الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

افتتاح المخيم الشبابي التطوعي الأول للتنمية المدنية في صيدا

نشر بتاريخ: 21/08/2007 ( آخر تحديث: 21/08/2007 الساعة: 12:00 )
صيدا - عصام الحلبي - افتتحت النائب بهية الحريري وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في صيدا "المخيم الشبابي التطوعي الأول للتنمية المدنية" الذي تنظمه مؤسسة الحريري وجمعية الشباب الفلسطيني(لاجىء) تحت شعار" نحو تعزيز العيش المشترك.. حق العود .. كلنا للوطن ، شركاء في المسؤولية " في مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري.

وأقيم حفل الافتتاح في دارة آل الحريري في مجدليون بحضور حشد من الشخصيات الفصائلية والحزبية والاهلية والتربوية وفاعليات وحشود شعبية تقدم لحضور اعضاء قيادة لحركة "فتح"وفصائل"منظمة التحرير الفلسطينية" خالد عارف وفتحي أبو العردات محمود الأسدي واللواء ابو طعّام " وعن فصائل المنظمة " صلاح اليوسف عن جبهة التحرير، ابو النايف عن الجبهة الديمقراطية ، عبد الله الدنان عن الجبهة الشعبية ، غسان أيوب عن حزب الشعب الفلسطيني"، وأعضاء في لجنة المتابعة المدنية اللبنانية الفلسطينية وممثلون عن هيئات بلدية وأهلية وشبابية لبنانية وفلسطينية .

استهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت تحية لروح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الجيش اللبناني ، ثم بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، فترحيب من عريف الاحتفال نبيل بواب تحدث بعد ذلك عباس زكي فتوجه بالتحية الى النائب بهية الحريري معتبراً أنها عرفت كيف تبدأ، وقال : لقد عرفت الأخت بهية أننا هذا الجيل لم نوفق في أن نشكل رافعة حقيقية في داخل بلداننا وأحزابنا فكيف لمن يريد أن يجمع ما كان شعاراً خالداً وحلماً واعداً مسيرة اللقاء العربي وكيف أننا كلنا في الهم شرق وكلنا اصحاب قضية .. في الماضي كنا نهتف لكل شيء وطني ، لكن في أيامنا هذه لا يمكن ان نسمع هذا الكلام الا في دارة الحريري .

بعض الناس اعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية وتحدث عنها وكتب وقال كل شيء، ولكن تعامل مع شعبها ومع ابنائها نداً خصماً أو عبيداً .. وكم ذبحنا من الذين رفعوا شعارات أنهم اصدق منا في النضال لكن ذبحوا الشعب الفلسطيني.. ونحن اليوم نقول أن الذي يريد القضية الفلسطينية فبدون مزايدات، الذي يريد ان يكون مع الشعب الفلسطيني عليه أن يصنع من الكل الفلسطيني شيء من القوة، لأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وأن يدخل الفلسطيني في عقله وقلبه من خلال كل أشكال النضال ، سواء التوعية أوالتثقيف ، وهذا المعسكر يؤكد على أن هناك رغبة صادقة في أن يسكن الفلسطيني في أدمغة اللبناني وأن يسكن اللبناني في أدمغة الفلسطيني من خلال العيش المشترك .. هناك حق للحريري ودين له في رقابنا أن كل المبعدين الفلسطينيين الذين أبعدوا عن أرضهم الناس استضافتهم ثم أشفقت عليهم ونسيتهم، رفيق الحريري رحمه الله استخدم كل علاقاته العربية والدولية حتى أعاد لاجئي مرج الزهور، ورغم أنهم نفذوا علينا انقلاباً لكن تحية الى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري الطاهرة لأنه بالفعل كان يريد أن يثبت للعالم أن حق العودة والساعين اليه هو في الترجمات العملية وليس في الكلام ، لقد كان الزعيم الوحيد تقريباً الذي ضغط في ظروف معينة وأعاد هؤلاء الى الداخل .

ونتمنى على كل الذين يتحدثون عن العودة أن يعيدوا على الأقل أسرة ويقوموا بلم شملها .. نحن نثق أن الأخت بهية الحريري في هذا العمل تمثل جسر محبة فعلي بين شعبين يشكلان أهم وأكثر عقبة في وجه اسرائيل وأميركا .. ان هذا الشعب الفلسطيني اللبناني مستقبله ان شاء الله في يد الأكثر حرصاً كالأخت بهية الحريري في هذا الجهد وهذا التوجه. فباسم القيادة والشعب الفلسطيني نتوجه بالتحية الى هذا المعسكر شابات وشباناً لبنانيين وفلسطينيين ونقول لهم : الظروف صعبة ومعقدة ولكن الارادة أعتقد ستكون اقوى حتى من المستحيل ومن هنا كلما كنا مع بعضنا البعض ان شاء الله بوعي مشترك نصنع معجزات .

تحية الى روح الراحل رفيق الحريري والشيخ سعد الحريري والأخت بهية وكل العاملين في اطار جمع الكلمة ووحدة الصف الفلسطيني اللبناني خاصة في هذا الظرف الصعب .

وألقى منسق شباب المستقبل في صيدا أكرم عفارة كلمة وصف فيها هذا اللقاء بأنه اعلان من الشباب أن لهم الحق في اختيار مسيرة حياتهم وأنه اصرار من على التمسك بثقافة الحياة ونبذ ثقافة الموت والدمار . لهذا نحن اجتمعنا، نحن شعب واحد وقضية واحدة ومصير واحد وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا .

