السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعيين احد منفذي محاولة اغتيال خالد مشعل مديرا لمدرسة ثانوية للعلوم والفنون في منطقة المالحة

نشر بتاريخ: 09/09/2005 ( آخر تحديث: 09/09/2005 الساعة: 22:32 )
ترجمة وكالة معا - كان صباح يوم الخامس والعشرين من شهر سيبتمبر سنة 1997 في اسرائيل صباحا عاديا حيث تصدرت اخبار الاقتصاد وفضائح مدير عام "مفعال ههبياس " عناوين الصحف اليومية ولم يتحدث احدا عن الدراما التي تجري على بعد ثلاث ساعات سفر من الحدود الاسرائيلية الاردنية حيث جلس " مشيكة بن دافد" على حافة بركة السباحة في فندق الانتركونتيننتال في عمان .

بن دافيد الذي وقف حينها على رأس القسم التنفيذي التابع للموساد الاسرائيلي والمدير الجديد للمدرسة الثانوية للعلوم والفنون في ضاحية المالحة بمدينة القدس الغربية لم يهبط في عاصمة الاردن حتى يسفع لون بشرته بل وصل هناك بصحبة فريق اغتيال هدف الى تصفية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عملية تحولت الى الاكثر شهرة في تاريخ الجهاز السري الاسرائيلي.

بن دافيد الذي شكل حاجز التغطية الخارجة لمنفذ عملية الاغتيال انتظر طويلا على حافة البركة لعله يسمع بشرى نجاح العملية لكنه صدم بحضور شخص مجرد تواجده يعني ان شيئا خطيرا قد شوش سير الخطة وبعد اخذ ورد قصير مع الشخص بدء بن دافيد بجمع عناصر الموساد المنتشرين في شوارع العاصمة الاردنية وتهريبهم الى مقر السفارة الاسرائيلية .

ولكن دور بن دافيد لم يقف عند هذا الحد فبعد ان انهى تهريب اعضاء الفريق الى داخل السفارة الاسرائيلية تلقى امرا من قيادة جهاز الموساد لم يصدر مثيلا له في تاريخ الجهاز ويقضي بتسليم ضابط مخابرات اردني الترياق المضاد للمادة السامة التي تم حقنها لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل .

لعدة ايام وصف بن دافيد للصحفي رونين برغمان مشاعره اتجاه العملية وقال " انها فشل كبير لكنه ليس القاعدة اذ هناك مئات النجاحات التي لم يسمع بها احد "، واضاف خلال المقابلة ان فشل العملية كان نتيجة لما اسماه "تربية تنظيمية سيئة جدا وتشدد اجرامي داخل الموساد".
اليوم وبعد ثمانية اعوام يجلس بن دافيد في مبنى المدرسة الثانوية للعلوم والفنون الفاخر ويطل على كرمها الاكثر خضرة بين كل المدارس ويشرف من موقعه الجديد كمدير لها على سير الحياة فيها حيث يبدو بعد اسبوعين من افتتاح العام الدراسي كمن امضى جل حياته في اروقة المؤسسات التربوية والتعليمية .

خلال نظرة قصيرة على تاريخ بن دافيد يظهر ان الرجل تنقل بين عالم الكتابة والادب والتربية والاستخبارات .

بدأ بن دافيد البالغ من العمر 53 عاما و المولود في جفعات شاؤول ويسكن حاليا في كيبوتس رمات -رزائيل ، الذي تزوج من" ليشينه" لينجب منها ثلاثة اطفال سيرته الاستخبارية عندما انها دورة طيران لمصلحة جهاز الاستخبارات العسكري المعروف بجهاز رقم "8200" .

بعد تسريحه من الخدمة العسكرية درس بن دافيد الادب العربي اضافة الى الفلسفة وخدم في صفوف الوكالة اليهودية في العديد من دول العالم وفي هذه الاثناء حصل على درجة الدكتوراة في العلوم الادارية ليكتشف عدم رغبته في الانضمام الى عالم الاكاديمين واخذ يبحث عن تحديات جديدة ليجد ضالته في جهاز الموساد الذي انضم الى صفوفه عن طريق اعلان في صحيفة يتحدث عن وظائف ترغب المنظمة السرية في ايجاد من يشغلها وبقي في صفوف الموساد حتى عام 1999 .

عن صحيفة كول هعير