السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اغتنام الوقت لصالح الرياضة بديهية أساسية

نشر بتاريخ: 18/12/2014 ( آخر تحديث: 18/12/2014 الساعة: 15:37 )
بقلم : عصري فياض
الوقت ماء تسبح فيه كل الخلائق، وهو يغمرها من أعلاها وأسفلها ومن جبيها ومن خلفها ومن أمامها، وأكثر من ذلك هو مصدر الحياة ووعائها، ففي تتنفس الحياة ويتحرك إكسيرها،ولان الإنسان هو غاية الخلق، فإن قيمة الوقت بالنسبة له مرتفعة بالتأكيد،ولعل هذه النظرة الفلسفية تنسحب على كل فعاليات ونشاطات الإنسان ومنها الرياضة، الرياضة التي تعد مؤشر على قيمة الإنسان وتفرده بالخصوصية بين الخلائق، لما فيها من اثر حضاري وأخلاقي وقيمي لهذا المخلوق الأعز على الله، والذي كُلِفَ بحمل الأمانة، والخلافة في الأرض.

من هنا، تبرز أهمية الوقت وقيمته كلما تطورت الحالة الحضارية في الإنسان، فالشعوب المتحضرة،مؤشر رقيها بالدرجة الأولى احترام الوقت، واستغلاله أفضل استغلال،والشعوب النامية المنطلقة من التخلف الى الحضارة الحقيقية كلمة السر فيها هي قتل المسافة بين العمل والفراغ، حتى يكون العمل من الزمن باتجاه الطريق لبلوغ المسافة صفر،وهذا التوجه يشمل الإفراد والمؤسسات والهيئات.

ولعل الرياضة كنشاط إنساني من أهم صور هذا التوجه ونحن هنا في فلسطين، حيث الحالة الخاصة التي نعيشها، ببعدها السياسي وبعدها الرياضي الصاعد، لا يمكن أن نبلغ مرامي النجاح ما لم نحرص على استغلال الزمن بكل ما حوى، وتوظيف كل أقسامه من ثوان و دقائق وساعات وايام وأسابيع وسنوات لبلوغ الأهداف ، بدأ في ثواني مراوغة اللاعب في ساحة التدرب والملعب، الى دقائق بناء الهجوم المشترك بين اعضاء الفريق، الى ساعات الاستعداد للمباريات، الى ايام التحضير والتوجيه والحرص على استيفاء كل اوقات التدريب والتنمية البدنية والمهارية ، الى أسابيع الفحص والبحث والتقييم واجتذاب اللاعبين، الى اشهر الموسم الذي يحلم الجميع في جمع التأهل والنجاح التام والتألق وتوقيع سطر من اسطر التاريخ ، الى سنوات حفر الاسم في تاريخ الرياضة الفلسطينية لتختار الى نفسك اسما لامعا يكافيء جهد السنين ونتائج المواسم فتصبح شيئا رياضيا مهابا...

وما يلفت الانتباه، أن الحاجة الى الوقت، تكون اكثر الحاحا عند الاندية والفرق التي سجلت في موسم الذهاب مستوى متدني من النتائج، وكان عزيمة القائمين عليها أن تعوض في مرحلة الإياب،فأول هذه العزيمة يجب ان يكون الحرص على استغلال كل دقيقة ممكنه من فترة الاستراحة التي تأتي بين الذهاب والإياب، وهذا الاستغلال برأيي يجب أن يسبق فترة انتهاء الذهاب، بدارسة الواقع دراسة معمقة، والوقوف على النواقص وبواطن الضعف، ووضع الحلول والخطط للدخول في التعويض الذي سيمنع شبح السقوط او الانهيار، وعندما تدخل مرحلة التوقف يشرع بالعلاج، واذا ما اصدمت أي ادارة نادي بشيء يعيق التعجيل في الاستعداد للمرحلة القادمة لم تكن تتوقعه، فغن مثل هذه المعوقات ليست شيئا طارئا قفز فجاءة في الطريق، بل هو موجود لكن دراسة الحالة لم يكن بالشكل المطلوب، من هنا يبدأ التراخي عن الاستغلال الحقيقي للوقت بحجة ذلك الطاريء،او بجحة ضعف الامكانيات التي من الممكن تدريها وادارتها لتصبح اقوى وتوظف في علاج الحالة، فتمضي الايام والمؤسسة لا تزال على حالها، من انتظار وانتظار حتى يستنزف نصف الزمن الفاصل بين الذهاب والاياب ونصحوا بعدها على الاياب وهو يطرق الباب، وليس معنا مما طمحنا لتقديمة الا شيء من الماضي وشيء من الحاضر على اناء خجول، نلقط انفاسنا معه، خوفا من المغامرة التي ادخلنا حالنا معها...

من هنا نقول، ان اغتنام الوقت لصالح الرياضة بديهة اساسية، وليس المعنى الوقت فقط بل العمل على اعلى واعمق مستوى فيه، من اجل تفادي الاخفاق، وتسجيل النتائج المرجوة، والاتيان بنتائج الخطط والاهداف على اكمل مستوى.