بلدية نابلس تعقد محاضرة بعنوان "اضواء على ذكريات المحامي خليل القرة"
نشر بتاريخ: 22/12/2014 ( آخر تحديث: 22/12/2014 الساعة: 10:57 )
نابلس- معا عقدت بلدية نابلس محاضرة ثقافية حول شخصية المحامي خليل القرة، احد ابناء مدينة نابلس ومن الشخصيات البارزة في القرن العشرين.
وعقدت المحاضرة في قاعة مركز الطفل الثقافي التابع لبلدية نابلس، والقاها الكاتب والداعية زهير الدبعي، بحضور حشد كبير من ممثلي المؤسسات المحلية ورجال الدين المسلمين والمسيحيين وعائلة الراحل القرة والمهتمين.
وقال الدبعي ان هذه المحاضرة تاتي في ظلال الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، مبينا ان سابا القرة نجل الراحل خليل القرة احضر له قبل 14 عاما مجموعة من الدفاتر التي تحتوي ذكريات والده الراحل، وطلب منه الاستفادة منها في اصدار كتاب يؤرخ لسيرة الراحل.
واوضح ان الذكريات تعرض صورا من الحياة في نابلس وبيروت وغزة ويافا خلال النصف الاول من القرن العشرين، وتشمل عدة محاور، وهي طفولته، وشبابه، واحتلال نابلس في ايلول عام 1918، وعمله بالادارة الانجليزية في جنين ثم نابلس ثم غزة ثم الناصرة ثم يافا ثم غزة وعودته الى نابلس الى ان استقال من الحكومة عام 1945 ودراسته للحقوق وعمله في مجال المحاماة.
كما تتناول ذكريات القرة صراعاته وجولاته في المحاكم والقضايا الجنائية وغير الجنائية التي حقق فيها نجاحا كبيرا، كما يتناول القرة في ذكرياته تفنيد الباطل الذي تقوم عليه الحركة الصهيونية.
ويذكر القرة في ذكرياته اسمه ونسبه وهو خليل بن ميخائيل بن خليل بن ميخائيل بن يوسف بن حنا قرة اليمني الغساني المنتسب الى قرة ابن هبيل، وقد ولد في حارة الغرب في البلدة القديمة في نابلس عام 1902، ودرس في مدرسة القس حنا القرة في حارة الياسمينة داخل البلدة القديمة، ثم انتقل لمدرسة فلتشر في البلدة القديمة أيضا، ومن ثم انتقل الى مدرسة الفرندز في رام الله، ثم درس في كلية الشويفات بلبنان وحصل منها على الدبلوم، واسس مدرسة للبنين فيما اسست اخته مدرسة للبنات داخل البلدة القديمة الا ان السلطات العثمانية اغلقتها بحجة انها تدرس اللغة الانجليزية باعتبارها لغة بريطانيا التي كانت في حالة حرب معها.
ولفت الدبعي الى ان القرة خلال فترة دراسته ورغم صغر سنه كان يعمل في التجارة فكان يتاجر بالتحف والانتيكا.
ويتناول القرة في ذكرياته احوال مدينة نابلس ابان الحرب العالمية الاولى، والاجراءات التي فرضتها السلطات العثمانية والتي فاقمت من احوال الناس، كما تحدث عن ثورة القسام عام 1935 وعن ثورة عام 1938 .
ويستعرض القرة اهم انجازاته ومنها انشاء متنزه غرب مدينة نابلس في منطقة جبل المغارة التي اقيم عليها حديثا الحرم الجامعي الجديد لجامعة النجاح الوطنية في الجنيد، وكذلك مساهمته في تأسيس نقابة المحامين، ومحاولته تأسيس جمعية لتزويج الشباب.
ويتناول القرة في جانب من ذكرياته وعد بلفور، ويفند الدعاوي الصهيونية التي تحاول الرجوع الى التفسيرات المحرفة للتوراة لاثبات حق لها بهذه البلاد.
واشار الدبعي الى معلومة هامة حول دور الراحل القرة في اقرار قانون الوصية الواجبة بالميراث للاحفاد الذين يتوفى والدهم قبل جدهم، مبينا ان القرة راسل شيخ الازهر حول هذا الموضوع واستطاع اقناعه باصدار فتوى بهذا الامر، واصبح هذا القانون جزءا من قانون الاحوال الشخصية الذي لا زال العمل ساريا به حتى اليوم.
من جانبه، اكد نائب رئيس بلدية نابلس خليل عاشور على اهمية هذه المحاضرات التي تلقي الضوء على تاريخ شخصيات تاريخية تركت بصمات هامة وتجهلها الاجيال الجديدة.
اما الاب يوسف سعادة، فشكر بلدية نابلس على مبادرتها لعقد هذه المحاضرات، ودعا الى اصدار مؤلفات تؤرخ لابرز الشخصيات النابلسية.
بدوره، دعا القس ابراهيم نيروز الى اهمية الاشارة الى الجهد الذي قام به المسيحيون وكافة الديانات الاخرى في اثراء الحضارة العربية الشرقية.
اما سابا القرة، نجل الراحل، فقال ان علاقته هو واخوته بأبيهم كانت علاقة صداقة بالاضافة الى الابوة، واضاف: "دائما كان والدي ينصحنا بأن نكون مواطنين صالحين، وتربيته لنا حققت النجاح، وكلٌ منا قام بدوره المطلوب منه تجاه وطنه".
وشكر حفيد الراحل، مدير عام المستشفى الانجيلي العربي الدكتور وليد سابا القرة، بلدية نابلس ممثلة برئيسها المحامي غسان الشكعة واعضاء المجلس البلدي على رعايتهم لعقد هذه المحاضرات التي تذكر الاجيال الشابة بتاريخ اجدادهم.