الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلم اسرائيلي عن الاستشهاديين الفلسطينيين لحث شبان اسرائيل على التجند للخدمة العسكرية

نشر بتاريخ: 21/08/2007 ( آخر تحديث: 21/08/2007 الساعة: 19:08 )
بيت لحم - ترجمة القسم العبري في وكالة معا - الفيلم "كيف يصنعون شهيدًا" والذي مّولت انتاجه محطة "يس دوكو" الاسرائيلية للأفلام الوثائقية، يعرض مشهدًا يبدو فيه المجتمع الفلسطيني مجندًا ويغري أبناءه الضعفاء بوعود جنة عدن الكاذبة. هكذا افتتح يوسي غوربيتش مقالته في معرض تعليقاته على الفيلم.

في مارس-اذار 2004، يقول غوربيتش، طالت اسرائيل هزة قوية بعد أن قام الطفل الفلسطيني، حسام عبدو (15) من نابلس بالقدوم الى حاجز حوارة و بحوزته حزام ناسف. لكن الجنود الاسرائيليون اكتشفوا أمره وفككوا الحزام وأعتقلوه. قال حسام بعد اعتقاله أنه في اللحظة الأخيرة تملكه خوف كبير، ولذلك قام بفصل البطارية التي يتم بواسطتها تشغيل الحزام.

"يبدأ وينتهي فيلم "كيف يصنعون شهيدًا" بقصة عبدو، لكنه يضعنا في صورة الهوس الجماعي الذي يمثل حياة الجمهور في السلطة الفلسطينية. حين صنع الفيلم، نفذت 33 عملية أو محاولة لتنفيذ عملية فدائية في اسرائيل من قبل قاصرين فلسطينيين، نصفهم من نابلس."

واستأنف الكاتب "حين سئل عبدو لماذا قام بهذا العمل ؟ قال : أولا لأن الناس لا يحبونه، وأضاف بأنه أراد الوصول الى الجنة حيث ينتظره هناك نهر من العسل والنبيذ و 72 حورية. في هذا السياق أود التذكير بأن كلمة "حورية" الواردة في القرآن تبدو كلمة سورية ومعناها القشمش الأبيض الذي كان نادرًا في القرن السابع. وكل مثقف يفهم في الديانة الاسلامية كان من الممكن أن يشرح لهم ذلك.

"ولكن عبدو وعدد كبير من الاستشهاديين هم من غير المثقفين ... وكما نرى من خلال الفيلم، التنظيمات "الارهابية" ينتقون لتنفيذ عملياتهم أناسًا غير ناجحين في المجتمع الفلسطيني وهؤلاء هم المتطوعون الاساسيون. الفيلم يعرض هذه الفكرة من خلال وفاء ادريس، الاولى التي نفذت عملية ضد اسرائيل. ادريس كانت مطلقة، وقد طلقها زوجها لانها لا تستطيع انجاب اطفال. بالنسبة للمجتمع الفلسطيني المحافظ، تعتبر ادريس فاشلة أو حتى أنها عبء اقتصادي على عائلتها.
"إلا انه منذ أن فجرت نفسها مع بعض المواطنين اليهود، تحولت ادريس الى مصدر للفخر، وعائلتها حظيت بالكثير من الاحترام وربما أيضًا ببعض المال.

"عبدو أيضًا لامس الموضوع نفسه حين تم لقاؤه في السجن، وقد قال: أحد الاسباب التي من اجلها أراد تنفيذ العملية هي أن عائلة الشهيد تحظى باحترام من قبل الجيران والمجتمع." ويقول غوروبيتش "بالنسبة للبعض، قد تكون الطريق الوحيدة لتقديره هي قتل نفسه في هذه العمليات. قالت مثلا شقيقة عبدو في أحد اللقاءات أن منذ محاولة عبدو تنفيذ العملية، تحظى العائلة باحترام أكبر."

ما يؤكد ذلك، يستأنف الكاتب، أن صور الشهداء يغطون الجدران في مخيمات اللاجئين، وكذلك التلفزيون الفلسطيني الذي يبث صورهم مرة بعد أخرى ويشجع على الشهادة، وحتى الأطفال يقولون أمام الكاميرا إن امنيتهم هي الشهادة. ويضيف الكاتب "زكريا الزبيدي الذي ينجح كل مرة، بطريقة ما، أن يظهر في كل الافلام التي تتحدث عن الفلسطينيين، فال بلا مبالاة واضحة، إنه ورفاقه يرفضون كل الاطفال الذين يطلبون تنفيذ عمليات "مرة بعد مرة حتى يملون من الطلب" يقول زبيدي في الفيلم. ولكنه يعترف انه من الناحية الاجتماعية، ليس بمقدوره منع طفل من أن ينفذ عملية لأن ذلك يعتبر خيانة.

"الفيلم عرض بحثًا اجتماعيا نفذه طبيب نفسي فلسطيني، البحث يظهر حالة لمجتمع يعاني خللا نفسيًا: 78% من احلام الأطفال الفلسطينيين يتضمن عنفًا يمارس ضدهم من قبل قوات الاحتلال، في البيت أو في المدرسة- وهي الأماكن التي من المفترض أن توفر الحماية للأطفال. وأكثر من ذلك، الصراع الفلسطيني أثر أيضًا على أحلام الأطفال، حيث أن 2% فقط من الأحلام كانت أحلامًا فردية تعكس حياة الطفل نفسه، بينما باقي الاحلام كانت أحلامًا جماعية- أي لا تتعلق فقط بحياة الطفل."