قسم جراحة المناظير النسائية بالمقاصد يجري مئات العمليات النوعية سنويا
نشر بتاريخ: 16/12/2014 ( آخر تحديث: 16/12/2014 الساعة: 12:20 )
القدس - معا - يشهد قسم جراحة المناظير للعمليات النسائية في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية بمدينة القدس، العديد من العمليات النوعية والمعقدة التي يضطلع بها الأطباء في المستشفى، بواسطة أحدث التقنيات الطبية، المتمثلة بالجراحة المنظارية التي تُعد الأكثر تطوراً على مستوى العالم.
وعن ذلك يتحدث استشاري الأمراض النسائية والتوليد وجراحة المناظير في مستشفى المقاصد، الدكتور حسني سمارة: "يعتبر قسم الجراحة المنظارية في المقاصد الأول والريادي على مستوى الوطن، حيث يقوم الطاقم المكون من اثنين من الجراحين، بالإضافة إلى طاقم تمريضي متميز، بإجراء المئات من العمليات بواسطة المنظار سنوياً"، ويضيف: "هذا النوع من الجراحة بواسطة جهاز خاص يشتمل على كاميرا صغيرة، يتم إدخاله إلى جسم المريضة من خلال فتحة صغيرة في الصرة، حيث تظهر جميع أجزاء البطن بوضوح على شاشه تلفزيونية ".
وعن إيجابيات الجراحة المنظارية يقول سمارة: "يمكن القول أن نسبة حصول المضاعفات الجراحية أقل بعشرات المرات في جراحة المنظار من الجراحة التقليدية، بالإضافة إلى قصر مدة الإقامة في المستشفى، بحيث تخرج المريضة في نفس اليوم، أو في صباح اليوم التالي للعملية، كما أنها قد لا تحتاج إلى مسكنات للألم مثلما هو الحال في الجراحة التقليدية، ومن الناحية الجمالية، فإن جراحة المنظار لا تترك أثراً للجروح أو تشوهات على البطن".
وينوه سمارة إلى الإقبال والوعي الملحوظ لدى النساء على إجراء هذا النوع من العمليات مؤخراً، ففي إحدى الحالات تبين وجود تليّف داخل تجويف الرحم لسيدة أربعينية، وبعد ترددها إجراء عملية استئصال الرحم بالطريقة التقليدية، قرر الأطباء في القسم استئصال التليّف عن طريق منظار الرحم، حيث تم استئصال الجزء الأكبر من التليّف بسلاسة وبدون مضاعفات، على أن يستكمل استئصال ما تبقى في جلسة ثانية قريبة.
ويؤكد د. حسني سمارة أن الطاقم الطبي في قسم النسائية يقوم باستخدام هذه التقنية الحديثة بما يزيد عن أربع أو خمس عمليات نوعية يومياً، مثل عمليات استئصال الرحم بالكامل أو ألياف الرحم، واستئصال الحمل الذي يحصل خارج الرحم، واستئصال أكياس المبايض، وعمليات الكشف عن أسباب تأخر الحمل والعقم عند النساء، وغيرها من العمليات النسائية الأخرى، ويمكن القول أنه لن تبقى في المستقبل أي عمليه نسائية يستحيل إجراؤها بالمنظار باستثناء عملية الولاده القيصرية".
ويلفت د. سمارة إلى أن مستشفى المقاصد يجري العمليات الآنفة الذكر جميعها بواسطة المنظار، بذات تكلفة العمليات التقليدية، بحيث لا تتحمل المريضة أعباء مالية إضافية نتيجة لاختيارها الجراحة المنظارية، بينما تصل تكلفتها في الدول المجاورة إلى ثلاثة أضعاف تكلفة العمليات العادية. ويرى د. سمارة أن التكلفة المنخفضة لمثل هذه العمليات هي ميزة رئيسية تشجع السيدات على الإقبال على هذا النوع من العمليات بالتقنية الحديثة، بالإضافة إلى المميزات والإيجابيات الأخرى لها وأهمها عدم ترك آثار للجروح أو الحاجة الى مسكّنات يمكن أن يكون لها آثار سلبية.
وأشاد د. سمارة بالدعم النرويجي المتواصل، حيث تقوم مؤسسة نورواك النرويجية بتقديم الدعم للقسم من خلال تزويده بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة لعميات الجراحة المنظارية، بالإضافة إلى إرسال عدد من الأطباء النرويجيين لنقل المهارات إلى نظرائهم الفلسطينيين، وتوفير فرص لأطباء المقاصد للمشاركة في ورشات تدريب في أوروبا وأمريكا، حيث لا تزال المؤسسة تدعم الزيارات التبادلية بين فلسطين والنرويج، كما تم استحداث غرف إضافية للولادة في المستشفى تتميز بالخصوصية وتوفر سبل الراحة للنزيلات.
وبفضل هذا الدعم فقد تمكن القسم من اجتياز أزمة النقص في المعدات والأدوية الضرورية، كما تعهدت مؤسسة نورواك مؤخراً بتحديث الأدوات والأجهزة اللازمة، بالإضافة إلى تجهيز غرفة عمليات خاصة لقسم النسائية، مواكبة للتطورات الطبية في العالم.