"بلا وطن" جنسية كل لاجيء فلسطيني فر من سوريا الى اوروبا !
نشر بتاريخ: 18/12/2014 ( آخر تحديث: 20/12/2014 الساعة: 09:14 )
بيت لحم - تقرير معا - يعيش اللاجئون الفلسطينيون الفارون من أتون الحرب الدائرة في سوريا، هذه الايام نكبة جديدة ولكن هذه المرة بطريقة اشد واكبر مما وقع عليهم في العام 1948، يتعلق باجبارهم على التخلي عن "الجنسية والوطن" مقابل النجاة من القتل او التشريد في الخيام والموت جوعا .
فقد دفعت الحرب في سوريا الالاف من اللاجئين الفلسطينيين الى الفرار الى دول الجوار ومن ثم الى اوروبا وامريكا الجنوبية واستراليا، بعدما تكبدوا خسائر بالارواح والممتلكات وحصار خانق في المخيمات .
وقال أيمن ابو هاشم، مسؤول شبكة دعم المخيمات الفلسطينية في سوريا، لـ معا ان اغلب اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من المخيمات في سوريا كتبت لهم عبارة "بلا وطن" في خانة الجنسية على جواز السفر مقابل السماح لهم بالاقامة والهجرة الى دول اوروبا والاسكندافية واستراليا .
واكد أبو هاشم ان كتابة عبارة "بلا وطن" في خانة الجنسية اجراء مخالف للقانون الدولي الانساني، لان الفلسطيني ليس مجهول الهوية ، ولكن القصة لها ابعاد سياسية كبيرة .
واكد أن قرابة 150 الف لاجيء فلسطيني فروا الى دول اوروبا والدول الاسكندافية، واستراليا وامريكا اللاتينية كتبت لهم عبارة (بلا وطن) على جواز سفرهم مقابل الاقامة والحصول على جنسية الدولة المضيفة. |308886|
وقال أن المشكلة الاكبر من ذلك هو قيام هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين بعمل لم شمل لعائلاتهم في سوريا وتركيا والدول العربية، واحضارهم الى دول المضيفة ، مضيفا انه خلال عام او عامين على الاقل لن يبقى هناك اي فلسطيني يحلم بالعودة الى وطنه او حتى مخيمه في سوريا، وهو ما يضر بقضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير ويفقدهم حقهم الشرعي بالعودة الى وطنهم .
وتابع يقول ان هؤلاء اللاجئين الفارين يركبون البحر بعدما فقدوا الامل ويريدون الخروج من تحت القصف والموت باي طريقة مقابل الحفاظ على حياتهم وحياة اهلهم، خاصة ان الذين فروا الى الدول العربية يعيشون اوضاعا صعبة و"عنصرية " كما وصف وليس لديهم من خيار سوى الهرب الى دول اوروبا والحصول على مواطنة دائمة هناك .
وبين ابو هاشم ان اكثر من 300 الف لاجيء فلسطيني لا يزالوا يقيمون في المخيمات بسوريا، من اصل 5500 الف لاجيء فلسطيني، وان اكثر من 45 الف لاجيء فلسطيني في لبنان، و50 الف اخرين موزعين في انحاء العالم، واكثر من 10 الاف في تركيا .
وقال ان اللاجئين في تركيا لديهم امتيازات جيدة فهم يحصلون على بطاقة شبيه ببطاقة اللاجيء السوري، ولديهم حرية الحركة والعمل، فيما في الدول العربية ليس لديهم اي امتيازات وليس لديهم وضع قانوني .
من جهته علق احمد حنون مدير دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، لـ معا على عبارة "بلا وطن" بقوله انه ليس لديها اي خطورة على وضع عودة اللاجيء الفلسطيني ولا تعني تنازل اللاجيء عن وطنه .
وقال ان هذه العبارة "بلا وطن" تعني انه لا يستطيع ان يمارس العودة الى وطنه لان اسرائيل لن تسمح بذلك.
ووفق القانون الدولي فان حق التمتع بالجنسية هو من الحقوق الأساسية اللازمة لحياة الإنسان. بل أنها تعد حقاً طبيعياً له بعد أن باتت مسلماً بها في التنظيم الدولي باعتبارها من عناصر الهوية التي تميّز الإنسان في المجتمع الدولي. وقد ورد هذا الحق في عدة مواثيق عالمية منها:
- ديباجة اتفاقية لاهاي المبرمة في 12/4/1930 والتي تنص على أنه "من المصلحة العامة للجماعة الدولية العمل على تسليم جميع أعضائها بأن كل فرد يجب أن يكون له جنسية وأن المثل الأعلى الذي يجب أن تتجه إليه الإنسانية في هذا الخصوص هو القضاء على كل حالات انعدام الجنسية"
- المادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على أنه "لكل فرد حق التمتع بجنسية ما"
- المادة 3 من إعلان حقوق الطفل الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20/11/1959 والتي تقرر أن "للطفل الحق منذ مولده في اسم وفي جنسية"
- المادة 24 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16/12/1966 التي تنص في فقرتها الثالثة على أنه "لكل طفل الحق في اكتساب جنسية ما".
وكان الفلسطينيون إبان الحكم العثماني رعايا عثمانيين يتمتعون بالجنسية العثمانية. وبعد فرض الانتداب البريطاني على فلسطين صدر مرسوم ملكي بريطاني بتاريخ 24/7/1925 يُعلن نشوء الجنسية الفلسطينية وينظمها ويضع شروط اكتسابها وفقدانها. وقد أعطى هذا المرسوم، وما طرأ عليه من تعديلات، المندوب السامي صلاحيات واسعة مكنته من خدمة الأهداف والمصالح الصهيونية وسهل اكتساب اليهود للجنسية.
تقرير زهير الشاعر