الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعضاء المجلس المركزي الأرثوذكسي بفلسطين -48 يرفضون عزل خريستوفوس

نشر بتاريخ: 20/12/2014 ( آخر تحديث: 20/12/2014 الساعة: 17:26 )
بيت لحم - معا - اصدر اعضاء المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين -48 بيانا رفضوا فيه عزل الارشمندريت خريستوفوس من منصبه، هذا نصه:"

قد بَلغَ الطُّغيان أوجَهُ ،
وآن الأوان لإنهاء الاستبداد اليوناني في كنيستنا؟
أهلنا الأعزاء!
أبناء كنيستنا العربية الأرثوذكسية- أم الكنائس!
والى كل وطني يهمه تعزيز الوجود العربي المسيحي في الاراضي المقدسة!
ليس هذا بيانا بقدر ما هو نداء اليكم، ونحن نقف على مفترق طرق تاريخي سيحدد مستقبل وجودنا المسيحي عامة، والارثوذكسي خاصة، في وطننا ومشرقنا العربي، الذي هو وطن ومشرِق سيدنا يسوع المسيح، لأنه لا مسيحية في العالم بغياب المسيحيين العرب في هذا الشرق، ولا مسيحية في الشرق دون أم الكنائس، والكنيسة، كما تعلمون ليست حجراً، بل هي البشر أولا، وهي مجموع المؤمنين.

لم يفاجئنا المجمع الهليني، برئاسة ثيوفيلوس الثالث، يوم 15 كانون الأول 2014، وخلال ايام الصوم المبارك استقبالا للميلاد المجيد، بقرار مشؤوم يقضي "بعزل الارشمندريت خريستوفوس (حنا عطالله) من منصبه، وفصله من اخوية القبر المقدس"، اضافة الى "قطع أي علاقة له ببطريركية الروم الارثوذكس، ام الكنائس". وبكلمات أخرى، قرر المجمع اليوناني طرد قدس الأب خريستوفورس من الكنيسة الأم ليبحث له عن كنيسة اخرى او بلد آخر. أما الأسباب التي دعت المجمع اليوناني لاٌتخاذ هذا القرار فتكمن ، كما يدعون، في "مخالفات كنسية قام بها قدس الأب خريستوفورس على مدى سنوات سابقة، ومتابعة تصرفاته التي تمس بالكنيسة والمجمع المقدس ورئيسه". وهنا لا بد ان نتساءل، هل الإصرار على الاعتراف بدير دبين مخالفا لقوانين الكنيسة؟ وهل المطالبة بإقامة أبرشيات، كما تنص عليه قوانين الكنيسة نفسها، تحمل هموم الرعية وتعالجها، هو مخالفة كنسية ايضا؟ وهل التواضع والتفاني في خدمة ابنائه واعداد راهبات ورهبان عرب متعلمين ومؤهلين لخدمة الكنيسة هي خطيئة كنسية تستحق الطرد؟ أم ان الاستبداد والتهميش والحرمان بغير حق والعنصرية تجاه ابناء الكنيسة انفسهم هي المخالفة والخطيئة بذاتها؟

اذا كانت هذه هي اسباب العزل، وهي صادرة من جهة روحية ارثوذكسية يفترض ان يكون شعارها الصدق والاستقامة في الرأي، فعلا. فكيف نفسر ما جاء على لسان الهيئة نفسها قبل أقل من ستة اشهر ( وليس سنوات)، حين اٌتخذ المجمع نفسه ورئيسه، يوم 23.6.14 قرارا "بترقية قدس الأب خريستوفورس، تقديراً لخبرته في الادارة الدينية والروحية لمدراس البطريركية" وعليه، قرر المجمع ورئيسه، نقله مع قدس الأب قاقيش من الاردن الى القدس، "لتشمل مسئولياته المدرسة الإكليريكية في القدس الشريف، حيث سيساهم في رفعتها وتقويتها وتقدمها وزيادة عدد طلبتها مستفيداً من علاقاته الواسعة في الاردن وفلسطين لتحقيق هذا الهدف. بالإضافة الى الهدف الأشمل، وهو المساهمة في تربية جيل جديد من اللاهوتيين لخدمة الأردن وفلسطين وكافة مناطق الشرق الأوسط والعالم" فهل يستوي القرار الاول بالثاني؟ .

ادراكا منا ومن ابناء الكنيسة المخلصين في الاردن، واستنادا الى تجربة مثبته، وما يمكن ان يخفيه ثيوفيلوس من مكر وخبث ونوايا لعينة ضد قدس الأب خريستوفورس، وإن كانت الكلمات ناعمة، وعلمنا بما يكنه ثيوفيلوس من كره للرعية العربية التي أحبها وأخلص لها خريستوفورس، فأحبته وتمسكت به، اعلنا، آنذاك، رفضنا المطلق لقرار المجمع المذكور والقاضي بنقل قدس الاب خريستوفورس الى القدس، واعتبرناه قرارا بإبعاده عن دير دبين، وهو الدير الذي بناه يجهده وجهد ابناء الكنيسة في الاردن، كما اعتبرناه وسيلة لحبس قدس الأب خريستوفورس والتضييق على نشاطه الروحي، وعزله عن رعيته العربية وخدمته الجليلة لها، بالضبط كما فعل المجمع اليوناني مع كل راهب عربي قدم خدمة روحية لرعيته ووطنه، وعزز من الانتماء الوطني لأم الكنائس. لقد اثبت المجمع في قراره الأخير وتناقضه التام مع قراره في حزيران، ان لا مصداقية لقرارات مجمع ثيوفيلوس، وان موقف أبناء الكنيسة في الأردن كان صائبا، وان مندوب الهيمنة الهلينية، ثيوفيلوس الثالث، لا يقوم بأي خطوة الا إذا كانت في خدمة استمرارية الإستبداد البغيض، وخدمة من يريد إبعاد أبناء الكنيسة العرب عن كنيستهم، وتصفية الوجود المسيحي الارثوذكسي في فلسطين والاردن، والوجود المسيحي العام في الشرق. وكان ثيوفيلوس ومجمعه العنصري قد اتخذوا قرارات مشابهة سابقا ومنها حرمان المطران عطالله حنا، بعد ان ابقوه مطرانا بلا رعية يخدمها، وابعدوا الارشمندريت ميلتيوس بصل عن خدمة ابناء كنيسته في رام الله ووضعه في دير دون خدمات رعوية لأبناء الكنيسة.

إننا على يقين انه مهما بلغت محاولات ثيوفيلوس ومجمعه لشق وحدة الصف العربي الارثوذكسي في بلادنا، الا ان المجالس واللجان الملية المنتخبة، والمؤسسات الأرثوذكسية والجمعيات الفاعلة والشخصيات الأرثوذكسية الوطنية الناشطة، لن تقبل بدوام هذا الاستبداد، ونهج الفساد والإفساد، ولن تقبل بدوام التجاوزات التي يرعاها ثيوفيلوس، والمنافية لقيم العقيدة الارثوذكسية من أي شخص او جهة كانت. وإذ نعبر عن رفضنا القاطع لقرار عزل الأب الجليل خريستوفورس من منصبه وإبعاده عن كنيسته ورعيته وديره، فإننا ندعو مؤسساتنا الارثوذكسية خاصة وأبناء شعبنا بكافة أطيافه وإنتماءاته إلى الالتفاف حول ما يمثله نهج الأب خريستوفرس وأخوانه من نهضة روحية، وإنتماء وطني في الأردن وفلسطين، كما ندعوها الى التصدي لنهج الفساد والافساد وعبادة الشخص، ولمثل هذا القرار وجملة ممارسات ثيوفيلوس ومجمعه العنصري، واتخاذ كل الاجراءات التي تليق بالتاريخ الوطني لهذه الكنيسة العربية العريقة حتى إنهاء هذا الطغيان .

واليك ايها الحبيب خريستفوروس، ومن خلالك الى آبائنا الأجلاء نقول : لقد جعلتك النعمة الالهية بهذه الرسامة خادما لله، اي انك لا تعبد سواه، وما اخلاصك الا له. أنت لست تابعا لرجل اكليريكي او علماني، بل للمخلص يسوع المسيح فقط، وعلى هذا اراد ان يجعلك خادما له. ليس من زعيم في الكنيسة، وليس لكاهن او مطران امتياز، جميعهم خدام للرب. انتم تكرمون المطران لأنه خادم وليس لأنه زعيم. ليس هو بشئ، فهو ابن امه وابيه فقط مثل كل الناس، وبالنعمة الالهية صار خادمكم ولم يصر زعيما عليكم. أمره يسوع ان يكون خادمكم ليس إلا، "فمن تخلى عن الخدمة والرعاية وانتهج السلطة والهيمنة أصبح من أهل الزيغان".

بهذه المناسبة، نؤكد مجددا ان الوجود المسيحي في المشرق العربي مرتبط اساسا بتعزيز الوجود العربي المسيحي في فلسطين والأردن، ويشكل عاموده الفقري، وأن تغييبه، كما يفعل ثيوفيلوس ومجمعه العنصري، يعني غيابا للمسيحية المشرقية، ولمركزية فلسطين والاردن في الديانه المسيحية عامة، فلا مسيحية دون موطن السيد المسيح، ولا قيمة مسيحية للارض المقدسة دون الوجود العربي المسيحي فيها.

نصلي جميعا ونعمل لتكون السنة الجديدة، فاتحة لنهضة ارثوذكسية وطنية، وميلاد نور يطرد الظلام والظالمين على حد سواء !!
وكل عام وانتم بخير!
اعضاء المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين -48"
20.12.14