الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلاح الليزر بديلا للقبة الحديدية ام متكاملا معها ؟

نشر بتاريخ: 14/12/2014 ( آخر تحديث: 16/12/2014 الساعة: 08:44 )
بيت لحم- ترجمة خاصة بمعا- أعادت الحرب الأخيرة على غزة " الجرف الصامد " منظومة اعتراض الصواريخ المعروفة باسم " القبة الحديدية " إلى قلب النقاش العام في إسرائيل في ظل تواتر الحديث عن بدائل وحلول أخرى مبنية على أساس أشعة " الليزر" رغم تسجيل " القبة الحديدية " أرقاما قياسية عبر اعتراضها 500 صاروخ وفقا لإحصائيات الناطق العسكري الإسرائيلي بات السؤال الكبير المتعلق بجدوى تطوير وسائل أخرى اقل تكلفة وكلفه قائمة على أساس" الليزر" مطروحا بقوة بعد الحرب .

صحيح ان التجارب على نظام " ناو تيلوس" " منظومة اعتراضية أمريكية – إسرائيلية مشتركة تقوم على أساس استخدام أشعة الليزر " قد توقفت عام 1996 لكن سلطة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية " رفائيل" اعلنت هذا العام عن تطوير منظومة " الشعاع الحديد" الخاصة باعتراض " التهديدات " قصيرة المدى فيما دشنت شركة " البيت " وهي شركة عسكرية متخصصة تعمل في تطوير الوسائل القتالية أيضا وتعتبر شركة " هاي تيك " منظومتها الخاصة بحماية الطائرات المدنية من الصواريخ والمعروفة باسم " حماية السماء " لكن حكومة إسرائيل قررت خلال السنوات الماضية توجيه معظم الاستثمارات باتجاه مشروع " القبة الحديدية" تلك الاستثمارات التي اثبتت الجولة الأخيرة من القتال في غزة صحتها وفقا لموقع " ISRAEL DEFENSE " صاحب التقرير المنشور اليوم " الأحد ".

ومع ذلك فان نقاشا حول " بناء القوة" لا يدور ولا يتمحور حول أي تكنولوجية أفضل تتضح وتتكشف اعتبارات أخرى تتعلق بالتكلفة الاقتصادية واعتبارات لوجيستية لأنه وفي حال أجبرت إسرائيل على خوض قتال ضد منظمات" إرهابية" على جبهتين أو ثلاثة جبهات فان التكلفة ستكون عالية جدا بل هناك اسئلة تتعلق باستحالة تحمل هذه التكلفة وفقا لقناعة واعتقاد نائب رئيس شركة بوينغ العالمية ورئيس فرع بوينغ الإسرائيلي الجنرال احتياط " دافيد عبري" وهو الشخص الذي قاد ووجه واشرف على مشروع صاروخ " حيتس " منتصف ثمانينيات القرن الماضي .

" اولا وقبل كل شيء علينا ان نفهم الفكرة التي تقف وراء " الدفاع الفعال" وأكثر مثال او نموذج على هذا الدفاع هي الطائرة المقاتلة التي أقلعت لإسقاط من جاء لمهاجمتها هذه طائرة دفاع " فعال" فقد أخذنا هذه الطائرات من نوع " سبات فاير " و " موستينغ" وهما "طائرات حربيتان ذات مقعد واحد من عصر الحرب العالمية الثانية " وطورنا هذه الطائرات وحولناها الى طائرات قاصفة قاذفة ما يعني إننا طورنا منظومات وأجهزة سمحت لهذه الطائرات ان تكون ثنائية الاستخدام " قال دافيد عبير " الذي شغل إلى جانب مناصبه سابقة الذكر منصب قائد سلاح الجو الإسرائيلي ونائبا لرئيس الأركان الإسرائيلي ورئيسا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي .

