أسير يعقد قرانه من داخل السجن
نشر بتاريخ: 14/12/2014 ( آخر تحديث: 14/12/2014 الساعة: 12:54 )
رام الله- معا - بأجواء مليئة بالفرح المنتزع من رحم الآلام والمعاناة، وفي محكمة نابلس الشرعية عقد الأسير عبد الفتاح رياض زامل (40 عاما) قرانه على ابنة عمته خلود فيصل حنون (35 عاما)، وبحضور أفراد العائلة الذين ورغم الأسر أصروا على أن يجعلوا لهذا المناسبة مكانا للفرح في قلوبهم.
لم يكن كل من الزوجين بجانب بعضهما البعض لدى عقد القران في المحكمة، ولم يلمح كل منهما الفرحة في عيني الآخر كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات، فالعريس يقبع في سجن النقب ويمضي حكما بالسجن مدة 24 عاما، مضى من تلك المدة أحد عشر عاما منذ اعتقاله بتاريخ 2952003، أما العروس فهي حرة طليقة ولكنها أصرت على هذا الزواج رغم علمها أنها ستكتوي لاحقا بألم الفراق.
قبل اعتقال الأسير بثلاث سنوات كان ينوي ويحضر لعقد القران على ابنة عمته، ولكنه لم يتمكن حينها لظروف معينة، ومضت سنوات الأسر الطويلة حتى عاد التفكير مجددا بالارتباط، ولكن هذه المرة بروح يملؤها التحدي والإصرار رعم قهر السجون.
وفي حديثه لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الانسان يتحدث طارق زامل شقيق الأسير الذي أتم إجراءات عقد القران نيابة عن أخيه وبوكالة منه، يتحدث عن أجواء الفرح التي ملأت قلوب العائلتين بعد عقد هذا القران، مبينا أن ما تم هو "فرحة رغم الألم".
ويؤكد مدير مركز "أحرار" للأسرى فؤاد الخفش أن الزواج بالنسبة لأسير محكوم لسنوات طويلة يعد بمثابة روح جديدة تبعث بداخل الأسير مزيدا من الأمل والحياة والإصرار والتحدي، مشيرا أن الأسرى الفلسطينيين لا زالوا يبدعون في قهر السجان بشتى الطرق والوسائل، ويصرون على الحياة رغم الأسر الذي يحجب عنهم كل معلم من معالم تلك الحياة.
ورغم علم كلا من الطرفين بصعوبة هذه الخطوة، ولكنهم ينظرون للأمر نظرة تفاؤل وأمل، وكذك الأسير زامل الذي أصبحت حياته من الآن فصاعدا معلقة بمن هم خارج أسوار السجن، ليزداد شوقا ولهفة للتحرر يوما بعد يوم.
سيصبح للأسير زامل من الآن فصاعدا خارج السجون من ينتظر منه رسائل تحمل معاني الاشتياق والمحبة تخرج من بين ظلمات السجون المجحفة بأرواح إنسانية تحلم كما باقي البشر، وسيستوطن ذلك الشخص في عقله وقلبه ويحتل منهما مزيدا من الأمكنة حتى تحين لحظة تصبح فيها الحرية متاحة والحياة ممكنة دون قيود.