جرشون: "أبو عين توفي أثناء فض الجيش بعنف لتظاهرة سلمية"
نشر بتاريخ: 12/12/2014 ( آخر تحديث: 14/12/2014 الساعة: 09:20 )
بيت لحم- معا - كتب جرشون باسكين- بعد ساعات على نبأ استشهاد الوزير زياد أبو عين في التظاهرة السلمية التي جرت في بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله، وقام موقع "بتسيلم" بنشرها يوم 10 من هذا الشهر.
في الساعات الأخيرة انشغل الرأي العام بأسباب وفاة زياد أبو عين الوزير الفلسطيني لشؤون مقاومة الاستيطان والجدار، أبو عين توفي اليوم، في اليوم العالمي لحقوق الانسان، أثناء مشاركته في نشاط احتجاجي غير عنيف لمزارعين فلسطينيين في محيط ترمسعيا شمال مدينة رام الله، ضد منعهم الوصول الى أراضيهم الزراعية، أسباب وفاته سوف تتضح، ولكن خلفية التظاهرات وطريقة تعامل قوات الأمن مع الاحتجاجات الفلسطينية معروفة جيدا.
المحتجون الفلسطينيون خرجوا لزراعة اشتال الزيتون في أراضيهم، الواقعة بين ترمسعيا والبؤرة الاستيطانية "عدي عاد" المقامة شرقي القرية، البؤر الاستيطانية مثل "عدي عاد" جزء من المنظومة الاسرائيلية للاستيلاء على الأراضي واستبعاد الفلسطينيين من مناطق واسعة في الضفة الغربية، الاستيلاء هذا ليس من طرف مستوطنين متطرفين ولكن بفعل مؤسسة حكومية يشارك فيها كافة المسؤولين بنشاط أو بشكل افتراضي، الذي يمكن أن تجدوه بشكل موسع في تقرير منظمة "يش دين" الخاص بهذه البؤرة، أو تقرير منظمة "بتسيلم" الخاص بسرقة الأراضي في الضفة الغربية بوجه عام.
اليوم قدم السكان الفلسطينيين في المنطقة عريضة الى المحكمة العليا لاخلاء البؤرة الاستيطانية "عدي عاد" من خلال منظمة "يش دين" ، أقيمت هذه الخطوة الاحتجاجية كي تسمح للمزارعين بالوصول الى اراضيهم بشكل مباشر، كما حدث العديد من الخطوات الاحتجاجية المشابهة بعد استنفاذ كافة الطرق الأخرى، من التوجه الى السلطات، الطرق القانونية، التوجه لمسؤولين وممثلين دوليين، تغطية اعلامية واسعة وغيرها، وغني عن القول أن هذه الاجراءات لم تساعد أصحاب الأراضي لاستعادة ممتلكاتهم، ولم تجلب أي تحسن لحالة التجمعات الفلسطينية المتضررة من هذه البؤر الاستيطانية.
كل الخطوات الاحتجاجية الفلسطينية ضد الاحتلال حتى السلمية منها "كما حدث اليوم في ترمسعيا" ليست قانونية وفقا للأحكام العسكرية المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، قوات الأمن لديها الأذن لتفريق الاحتجاجات الفلسطينية، حتى لو كانت هذه المشاركة ليست عنيفة، ويفعلون ذلك في أغلب الحالات، ولذلك هم يستخدمون وسائل لتفريق هذه الاحتجاجات، يشمل القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع وسيارات رش المياه العادمة، وصولا الى العنف الجسدي، بالاضافة إلى أن قوات الأمن في كثير من الاحيان تعتقل وتحاكم المنظمين والمشاركين في هذه الاحتجاجات حتى لو لم يكن هناك عنف من قبل المحتجين، بالمقابل فأن هذه الوسائل من قوات الأمن لا يتم استخدامها ضد المحتجين من المستوطنين الا في حالات نادرة جدا أو في حدث معين، ووفقا لمعلومات والمعطيات لدى منظمة "بتسيلم" فقد جرى استخدام هذه الوسائل في الاحتجاج في ترمسعيا والذي كان يشارك فيه الوزير زياد أبو عين، من غاز مسيل للدموع وقنابل صوت والعنف الجسدي لمنع المحتجين من التقدم.
بمهمة عن الدولة، يقوم المستوطنين بالاستيلاء بالقوة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، بمهمة عن الدولة، يقوم الجيش بقمع احتجاج فلسطيني على سرقة أراضيهم، وفي بعض الأحيان القمع بقوة قاتلة، هكذا يبدو اليوم العالمي لحقوق الانسان تحت الاحتلال، والذي يمنع حتى الاحتجاج على سرقة الأراضي، هكذا هي الحياة تحت الاحتلال، الحياة والموت في بعض الاحيان.