمد سعادات شقيق الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعادات وبحكم العلاقة العائلية كان يسأل عنا ويرعى شؤوننا اليومية وبسبب ذلك اعتقل على ايدي الاجهزة الامنية للسلطة وتعرض للتعذيب وكان الهدف معرفة مكان زوجي عاهد . وفي احدى المرات اتصلوا بي وابلغوني ان احضر الى طرفهم - طبعا بهدف التحقيق - بطريقة لبقة بدعوى "تفضلي اشربي فنجان قهوة عندنا "، الا انني لم اذهب . خلال هذه الفترة كان زوجي يلتقينا بشكل مفاجيء دون تخطيط مسبق من قبلي وكان يغير مظهره وشكله الخارجي الامر الذي أثر على ابني قيس بشكل كبير خاصة من الناحية النفسية بحيث اصبح يرى اباه كل مرة بشكل يختلف عن المرة السابقة . بقيت الامور على هذا النحو الى يوم 21 شباط 2002 والذي تصادف مع عملية عين عريك التي قتل فيها ستة جنود واجتياح لمخيم بلاطة استشهد فيها 10 شهداء ، وفي الساعة السادسة صباحا تلقيت اتصالا هاتفيا مفاده ان السلطة الفلسطينية اعتقلت عاهد في نابلس فاضطررت للذهاب الى هناك فورا لانني علمت انه اصيب خلال عملية الاعتقال بسبب قفزه عن سطح المنزل الذي كان فيه ما ادى الى كسر رجليه ويديه ووصلت نابلس وذهبت فورا للاجهزة الامنية للسلطة لكي اطمئن عليه الا انهم رفضوا اخباري باي شيء عنه، وعلمت في نفس اليوم من احد الاصدقاء بأنهم نقلوه الى رام الله وصادف ذلك اليوم عيد الاضحى المبارك وكانت حالة والدي زوجي سيئة جدا بسبب اعتقال عاهد فاضطررت للذهاب من اجل الاطمئنان عليهم في بلدة بيت فوريك شرق نابلس واستغرقت الطريق معي بسبب الحواجز الاسرائيلية 4 ساعات وكنت حامل بابنتي " ريتا " في الشهور الاولى ، وفي اليوم التالي ذهبت الى رام الله لاطمئن على عاهد ووصلت في وقت متأخر وتوجهت الى المقاطعة فورا وعندما طلبت رؤيته رفضت السلطة ذلك بحجة ان مسؤولي الاجهزة الامنية باجتماع مع عرفات . يوم 25 شباط 2002 استطعت ان اراه بسجن المقاطعة في رام الله وهذا السجن كان في السابق سجن اسرائيلي ، ووضعه سيء وكل شيء فيه من تركة الاحتلال وكان وضع عاهد يرثى له على الصعيد الصحي بسبب كسر رجليه ويديه وكان على كرسي متحرك .و الطقس بارد جدا ولم يكن لديه اية وسيلة تدفئة ، ابني قيس اصيب بصدمة عندما رآه وبأرباك سأله " بابي وين كندرتك ؟ " . سمحوا لنا بلقائه لمدة ساعة وابلغوني بانهم سيجرون له عملية جراحة في اليوم التالي . وفي ذلك اليوم ذهبت الى المستشفى لاطمئن عليه بعد العملية الا انهم رفضوا السماح لي بزيارته او رؤيته وبعد مفاوضات طويلة سمحوا لي ان اعطيه اغراض وان اراه لدقائق .
بعد ذلك توجهت للعميد توفيق الطيراوي فابلغني انه باستطاعتي زيارته ومساعدته واحضار الطعام له ، الا انه وعلى الرغم من ذلك كنت كل مره اجد العديد من العراقيل قبل ان اتمكن من رؤيته .
