الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محمد دحلان...أجب!!! بقلم: توفيق أبو خوصة

نشر بتاريخ: 23/08/2007 ( آخر تحديث: 23/08/2007 الساعة: 17:23 )
شاء من شاء وأبى من أبى...من اتفق أو إختلف ...من يحب أو يكره..فإن عودة محمد دحلان عضو المجلسين التشريعي والثوري بعد رحلة علاجية طويلة وفي ظروف مختلفة ومعطيات جديدة للمسرح السياسي..تشكل نقطة اهتمام وتطلق العنان للتحليل والتأويل والاجتهاد بل و التساؤل ...ماذا بعد؟؟ خصوصاً أن محمد دحلان من الشخصيات الاشكالية على الساحة الفلسطينية..ويتمتع بحضور قوي ومؤثر حتى عندما لا يريد ذلك ولهذا أسباب كثيرة ولكن الأهم فيها أنه صنع لنفسه شخصية خارج القوالب النمطية المعروفة اكسبته حالة من الرمزية تختلف وتتفق معها او عليها..أما وأن هذه العودة من الرحلة العلاجية تأتي في ظروف مغايرة ترتبت على الانقلاب الدموي على الشرعية الفلسطينية في غزة وما صاحب ذلك من تداعيات واجتهادات واجراءات هنا وهناك...تتجه الانظار الى محمد دحلان الذي غيبه المرض في ذروة وأوج مرحلة خطيرة..حملت من الاتهامات والتشكيك والتشويه الشيئ الكثير ضده شخصياً ..البعض منها فتحاوي والأغلب تولت حركة حماس بكل آلتها السياسية والاعلامية القيام به سابقاً ولاحقاً..

إذاً الكرة في ملعب محمد دحلان ومطلوب منه تقديم اجابات واضحة وصريحة لجمهوره وناخبيه...ولعل رحلة العلاج كان فيها من الوقت والامكانية لمراجعة واعادة النظر في الآداء والاساليب والشخوص التي حكمت الصورة العامة له في المرحلة السابقة وما يحمله من رؤية وافكار وما يرنو اليه من اهداف وتطلعات على كل المستويات التنظيمية والجماهيرية والوطنية...بالرغم من الادراك الطبيعي بأن عودة دحلان الى الساحة تقود مباشرة الى اطلاق حروب صغيرة في اغلبها تقوم من منطلقات شخصية وشللية وبعضها تنظيمي تنافس في المحيط الفتحاوي حتى وإن تم تغليفها بشعارات متعددة حسب طبيعة أصحابها وغاياتهم وبالمقابل فإن أبواق حماس الاعلامية أيضاً ستعود فوراً إلى توجيه مهام حقدها الدفين بالتخوين والتكفير وكل الاساليب التي اسقطتها تداعيات الانقلاب الدموي لحماس في غزة...وكانت سبباً في تصاعد شعبية محمد دحلان بين الجمهور وعلى النقيض اعتقاد البعض بضرورة شطبه من المعادلة السياسية تكتكياً أو إستراتيجياً بالرغم من غيابه الطويل عن الساحة...بالرغم من أنه شكل عنواناً لتحدي واستفزاز الانقلابيين ومليشياتهم الارهابية ليس على مستوى الفتحاويين بل على صعيد المواطنين .العاديين...بالاضافة الى ثبوت ما رفعه من شعار بأن حماس لا تستهدف فئة بعينها في فتح بل تسعى الى ضرب واجتثاث وملاحقة كل ما هو فتحاوي والقضاء على المشروع الوطني برمته وإعادة صياغته وفق رؤية حزبية وإنقلابية قاصرة مرتبطة بأجندات إقليمية عابثه ...وشئنا أم أبينا ظل دحلان يمثل عنواناً لموجهة مخطط حماس المشبوه في الانقلاب على السلطة الشرعية...

مرة اخرى ...مطلوب اجابات..مع تمنياتنا بان يكون محمد دحلان قد تعافي أيضاً من بعض الآداء والأدوات التي شكلت عبئاً في المرحلة الماضية ويفتح صفحة جديدة على مستوى التحدي...مع تهانينا بالعودة والسلامة ...