الاعتصام الاسبوعي لاهالي اسرى طولكرم...مشاهد من الدموع والألم والإبتسامة الممزوجة باللوعة
نشر بتاريخ: 22/08/2007 ( آخر تحديث: 22/08/2007 الساعة: 11:19 )
طولكرم - معا - يتخذ اهالي الاسرى والمعتقلين خلال اعتصامهم الاسبوعي امام مكتب الصليب الاحمر في طولكرم، فرصة للحديث فيما بينهم، وللصحفيين الذي يتوافدون صباح كل يوم ثلاثاء الى المكان لتغطية الاعتصام، حيث يرى هنالك الدموع، والألم وفي بعض الاحياء الابتسامة الممزوجة باللوعة.
فهنالك إجراءات قاسية ترتكب بحقهم بشكل مستمر، والتي تتمثل بتفتيشهم بشكل عار ومستمر أثناء ذهابهم لزيارة ابناءهم، عدا عن الانتهاكات المتواصلة بحقهم على الحواجز العسكرية الاسرائيلية، والإجراءات القمعية التي تتخذ بحقهم قبل دخولهم الى غرفة زيارة ابناءهم والتي يتعمد جنود الإحتلال إذلالهم من خلالها.
وفي حديثهم مع الصحفيين، ناشد الأهالي خلال اعتصامهم الأسبوعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادة الفلسطينية عدم تجاهل قضية الأسرى ووضعها على سلم أولويات في أي تفاهمات او مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، خاصة تلك اللقاءات التي تتم بين الرئيس الفلسطيني ورئيس حكومة الاحتلال ايهود اولمرت، عدا عن صرف مستحقات الأسرى، مطالبين المؤسسات الحقوقية والإنسانية بتفعيل قضية الأسرى والقيام بزيارات دورية للاطلاع على ظروفهم ومعاناتهم اليومية.
واتهم الأهالي المسؤولين الفلسطينيين بتجاهل الاعتصام الأسبوعي، وعدم النظر للأمهات اللاتي يتوافدن صباح كل ثلاثاء الى مقر الصليب الأحمر، بل عدم مشاركتهن في تلك"الساعة"اللواتي يعتصمن بها، حاملات صور ابنائهن الاسرى، يتجرعن المرارة لغياب المسؤولين ومدراء المؤسسات، وتركهن وحدهن في الاعتصام.
ويقول والد الاسرى الثلاثة"عبد الرحمن أحمد فوده المحكوم مؤبدا، ورامي 18 مؤبد، وأمير ثلاث سنوات"من مخيم نور شمس شرق طولكرم، ان جنود الإحتلال تعمدوا على القيام بتمزيق تصريح الزيارة الخاص به، بحجة أن التصريح مزور وانه مرفوض أمنيا، مضيفاَ ان إدارة سجن رامون قامت بحرمانه من زيارة أبنائه تنفيذاً لسياسة العقاب الجماعي المتبعة بحق أهالي الأسرى، مشيرا إلى سياسة التفتيش العاري التي تعرض لها بشكل مذل.
من جانبها، ناشدت حليمة ارميلات مديرة نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم، المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، العمل على إجبار إدارة السجون الإسرائيلية على تقديم العلاج للأسرى وتحسين كمية الطعام المقدمة لهم كماً ونوعاً وتوفير الكنتينا خاصة وأننا على أعتاب شهر رمضان، داعية إلى الضغط من أجل متابعة التحصيل العلمي للأسرى داخل السجون.
وأشارت ارميلات أن إسرائيل وعدت بالإفراج عن الأسرى في حين تقوم فجر اليوم الثلاثاء باعتقال 11 مواطنا من بلدتي عنبتا وكفر رمان شرق المدينة، وسبقه فجر الإثنين بإعتقال 4 مواطنين، موضحة أن السياسة الإسرائيلية تهدف الى زج الشعب الفلسطيني بأسره داخل السجون.
بدورها، طالبت الأسيرة المحررة سيما عنبص بضرورة الافراج الفوري عن الأسرى كافة وبخاصة المرضي وذوي الحالات الحرجة التي تحتاج الى العلاج الطبي والعناية اللازمة، مشيرة إلى حالة الأسيرة لطيفة أبو ذراع والتي تعاني من سرطان الرحم وتحتاج إلى عملية جراحية، إضافة إلى تدهور حالتها الصحية نتيجة وجود تشمع كبد لديها، وحالة الأسير كمال الشلبي من سجن جلبوع والمحكوم 25 عاماً والذي يحتاج إلى عمليه في الأذن الوسطى.
وأشارت والدة الأسير فيصل حجازي من مخيم طولكرم والمحكوم ست سنوات إلى الأوضاع المأساوية التي يتعرض لها الأسري والذين يعيشون في زنازين تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الإنسانية، حيث يعايشون"الحشرات والبق"التي أخذت تنهش أجسادهم وتنقل الأمراض لهم، إضافة إلى حرمانهم من الاستحمام سوى مره واحدة في الأسبوع.
وتطرقت ام فيصل الى ماتعرضت له أثناء زيارتها لابنها، والذي يقبع في سجن النقب من إذلال ومعاناة وامتهان للكرامة الإنسانية، خاصة بعد تعرضها لسياسة التفتيش العاري وقيام المجندات الإسرائيليات بإجبارها خلع جلبابها وما تحته من ملابس، موضحةً انه بعد رحلة التفتيش العاري قمنا بالانتظار من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثالثة والنصف حتى سمح لنا بالزيارة التي لم تتعد العشر دقائق.