مهرجان تأبيني للقائد الوطني هشام أبو غوش بغزة
نشر بتاريخ: 24/12/2014 ( آخر تحديث: 24/12/2014 الساعة: 20:38 )
غزة- معا - نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الأربعاء، مهرجاناً تأبينياً حاشداً للقائد الوطني هشام أبو غوش عضو المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة غزة.
وحضر المهرجان حشد واسع من القيادات الوطنية والإسلامية وممثلي مؤسسات حقوق الإنسان، وشبكة المنظمات الأهلية وعلى رأسها محسن أبو رمضان والنقابات المهنية والعمالية واللجان الشعبية للاجئين في كافة مخيمات القطاع، والوجهاء والمخاتير ومئات المواطنين وكوادر الجبهة الديمقراطية.
وعدد الدكتور رياض الخضري في كلمة القاها نيابة عن الرئيس محمود عباس فيها مناقب القائد الراحل هشام أبوغوش ودوره الكبير في مراحل عمله النضالي، حيث كان مثالاً للمناضل والمدافع عن شبعه ووطنه لتحريره من براثن الاحتلال الإسرائيلي البغيض.
وأضاف الخضري: أن أبو غوش لعب دورا بارزاً في الدفاع عن مؤسسات الشرعية والقرار الفلسطيني المستقل حتى ارتقى شهيداً فجر يوم الثلاثاء الموافق الرابع عشر من أكتوبر لعام 2014 بعد صراعه المرير مع المرض .
وأوضح الخضري أن أبو غوش كان مناضلا وشريفا من خيرة أبناء الجبهة الديمقراطية حيث قاوم الظلم ورفض الإهانة دون أن يحني رأسه لأحد، مُشدداً على أن شبعنا الفلسطيني اليوم بحاجة ماسة للصفات والروح الوطنية والشجاعة التي كان يتمتع بها هذا الرجل في مواجهته للمخاطر والتحديات الإسرائيلية التي كانت تجري من حوله.
وحيا الخضري روح الشهيد أبو غوش ورفاقه في الجبهة الديمقراطية، داعيا إياهم لضرورة السير على خطاه وصولاً إلى تحرير الوطن وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
من جهته أشار طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
إلى التحديات الثلاثة التي تواجه الحركة الوطنية الفلسطينية والمتمثلة، بكيفية التقدم نحو استعادة الوحدة الداخلية، ومجابهة احتمالات مخاطر تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومواجهة تحديات أفق انسداد العملية السياسية بالرعاية المنفردة للإدارة الأمريكية.
وقال أبو ظريفة: إن أولى هذه التحديات تتمثل بكيفية التقدم نحو استعادة الوحدة الداخلية بعد أن تبدت النتائج الكارثية للانقسام في أكثر من محطة فاصلة آخرها عدوان "الجرف الصامد" على القطاع، حيث ظهرت المفارقة الصارخة بين الوحدة في الميدان حيث تدور المواجهة والفرقة في القرار حيث تُرسم السياسة، لافتاً إلى أن حالة الانقسام هذه لم تفلح على غرار تشكيل الوفد الموحد للمفاوضات وقبلها تشكيل حكومة التوافق الوطني في وضع الحالة الفلسطينية على سكة استعادة الوحدة.
وأشار أبو ظريفة إلى أن تعثر عملية المصالحة عكست نفسها سلباً وألحقت ضرراً شديداً على ملفات وطنية كبرى وعلى قطاع غزة، خاصةً إعاقة عملية إعادة الإعمار وفك الحصار وتطوير العلاقة مع مصر إلى جمود عمل الوفد الموحد وإضعاف القضية الوطنية الفلسطينية.
وقال أبو ظريفة:" نرحب بتشكيل حكومة التوافق الوطني لجنة لاستلام معابر غزة وندعو لتحقيق ذلك فوراً بما يساعد على فتح الطريق لفك الحصار وإعادة الإعمار مع تأكيدنا على ضرورة عزل هده المسائل والقضايا الحياتية والمعيشية للمواطنين عن قضايا الانقسام وتوحيد الجهود لإسقاط خطة سيري، وفتح جميع المعابر لدخول مواد الإعمار، من أجل قيام كل الجهود لوفاء الدول المانحة في مؤتمر القاهرة بالتزاماتها المالية والتي لم يصل منها حتى الآن سوى 2% من إجمالي التعهدات لإعادة إعمار 96 ألف بيت مدمر كلياً أو جزئياً أو متضرر، والعمل على إجراء حوار فلسطيني مصري لتأمين مصالح الطرفين وفتح معبر رفح بشكل دائم وخلاص شعبنا من الإذلال والمعاناة والعذاب".
ودعا إلى تشكيل هيئة وطنية في قطاع غزة لمساعدة الحكومة في إنجاح خطة إسقاط الحصار وإعادة إعمار ما دمره عدوان الاحتلال.