وأضاف " هناك حالات تكون فيها الطائرة ثمينة وغالية جدا بما يمنعنا من أن نرسلها في مهمة دفاع " فعال" على سبيل المثال ما حدث في منطقة " ابو رودس" وهي" قرية مصرية على الضفة الشرقية من خليج السويس وتحتوي على ابار نفط كثيرة وكانت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر " فقمنا بنصب صواريخ هوك في هذه البلدة ذات الاستخدام لمرة واحدة بدلا من مرابطة الطائرات الثمينة فيها وإرسالها للدفاع الفعال " .

بدأت أبحاث " الليزر" في الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي بتمويل من "ARPA التي كانت معرفة في تلك الفترة باسم " DARPA " لكن البحث لم ينجح في تحويل نتائجه الى منتجات عسكرية.

ويعود الفضل في تحقيق القفزة الكبرى في هذا إلى برنامج " حرب النجوم SDI " الذي شرعت به إدارة الرئيس الأمريكي " رونالد ريغان " عام 1983وجهت الإدارة الأمريكية بعض الاستثمارات الإدارة في سياق هذا البرنامج إلى إسرائيل حيث جرت أبحاث في مجال الليزر بدعم مالي أمريكي من برنامج عرف في حينه بمشروع " الكرمل " .

ويعتبر " الليزر" سلاح متعدد المهام " يمكن أن يكرر المهمة أكثر من مرة " تماما مثل الطائرة الحربية ويمكن تركيبه على الأرض أو على متن الطائرات أو على سيارة جيب ويمكنه ان يسقط الطائرات والصواريخ والقذائف والطائرات دون طيار ولكن يوجد بعض الجوانب التي لا يمكن لأشعة الليزر ان تقدم ردا عليها كما تفعل الطائرة الحربية فعلا سبيل المثال في أجواء الضباط وعدم وضوح الرؤيا يمكن لشعاع الليزر ان ينحرف وبالتالي يصبح غير فعال وهذه بالضبط الأماكن والفترات التي تستوجب منا التكامل بين الليزر والقبة الحديدية كما فعلنا تماما في " ابو رودس" حين تكاملت صواريخ " هوك " زهيدة الثمن نسبيا مع الطائرات المقاتلة لتحقيق الدفاع الفعال

لنأخذ على سبيل المثال مطار " بن غريون" حيث لا تريد إسرائيل سقوط أي شيء على هذا المطار لانه لو سقط صاروخ واحد فلن ترغب أي شركة طيران بالهبوط هناك وهناك يجب ان نضع سلاح " الليزر" إلى جانب القبة الحديدية وفي باب المقارنة المالية يكلفنا صاروخ القبة الحديدية الواحد ما بين 70-100 ألف دولار فيما يكلفنا إطلاق شعاع الليزر اقل من 5 آلاف دولار "والى جانب التكلفة المالية المباشرة لمنظومات الدفاع هناك أيضا الجانب اللوجستي ففي حين تتطلب بعض أنواع أسلحة الليزر توفر مصدر واحد للتيار الكهربائي تتطلب بطارية القبة الحديدية معطفا لوجيستيا واسعا ومعقدا فيجب إنتاج الصواريخ أولا ونقلها من خارج البلاد "جزء كبير من صواريخ القبة الحديدية يتم تصنيعها في أمريكا " وتوزيعها على البطاريات المنتشرة في أماكن مختلفة وكذلك يجب توفير مخازن لهذه الصواريخ وكذلك يجب الاهتمام بصيانة الصواريخ نفسها لذلك فان العملية اللوجيستية الخاصة بالقبة الحديدية مكلفة جدا فيما يمكنك أن تاخذ معك جهاز " الليزر" وتقوم بتوصيله بمصدر الطاقة الكهربائية وإذا قصدت إسقاط 40الف صاروخ فان هذه العملية ستكون مكلفة جدا اذا ما تم استخدم القبة الحديدية لكنها ستكون رخصيه إذا ما تم استخدام " الليزر" اوضح الجنرال " عبري "..