وخلال وجود عاهد في المستشفى اجتاح الجيش الاسرائيلي رام الله في المرة الاولى يوم 11 شباط 2002 فقامت السلطة الفلسطينية بنقله من المستشفى الى مكان مجهول لان الاجتياح كان من اهدافه اعتقال عاهد وبالفعل دخل الجيش الاسرائيلي الى المستشفى وبحثوا عن عاهد ولم يجدوه . السلطة ابلغتني انه بأمان ولكن لم يخبروني اين ؟
وفي نهاية آذار اجتاحت اسرائيل رام الله مرة أخرى ، ولكن هذه المرة في اطار الاجتياح العام للاراضي الفلسطينية فانقطعت الاخبار عن عاهد نهائيا . وخلال الاجتياح علمت من وسائل الاعلام عن مكان وجوده بعد ان اعلن وزير الخارجية الامريكية كولن باول الذي قال " ان قتلة الوزير الاسرائيلي زئيفي موجودين في الطابق السفلي للمقاطعة " .
"يوم 1 أيار 2002 تم نقل عاهد ورفاقه الى سجن اريحا ، وايضا عرفنا ذلك من خلال وسائل الاعلام ، ثاني يوم ذهبنا الى اريحا انا وزوجة احمد سعادات وام رفيقهم حمدي قرعان وامضينا ثلاث ساعات على الطريق بسبب الحواجز الاسرائيلية ، المهم وصلنا اريحا الساعة الواحدة ظهرا وذهبنا الى سجن اريحا وكانت السلطة الفلسطينية بحالة ارباك بسبب وجود الحراس الامريكيين والبريطانيين وعدم معرفة ما هو المسموح وما الممنوع . دخلنا السجن فأخذونا عند احمد سعادات وبعد ثلاث ساعات تمكنت من رؤية عاهد لساعة واحده وكان وضعه الصحي سيء فاضافة للكسور كان يعاني من حالة ضعف ووهن ".
الصفقة :
عملية نقل عاهد ورفاقه وفي مقدمتهم الامين العام للجبهة الشعبية كانت نتيجة لصفقة ابرمتها السلطة مع اسرائيل يتم بموجبها فك الحصار الاسرائيلي عن الرئيس عرفات مقابل اعتقال المجموعة في سجن اريحا تحت الحراسة الامريكية البريطانية .
وتقول السيدة وفاء ، "علمنا ان محمد رشيد هو الذي وقع الصفقة مع الاسرائيليين . وبعد ثلاث سنوات فوجئت ان الكثيرين من رجال السلطة لا يعلمون شيئا عن هذه الصفقة وذلك خلال جلسة المجلس التشريعي والتي عقدت لمناقشة الوضع غير القانوني لاعتقال عاهد ورفاقه واتضح مع الاسف ان هذه الجلسة مجرد كلام بكلام وفقط من اجل الدعاية الانتخابية" .
واضافت ان الصفقة جريمة لا تغتفر . كيف تقبل السلطة على نفسها ان تسلم أبنائها لأعداء الشعب ؟ فليس من المعقول ان يكون جزاء من هؤلاء المناضلين الذين تأروا للشعب الفلسطيني بأن يعتقلوا تحت حراسة امريكية بريطانية .
اقول للسلطة الفلسطينية ان يخجلوا من انفسهم بسبب هذا الاستهتار بالشعب نتيجة اعتقال زوجي ورفاقه وخاصة احمد سعادات الامين العام للجبهة الشعبية ثاني فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فمن العار ان يسجنوه . ان ابطال كهؤلاء بالنسبة للشارع الفلسطيني الذي احس بالانتقام لكرامته بعد اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى يجب ان لا يسجنوا . اطالب باطلاق سراحهم فورا وهم قادرون على حماية انفسهم .
زوجي عاهد كان مطارد لقوات الاحتلال منذ العام 1990 ولم يتمكنوا من القبض عليه طوال 10 سنوات الى ان اعتقلته السلطة في العام 2000 خلال هبة الاسرى وامضى في سجونها 40 يوميا خاصة في سجن الظاهرية وكانت السلطة اعتقلته ايضا يوم خطوبتنا في العام 1996 لمدة ستة اشهر بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية .