الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صندوق تطوير وإقراض البلديات.. دوره ومهماته بعد الحرب على غزة

نشر بتاريخ: 21/12/2014 ( آخر تحديث: 21/12/2014 الساعة: 23:21 )
الخليل- معا- صندوق تطوير واقراض البلديات مؤسسة شبه حكومية أنشئت في نهاية عام 2005 من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية لتكون القناة الرئيسية والمفضلة لدعم عملية التطوير والاصلاح للهيئات المحلية .وقد تم تأسيسه كجزء من مبادرة السلطة الوطنية الفلسطينية لتحقيق الفعالية، والاصلاح، والشفافية على طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة. ويلتزم الصندوق كمؤسسة وطنية بتعزيز قدرات الهيئات المحلية وتحسين نوعية الخدمات المحلية والعمل على تهيئة حياة أفضل للمواطنين في فلسطين.

ان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة وضعت صندوق تطوير وإقراض البلديات وبلديات قطاع غزة امام تحد كبير، حيث نتج عن الحرب الاسرائيلية الاخيرة على القطاع العديد من الاضرار التي لحقت بالأصول والمؤسسات التابعة للبلدية وحتى مقار البلديات، حيث تقدر قيمة الاضرار التي تم حصرها بعد 51 يوما من الحرب (7 يوليو 2014 إلى 18 أغسطس 2014) وباستخدام كافة اشكال الاسلحة والقنابل والقصف الجوي والجرافات الثقيلة طوال هذه الفترة. والتي نتج عنها استشهاد 8 من موظفي البلديات من بينهم رئيس بلدية البريج واصابة 20 آخرين بجروح.

ان الخسائر الأولية التي لحقت بقطاع خدمات البلديات تقدر ب 58.7 مليون دولار. وتجدر الاشارة هنا الى ان الارقام المذكورة اعلاه هي تقدير لقيمة اضرار اصول ضمن حدود بلديات قطاع غزة، ومن الملاحظ ان الاضرار كانت اكبر للبلديات الكبرى حيث الاضرار في الاصول والمنشآت التابعة للبلدية كانت هي الاكثر تأثراً من نتائج العدوان.
تلك الاضرار قد اثرت على حياة المواطنين في قطاع غزة بشكل يستدعي الاستجابة والدعم السريع والمباشر والذي يتطلب تدخل الصندوق حيث أن الاضرار كانت تطال : شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية، تلويث مياه الشرب والابار، تدمير شبكات المواصلات والطرق العامة وشبكات الإنارة، تدمير كلي وجزئي للعديد من المباني العامة والحكومية، اثرت على الايرادات ورفعت من معدل انفاق البلديات، والتي أثرت على اداء البلديات والتي لم تعد تكفي لكثرة المهام الواقعة على كاهلها.


فوراً وفي اعقاب توقف الحرب على غزة قام صندوق تطوير واقراض البلديات وبالتعاون مع شركاءه من البنك الدولي والتعاون الدولي الألماني (GIZ ) والبنك الألماني لإعادة الإعمار والتنمية (بنك التنمية الألماني)، وبمشاركة مهندسي بلديات القطاع وطواقم وزارة الحكم المحلي وصندوق البلديات تم وضع خطة طارئة لمساعدة البلديات في قطاع غزة وكانت على النحو التالي:

-خطة المدى القصير والعاجل: وتهدف دعم البلديات لاستعادة الخدمات الحياتية والخدماتية العاجلة، من مياه الشرب والصرف الصحي وادارة النفايات الصلبة الناتجة عن العدوان، ازالة الانقاص من المناطق الحيوية الحرجة وهذا يتطلب إجراءات فورية وعاجلة والدعم المباشر للنفقات الضرورية مثل الوقود وقطع الغيار والمواد اللازمة هذا بجانب استعادة المرافق الادارية على الاقل في البلديات خلال فترة العدوان وبعده مباشرة تم التواصل مع المانحين و نجحت الجهود في توفير 22,5 مليون دولار للبلديات لمواجهة آثار العدوان و الوضع الطارئ في القطاع.

-خطة متوسطة الاجل من 3-6 شهرا: وتتمحور حول تنشيط الخدمات الاساسية وجمع النفايات الصلبة واعادة تدويرها وتأهيلها، فتح الطرق وازالة الانقاض المتبقية واصلاح جميع شبكات المياه المستخدمة للشرب وشبكات الصرف الصحي بالتعاون مع مصلحة بلديات الساحل. مسح الاراضي وانارة الشوارع.

-خطة المدى الطويل من 12شهرا: جلها يتمحور حول التخطيط العمراني الحضاري للقطاع، اعادة تأهيل شبكات الطرق والشوارع، تنشيط قاعدة الايرادات من اسواق، حدائق عامة ...الخ وانتهاء بإعادة بناء مرافق البلدية.

ان صندوق تطوير واقراض البلديات من اهم المؤسسات التي اقيمت لخدمة المواطنين في فلسطين وهو الداعم الاساسي لقطاع البلديات ويواصل الصندوق مهماته التطويرية للبلديات رغم الصعاب التي اعترضت جهده على مدى سنوات واهمها الحروب التدميرية التي توالت على قطاع غزة في السنوات الخمسة الاخيرة.