اسرائيل تعتقد ان غزة ستغرق بالفوضى بعد اغتيال موسى عرفات
نشر بتاريخ: 09/09/2005 ( آخر تحديث: 09/09/2005 الساعة: 20:26 )
ترجمة معا- مطلع الاسبوع القادم يسقط شيئا جديدا في الشرق الاوسط حيث تنفض اسرائيل يدها من قطاع غزة ، ورغم ان اخلاء غزة لا يشكل الانسحاب الاسرائيلي الاول من ارض عربية الا انه يحمل في ثناياه اهمية خاصة كونه الانسحاب الاسرائيلي الاول من ارض فلسطينية في خطوة اولى ومهمة على طريق اقامة فلسطين المستقلة صاحبة السيادة التي من المفترض ان تعيش بسلام الى جانب اسرائيل .
ويوجد حقيقة لا يمكن القفز عنها وهي ان اسرائيل تعطي فهل يأخذ الفلسطينيون ؟ علما بانهم كانو قد رفضوا اقامة دولتهم على الجزء المخصص لها في قرار التقسيم وبعد ان خسروا وطنهم كنتيجة للحروب قسم ما تبقى بين الضم الاردني والحكم العسكري المصري وبالانسحاب الاسرائيلي يسيطر الفلسطينيون للمرة الاولى في تاريخهم على جزء من وطنهم خاليا من المستوطنين والجنود ولا ينازعهم عليه احد .
وقد خضع الفلسطينون للتجربة عندما اعطاهم اتفاق اوسلو فرصة ادارة شؤونهم بانفسهم لكنهم لم ينجحوا في اقامة مؤسسات قوية وشفافة ذات مصداقية بعيدة عن تناحر مراكز القوى ، والان اعطي للفلسطينين فرصة اخرى فهل ينجحوا في ترك انطباع اولي ايجابي ؟ وهل يدركوا ان هذه المرة تحمل في داخلها تقرير المصير ؟ خاصة ان الرئيس بوش مصمم على تحقيق حلمه في ايجاد دولتين تتعايشان جنبا الى جنب واستعداد المجتمع الدولي لتقديم الدعم السياسي بالاضافة الى مليارات الدولارات تحقيقا لهذه الغاية .
على الفلسطينين ان يدركوا ان دعم العالم لهم ليس امرا مقررا سلفا ومفرغا منه وعليهم ان ينظروا الى افريقيا واسيا اللتان تعجان بالدول الفقيرة والمعدمة ومع ذلك يحجم الغرب عن تقديم الدعم لها او استثمار امواله بها .
هناك اسباب عديدة تدفع العالم الغربي الغني ان يقدم الدعم لفلسطين اهمها رغبته في تحسين العلاقة بين العالم العربي والاسلامي من جهة والعالم الغربي من جهة اخرى وخلق حالة من الاستقرار في الشرق الاوسط تخدم مصالح جميع الاطراف ، لكن الغرب وفي اسوء الحالات لا يرغب في رؤية استثماراته تدفن في رمال غزة دون جدوى لذلك اذا اقام الفلسطينيون دولة " اللانظام " حسب توقع كثر من الخبراء او اصر الفلسطينيون على تحقيق نبوءة الخبراء واقاموا دولة لا يحكمها حاكم او قانون فأنهم سيضيعون هذه الفرصة الثمينة التي لن تتكرر .
ان مقتل موسى عرفات وسط غزة وعلى مرأى ومسمع الجميع لا يبشر بخير ويعطى اشارات واضحة لصورة غزة المستقبلية الا اذا تحرك محمود عباس واجهزة الامن الخاضعة له وفرضوا سيطرة حقيقية على الارض .
هناك اطراف عديدة عشائرية ورجال اعمال وقادة امن وعصابات جنائية وبعض الاطراف السياسيةكما يبدو ساهمت في مقتل موسى عرفات لكن الامر الذي لاخلاف عليه هو النتيجة التي اظهرت حكومة عباس في اوضح صور العجز عن مواجهة المجموعات المسلحة التي تعمل خدمة لمصالحها الخاصة والتي لن تتورع عن القيام باعمال عسكرية ضد اسرائيل بهدف الضغط على محمود عباس واجباره على الخضوع لرغبتها .
منتصف الشهر الجاري تتحول غزة الحرة الى مختبر فلسطيني فهل تسمح السلطة بأنفجار المختبر؟ اذا حدث ذلك كيف سنقنع الناخب الاسرائيلي الذي سيتوجه الى صناديق الاقتراع في كانون الثاني القادم بان يدعم انسحاب اسرائيلي اخر؟
صحيفة هارتس