ودعا لاستخلاص العبر من فشل الطرفين (فتح وحماس) في حل ثنائي لقضية الانقسام لافتقادهما الإرادة السياسية وتغليبهما المصالح الفئوية على حساب المصالح الوطنية العليا، وسرعة انجراف الطرفين نحو احتراب إعلامي، مما يؤكد ضرورة سلوك طريق آخر لعملية المصالحة بإحالة موضوع إنهاء الانقسام إلى اللجنة العليا لتطوير وتفعيل منظمة التحرير بما في ذلك وضع آليات جديدة لإزالة العقبات التي تقف في طريق المصالحة، ودعوة الطرفين إلى القبول بالنقاط الخمسة التي طرحتها الفصائل الوطنية نحو طريق المصالحة، وتطوير حكومة التوافق الوطني نحو حكومة وحدة وطنية.
وأوضح القيادي في الجبهة الديمقراطية أن التحدي الثاني يتمثل بمجابهة احتمالات مخاطر تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في خضم المعركة الانتخابية الإسرائيلية والصراع على أصوات الناخبين في مجتمع إسرائيلي تتصاعد به اتجاهات التطرف اليميني مما يستدعي التوحد على إستراتيجية دفاعية وتشكيل جبهة مقاومة وطنية موحدة بغرفة عمليات عسكرية مشتركة ومرجعية سياسية موحدة بيدها قرار الحرب والسلم بما يصون المقاومة والدفاع عن شعبنا الفلسطيني وحمايته.
ونوه إلى أن التحدي الثالث والمتمثل بمواجهة تحديات أفق انسداد العملية السياسية بالرعاية المنفردة للولايات المتحدة الأمريكية مما يتطلب بدايةً التوقف عن المشاورات الهادفة لعرض المشروع الفلسطيني العربي على التصويت في مجلس الأمن، أو المطعم بالمشروع الفرنسي البريطاني، غير قابل أساساً للإصلاح.
ودعا القيادي في الجبهة الديمقراطية إلى سحب المشروع فوراً ودون تأخير من التداول لخطورة ما جاء في هذا المشروع من تنازلات هابطة عن قرارات الشرعية الدولية، وعبارات غامضة، ومواقف غير متوافق عليها فلسطينيا، فيما يتعلق بتبادل الأراضي والقدس واللاجئين والاستيطان وسوى ذلك، فضلاً عن كونه يؤسس لعملية سياسية جديدة، بشروط أسوأ من تلك التي انحكمت لها العملية السياسية السابقة.
كما دعا إلى التوقف عن الاستفراد المؤذي والدعوة بدلاً من ذلك إلى حوار فلسطيني وطني شامل، على أعلى المستويات، في إطار الهيئة الوطنية العليا، للاتفاق على طبيعة المرحلة القادمة، وعلى إستراتيجية سياسية كفاحية فلسطينية، لمواجهة استحقاقات هذه المرحلة، ومتطلبات الصمود في مواجهتها، وبما يكفل الحفاظ على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني، ووحدة حقوق شعبنا المشروعة غير القابلة للتصرف، ومواصلة العملية الكفاحية، من أجل الخلاص من الاحتلال وكل مظاهره (الاستيطان، الأسرلة، التهويد، التبعية الاقتصادية، التنسيق الأمني..) وتمكين شعبنا من تقرير مصيره بنفسه، على أرض وطنه، بما يكفل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 67 وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها، باعتباره الحل العادل الذي كفله وأقره القرار 194.
وألقى خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي كلمة القوى الوطنية والإسلامية، واصفاً أبو غوش بالرجل العظيم وأحد قادة الشعب الفلسطيني، الذين عملوا بجد واجتهاد لنصرة القضية الفلسطينية، حيث كان من خيرة الشهداء الذين قدموا لفلسطين وشعبها دون ملل أو تعب في مرحلة هامة من تاريخ الشعب الفلسطيني، في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها، داعيا في الوقت ذاته إلى تجميع كل قوى وطاقات شعبنا للوقوف صفا واحداً في مواجه كل الصعوبات التي تعتري القضية الفلسطينية.
ودعا حبيب، كافة الفلسطينيين لمغادرة مربع الانقسام البغيض الذي جعلنا عرضة لاعداءنا لكي يفرضوا شروطهم على شعبنا مستغلين حالة التفرق والضياع السائدة بين أبناء الشعب الواحد .
وأعرب حبيب عن تخوفه من ضياع ما حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة على مدار واحد وخمسين يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة والذي بدأ يتبدد نتيجة حالة الانقسام المريرة التي أدت إلى توقف إعادة الإعمار وعدم إدخال مواد البناء للقطاع.
وطالب بسرعة العمل والتحرك لمعالجة أسباب هذا الانقسام والبحث في معالجة أسبابه للخروج من هذه الأزمة عبر الحوار الوطني الشامل لاستكمال مناقشة باقي القضايا المتعلقة بمصير الوطن والمواطن ولمواجهة المشروع الإسرائيلي الجاثم على الأرض.