وألقى مدير عام المنظمة الفلسطينية لحقوق الانسان ( حقوق ) غسان العبد الله كلمة رحب فيها بكل نشاط من شأنه ان يساهم في تعزيز ثقافة حقوق الانسان وتعميق مفاهيم الحوار في أوساط مجتمعاتنا ، متوقفاً عند أهمية هذا اللقاء اللبناني الفلسطيني ومنوهاً بجهود النائب الحريري من أجل التقريب بين الشعبين معتبراً .

كما وجه التحية الى عباس زكي ورأى فيه شخصية فلسطينية تسعى للاصلاح والتطوير في واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خلال السياسة المتبعة والتي من شأنها تجنيب الفلسطينيين عواقب وتبعات اي تدخل في الصراعات الداخلية اللبنانية وأن تبني جسور الثقة والتواصل بين الشعبين الشقيقين .

كلمة جمعية الشباب الفلسطيني " لاجىء " القاها مدير الجمعية عمر النداف فأكد أن هذا اللقاء لافتتاح المخيم الشبابي التنموي المشترك ليس صدفة أو غريباً لما تمثله هذه الدار التي تجمع كل من أحب وانتمى الى لبنان وفلسطين والعروبة وكل من يتطلع الى مستقبل زاهر تسوده الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والتنمية .

وقال : ان الهدف من اقامة هذا المعسكر التطوعي المشترك مع مؤسسة الحريري القيام بدور متواضع في العمل من اجل تعزيز أواصر العيش المشترك بين الشعبين اللبناني والفلسطيني من خلال برامج العمل مع الشباب في سبيل تطوير وعيهم استناداً الى المفاهيم الحضارية العلمية المتصلة بمجالات التنمية المدنية والثقافة والديمقراطية لتحصين قدرتهم على منع احداث اي شرخ في هذه العلاقة الأخوية التاريخية بين الشعبين .

ثم تحدثت النائب بهية الحريري فرحبت بالمشاركين في هذا اللقاء اللبناني الفلسطيني المشترك في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي "آمن بلبنان وبشعبه وعمل على إنقاذه وإعادة بناء دولته كما آمن بقضية فلسطين وحقّ الشعب الفلسطيني بعودته إلى أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف "..

وقالت : إنّ صيدا التي عاشت في قلبه ووجدانه ستبقى مدينة الأخوّة اللبنانية الفلسطينية ، وان هذه الأخوّة لا تزال في وجدان عائلة الرئيس الشهيد.. وإنّ لقاءنا اليوم هو تطوّر لهذه العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني وهي الإنتقال من الإحساس بالمسؤولية إلى ممارستها.. وإنّنا مسؤولون معاً عن تعزيز مسيرة الوحدة والتّضامن ومواجهة متطلبات العيش الكريم للأخوة الفلسطينيين في صيدا .. نريد لهذا المخيم التطوّعي الأول للتنمية المدنية أن يتعمم على كلّ الأراضي اللبنانية ليكون نموذجاً للمؤازرة والتّضامن لتحقيق الحقوق الإنسانية الأساسية، ونريد لهذه المسيرة أن تكون إطاراً تنسيقياً بين المؤسسات الأهلية اللبنانية الفلسطينية والحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية والعالمية لننهض بواقعنا ونؤمّن لإنساننا أسباب الصمود لأنّ الشعب الفلسطيني .. الذي ضحى ولا يزال من أجل استعادة أرضه وحقّه بالعودة إلى وطنه يستحق أن يكون محل احترام وتقدير ومؤازرة من أشقائه العرب وفي مقدّمتهم الشعب اللبناني .. أتمنى أن يكون لقاؤنا قريباً على أرض الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .. وأن يكون شباب لبنان إلى جانب شباب فلسطين من أجل النّهوض بدولتهم التي يستحقون، وإنّنا ندعو أخواننا الفلسطينيين أن يكونوا يداً واحدة من أجل الإنتصار لقضيتهم وليتّخذوا العبرة من اللبنانيين الذين توحّدوا على اتفاق الطائف ونهضوا ببلادهم في مسيرة النّهوض والبناء والتحرير وكيف أن تفرّقهم هدّد وجودهم وأمنهم واستقرارهم.

هذا ويتضمن برنامج عمل المخيم الذي يستمر حتى السابع والشعرين من الجاري ورش عمل وحوارات شبابية لبنانية فلسطينية ودورات تدريبية وأنشطة فنية ورياضية وفكرية ، ويستضيف المخيم كل ليلة شخصية عامة أو تعمل في مجال من المجالات تتحدث عن موضوع يهم الشباب المشاركين والذين يفوق عددهم المائة شاب وفتاة لبنانيين وفلسطينيين. كما يتضمن زيارات تعارف للمشاركين لكل من صيدا القديم ومخيم عين الحلوة.

وتخلل الحفل فقرات فنية قدمها مشاركون في المخيم ، فأدت فرقة من مؤسسة الحريرية أغنية " هيلا يا صيدا " على أنغام موسيقى ناصر الأسير ، فيما قدمت فرقة الناي الفلسطينية لوحات من التراث الشعبي الفلسطيني تعبر عن تعلق الفلسطيني بأرضهم ودفاعه عنها ، وأنشدت الفتاة الفلسطينية القادمة من ارض فلسطين من مدينة الخليل الصامدة عبير طراوة قصيدة من وحي المناسبة . الهبت مشاعر الالحضور الذي تفاعل معها وصفق لها طويلا ,تبادل بعدها كل من الحريري وزكي ومنسقي المخيم طاررق ابو زينب وعمر النداف العلمين اللبناني والفلسطيني ايذاناً بافتتاحه