الإثنين: 30/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجيش الاسرائيلي لا يزال يستعمل الفلسطينيين كدروع بشرية

نشر بتاريخ: 09/09/2005 ( آخر تحديث: 09/09/2005 الساعة: 17:46 )
هارتس - ترجمة معـــــــــــــــــــــــــا - لقد اقتحمت قوة من الجيش الاسرائيلي منزل المواطن الفلسطيني محمود رجب بمنطقة جبل جوهر في الضواحي الشرقية لمدينة الخليل في حوالي الساعة الرابعة من فجر يوم الاربعاء الموافق 31/8/2005 واجبرت ثلاثة من الاشقاء على أن يشكلوا دروعاً بشرية.

حوالي 15 من الجنود الاسرائيليين، مزودين بالبنادق والرشاشات ومعدات المراقبة، استولوا على الشقة القائمة في الطابق الرابع من البناية والتي يقطنها ستة عشر شخصاً من عائلة رجب، ومعظمهم من القصر,العائلة مكونة من رجب والزوجة،و أطفالهم، وكذلك الأبن المدعو نبيل وأطفاله.

أفراد العائلة أفادوا أن القوات الاسرائيلية امرت الجميع بالمغادرة وأبقت على ثلاثة من ابناء رجب في البيت وهؤلاء هم نبيل 30 عاماً، رجائي 19 عاماً ونجاح 13 عاماً، وقد تم استعمال هؤلاء الثلاثة كدروع بشرية طيلة الفترة التي مكث فيها الجنود داخل الشقة وذلك رغماً عنهم وضد ارادتهم واختيارهم.

الجنود في القوة المقتحمة لم يبلغوا هؤلاء، لا عن مدى الوقت الذي قد تستغرقه عمليتهم ولا كم من الوقت قد يمكث هؤلاء داخل الشقة.

وقد تم اجبار افراد العائلة الآخرين على المغادرة الى شقة أخرى ضمن نفس البناية التي يملكها رجب.

في البداية، انكر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان يكون قد تم احتجاز الأخوة الثلاثة جملة وتفصيلاً وقال أنه كان بامكان هؤلاء أن يغادروا الى حيث شاؤوا وفي الوقت الذي يرغبون فيه.

إلا أن قائد الوحدة أخبر هآرتس على العكس تماماً مما قاله المتحدث باسم الجيش، حيث قال أنه تم احتجاز الاشقاء الثلاثة حتى نهاية العملية.

من الواضح أنه لم يكن يدرك التزام الجيش الاسرائيلي بقرارات محكمة العدل العليا والمتعلقة بعدم استعمال الاشخاص المدنيين كدروع بشرية.

لقد قال ليرون ( قائد الوحدة) أن ذلك كان اجراءاًعادياً، وأنه كان يهدف من وراءه " الحفاظ على حياة جنوده" ويبدو كذلك أنه لم يعلم بنفي المتحدث باسم قوات الجيش الاسرائيلي والذي نفى أن يكون قد تم استخدام هؤلاء الاشقاء حتى انتهاء العملية كدروع بشرية.

لقد قال قائد الوحدة أنه وقواته استخدموا العائلة لمنع رمي الحجارة أو القاء القنابل على الجنود خلال تواجدهم في البيت، وقد أكد أنه تم احتجاز ثلاثة اشخاص من الرجال داخل الشقة لكن أضاف " اننا نعاملهم معاملة جيدة هنا، لم يتم التعامل معهم ابداً كأعداء وهم يعلمون أننا هنا ليس من أجل ايذاءهم"

وعند سؤاله فيما اذا كان يعلم بقرارات المحكمة العليا التي تمنع استعمال المدنيين كدروع بشرية؟؟؟؟ قال:" لست على علم بأي انتهاك للقانون، انا على استعداد للقيام بأي شيء لحماية جنودي، ماذا كان سيحدث لو أنه تم الهجوم على الجنود بالحجارة أو القنابل خلال مغادرتي للبناية"

وعند سؤاله ماذا سيكون رد فعله فيما لو أن أحداً تعامل مع عائلته بهذه الطريقة؟؟؟ ، أجاب القائد " إنك تخوض الآن في السياسة، وأنا لا أتعامل بالسياسة"

نبيل رجب قال لنا" لقد دخل الجنود الى البناية بدون ابراز أي اوامر أو أوراق ولم يخبرونا لماذا تم اقتحام البناية، لقد أمروا الآخرين بالمغادرة، وطلبوا منا البقاء معهم، وكان علينا البقاء وإياهم حتى النهاية" وقد غادر الجنود البناية فجر يوم الجمعة.

محامي عائلة رجب، لفيف هفيف، أرسل رسالة الى مدعي عام" يهودا والسامرة" يطلب منه اخلاء سبيل الاخوة وجاء في الرسالة.

"إن هذا العمل هو انتهاك صارخ لحقوق عائلة رجب وانتهاك لكرامتهم الشخصية وتعدِ على خصوصيتهم خاصةً بعد أن تم طردهم من البيت.

المتحدث باسم القوات الاسرائيلية قال " في كل عام، وفي بداية شهر أيلول "الاثنين" هنالك 20 يوماً، في 10 منها فقط يسمح لليهود بالصلاة في مغارة الحرم الابراهيمي، وفي الايامم العشرة الأخرى يسمح للمسلمين فقط بالصلاة في تلك المغارة" . الجيش الاسرائيلي كان يقوم بالتحضير لحماية اليهود والمسلمين على السواء ولتسهيل الخدمات لكلا الطرفين.

وعندما وصل الكثير من المصلين، وكجزء من عملية الانتشار فقد أخذ الجنود مواقع لهم على أسطح البنايات التي تم الاستيلاء عليها، فان القائد أبقى على بعض المدنيين داخل البيت. إن هذا انتهاك للاجراءات، سوف يتم التحقيق في هذا الموضوع بكل الحزم والجدية اللازمة.

إن القوات الاسرائيلية تعمل كل ما بوسعها لتمكن اتباع الديانتين من ممارسة شعائرهم بالحرية الكامنة، وتعيين الاعداد اللازمة من القوات لحماية المصلين وتوفير الأمن لهم وتعزيز الأمن والنظام خلال هذه المناسبات.

آرون ريجيولرر
هأرتس