السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إلى اليمين در- الليكود الجديد أكثر يمينية واشد تطرفا

نشر بتاريخ: 09/12/2014 ( آخر تحديث: 11/12/2014 الساعة: 13:20 )
بيت لحم- معا- "انه ليس الليكود الذي اعرفه" صرحت وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلية والعضو المؤسس في حزب الليكود "ليمور ليفنات".

ونتيجة لمثل هذه التصريحات وما شابهها التي أدلت بها مؤخرا لم يفاجأ الكثيرين بقرارها يوم الاثنين الانسحاب من الحياة السياسة والاستقالة من الحكومة والكنيست وعدم خوض الانتخابات القادمة منهية بذلك مسيرة سياسية حافلة امتدت على مدى 22 عاما منحتها مؤخرا لقب أقدم أعضاء الكنيست التي حلت نفسها أخيرا.

واعتبرت اوساط الليكود انسحاب "ليفنات " انسحابا لممثل اخر من ممثلي تيار "جابوتينسكي" داخل الليكود مفسحة المجال لتعزيز تيار "بيغلين" وإشارة واضحة على عملية تغيير الطابع والوجه التي يمر بها حزب الليكود خلال السنوات الماضية.

صحيح ان "ليفنات" شكلت وعلى مدى سنوات عضويتها لليكود علامة "يمينية" لكنها خاضت خلال السنوات الماضية صراعا مريرا لمنع سيطرة اليمين المتطرف والمستوطنين على الليكود ومنع ارتفاع وتعاظم قوة عضو الحزب المتطرف "موشيه بيغلين" داخل الحزب وتجلى هذا الصراع عبر غيابها عن جلسة تصويت الحكومة المنحلة على قانون يهودية الدولية أو كما يحلو لهم تسميته بقانون "القومية" وذلك خلافا لموقف نتنياهو وغالبية أعضاء كتلة الليكود البرلمانية.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة عن "ليمور ليفنات" اتهامها خلال جلسات مغلقة اليمين المتطرف بالسيطرة على الحزب وقولها أكثر من مرة "لقد سيطرت جهات يمينية متطرفة على الليكود" كما أعربت خلال إحدى مقابلاتها الصحيفة عن أسفها الشديد بقولها بان الليكود الحالي ليس هو ذات الحزب الذي عرفته قائلة "انه ليس ليكود مناحيم بيغن لذلك فإنني لا أؤيد أو أتضامن مع أطراف وأجزاء عديدة داخل الليكود يجرون الحزب نحو مربع حزب "تكوماه" المتطرف الذي اقيم عام 199 على يد حزب الاتحاد الوطني "المفدال" وكان حزبا شديد التطرف وحادا في مواقفه اليمينية".

ورغم هذا أصرت "ليفنات" يوم أمس على نفي أن يكون تعزز قوة اليمين المتطرف هو سبب اعتزالها المعترك السياسي والحزبي فيما قالت أوساط في حزب الليكود بأنه ورغم الاختلاف في المواقف ان خشية "ليفنات" عن عدم الحصول على موقع مناسب "محصن" على قائمة الليكود الانتخابية القادمة هو سبب انسحابها وانها تخشى ان تفقد المواقع الاولى المحصنة التي ضمنها الليكود للنساء لصاح نسوة جدد متطرفات من امثال "تسيفي حتوفيلي" و "ميري رغيف" الادعاء الذي نفته "ليفنات".

وانضمت "ليفنات" بهذا الانسحاب الى قائمة طويلة من الشخصيات الرفيعة والوزراء المعتبرين الذين ايدوا الليكود لسنوات طويلة واضطروا لتركه والانسحاب من صفوفه من امثال "بيني بيغن" و "موشه كحلون" الذين تركوا الحزب بعد ان سيطر اليمينيين المتطرفين على مركز الحزب الذي اخرجهم تقريبا من قوائم الاحزب الانتخابية.

وقال وزراء في حزب الليكود خلال محادثات مغلقة يوم أمس ونقلتها الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم الثلاثاء بان نتنياهو يتسبب بهرب الجميع من صفوف الحزب واذا استمرت الأحوال على هذه الوتيرة سيجد نفسه وحيدا داخل الليكود فهو يعاني من مرض"البارانويا" أو جنون العظمة ولا يشاور أحدا ويحاول تقزيم الجميع من حوله لهذا لا عجب ان الجميع يترك الحزب ويبحث عن طريق للخلاص خارجه.

ومع ذلك فان انسحاب "ليفنات" تعتبر ضربة قوية لنتنياهو الذي حاول جاهدا ثنيها عن ذلك فيما امتنعن هي عن مهاجمته علنا الأمر الذي عللته أوساط حزبية ليكودية رفيعة بارتباط اسم "ليفنات" خلال الفترة الماضية بمناصب ووظائف عامة رفيعة قد تتقلد واحدة منها مثل سفيرة إسرائيل في بريطانيا أو تولي رئاسة إدارة أو مؤسسة حكومية كبيرة حسب ادعاء هؤلاء الحزبيين.

لكن يبدو إن انسحاب "ليفنات" مهما كانت أسبابه المباشرة قد اخلي الطريق أو على الأقل أزال عقبة مهمة أمام سعي المستوطنين وغلاة المتطرفين من السيطرة على حزب الليكود لهذا قد نشهد خلال مؤتمر الحزب القادم والانتخابات الداخلية المتوقع إجراؤها نهاية هذا العام ولادة قائمة يمينية وشديدة التطرف تعبر عن مصالح المستوطنين واليمين المتطرف أكثر مما تعبر عن القطاعات الاجتماعية الأخرى التي يدعي حزب الليكود تاريخيا تمثيلها.