الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"هآرتس" تكشف الخطط الشيطانية لوزير الجيش الاسرائيلي في الخمسينيات تجاه غزة وسوريا

نشر بتاريخ: 23/08/2007 ( آخر تحديث: 23/08/2007 الساعة: 20:17 )
بيت لحم-معا- نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية مقتطفات من دفتر يوميات ثاني رئيس وزراء لدولة اسرائيل واول وزير خارجية "موشيه شاريت" تناول فيها الجوانب الشيطانية في شخصية وفكر وزير الجيش انذاك بنحاس لافون .

وجاء في دفتر يوميات شاريت الذي وصفته الصحيفة بالاسطورة ان وزير الجيش بنحاس اصدر خلال شهر كانون ثاني من عام 1955 اوامره بنشر بكتيريا سامة في قطاع غزة وسوريا الا ان القادة العسكريين رفضوا هذا الامر .

وتحدث شاريت في معظم الاجزاء التي حذفت من دفتر يومياته ونشرت هآرتس اليوم " الخميس " لاول مرة عن وزير الجيش حيث كتب في يوم 25/1/1955 " أثبت لافون أن ثمة مزايا شيطانية في طبعه وفي عقليته لقد خطط لأعمال وحشية ولكنها منعت بفضل تمرد رؤساء الأركان رغم استعداد هؤلاء لكل عمل مغامر".

واضاف شاريت "كان موشي ديان على استعداد لاختطاف طائرات واختطاف ضباط من القطارات، إلا أنه ذهل من اقتراحات لافون حول ما يتوجب القيام به في غزة وحتى رئيس الأركان مردخاي مكليف الذي طلب إذنا بقتل الرئيس السوري اديب الشيشكلي تردد حينما كلفه لافون بنشر بكتيريا سامة في المنطقة السورية المنزوعة من السلاح ".

ونقل شاريت يوم 29/7/1954 عن شمعون بيرس قوله إنه أخبر غولدا مئير أن لافون لم يكتف بتنفيذ أعمال إرهابية في مصر بل أمر بقصف عدة عواصم في الشرق الأوسط من بينها بغداد "كي يكون الجو سعيدا في الشرق الأوسط" .

وحسب شاريت أدرك بن غوريون أنه أخطأ حينما عين لافون وزيرا للأمن حيث جاء في رسالة وجهها لشاريت يوم 28/ 10/ 1960 " لافون، هكذا أخبروني أمر بضرب القنصلية البريطانية من أجل دب الخلاف بين بريطانيا والأردن وموشي ديان ألغى الأمر".

وجاء في مقطع اخر من يوميات شاريت " في 11 /3/ 1956 أحضر لافون وحدة مظليين إلى القدس وحدد لها مهمة ما في حال منع الأردنيون دخول القافلة التي تتوجه كل أسبوعين إلى "هار هتسوفيم" وفق اتفاقية وقف إطلاق النار منذ عام 1946وهي مهاجمة واحتلال ضاحية الشيخ جراح والاهتمام بالوصول إلى منزل القنصل المصري الذي يسكن الحي وقتله الامر الذي اعتبره شاريت وحشيا وغير مقبول فدخل على رئيس الوزراء حينها "بن غريون" الذي لم يكن يعرف هو الاخر شيئا عن الامر ".

واضافت شاريت ان القوافل المذكورة كانت تهدف الى تزويد رجال الشرطة المكلفين بحماية الجامعه العبرية باحتياجاتهم الا انها كانت تحتوي على اسلحة بين الصناديق وان رجال الشرطة كانوا عبارة عن جنود متنكرين بزي الشرطة ليس الا .

وحول طرق فبركة القضايا والحجج قال شاريت ان مسؤولين في وزارة الخارجية طلبوا فبركة اثار اقدام مخربين تقود الى الحدود اللبنانية وقالوا ان ذلك الامر يحدث في الجيش الذي قام بمثل هذه الفبركات سابقا .

وتشير اليوميات الى العلاقة الوثيقة التي ربطت شاريت بالمسؤول عن جهاز الامن الداخلي " الشاباك " في ذلك الوقت يسرئيل هرئيل حيث سأله شاريت في يوم 23/6/1965 عن حقيقة الطرود المفخخه التي قتلت ملحقين عسكريين مصريين في غزة والاردن فأجابه "عملياتنا حققت نجاحا مفاجئا وتحفظ هرئيل عن ذكر الطريقة التي نفذت فيها لأن ذلك من شأنه حسب رأيه أن يبرر أعمالا إرهابية لتمكن الاجهزة الامنية من توفير الحماية منها وستكلفها ثمنا باهظا حسب ما خلص اليه شاريت خلال المحادثه المذكورة ".

واتهم شاريت في يومياته المخابرات الاسرائيلية بالتنصت على هاتف رئيس الوزراء بن غريون حيث كتب يقول "يبدو أنهم تنصتوا على مكالمات السياسيين الهاتفية مع بن غوريون لقد أصبح لدي الآن قناة هامة لمعرفة تفكير بن غوريون".

ويكشف شاريت في يومياته النقاب عن زيارة رئيس حزب الأمة السوداني عبد الرحمن المهدي إلى إسرائيل ولقائه معه ومع بن غوريون وغولدا مئير ويقول أن السوداني شرح للإسرائيليين أن لديهم عدوا مشتركا هو الرئيس المصري جمال عبد الناصر مضيفا بانه اي شاريت تعهد لرئيس حزب الامة بمبلغ مالي لشراء ماكينة طباعة وبإرسال شخص لفحص إمكانية فتح بنك في الخرطوم ".

وبعد أيام من اجتماعه برئيس حزب الامة كتب شاريت " أخشى أن نكون قد تورطنا بدأنا مع محدثنا من حزب الأمة بأمور بسيطة ووصلنا إلى صفقات كبيرة الآن يتطلب منا تجنيد اعتماد مالي بمبلغ كبير لزراعة القطن لزعيم الأمة سيد عبد الرحمن المهدي والأمر سيسبب خسائر لحكومة إسرائيل من الواضح أننا لن نستطيع منح الضمانات ولكن رفضنا سيتسبب في خيبة أمل".

وفضح شاريت التعاون النووي بين اسرائيل وامريكا حيث وصل إلى مكتبه صباح 18 /5/ 1955 يحتوي على نص اتفاقية للمساعدة في الأبحاث النووية قدمتها الولايات المتحدة وكتب في يومياته " الولايات المتحدة عقدت اتفاقا مماثلا مع تركيا و إذا استجبنا للعرض سنكون الدولة الثانية التي تدخل معها بمثل هذه الشراكة التي ستزيد من مكانة إسرائيل واحترامها وأهميتها ، اتصلت مع بن غوريون ودخل فورا إلى غرفتي قرأنا الاتفاقية ولم نجد فيها ما يمنع التوقيع، إذ لم تتضمن أي شي يقيدنا".

وختمت "هارتس" مقتبساتها من يوميات شاريت باعترافه بتفجير الجيش الاسرائيلي بئرا للماء لاتهام الفدائيين بذلك لتبرير رد الفعل الاسرائيلي وقال " بعد ستة أسابيع من حرب 1956 قال لي ابني حاييم الذي كان جنديا في الجيش: قبل يوم أو يومين من الحرب فجرنا بأيدينا بئر ماء في منطقة نيريم لنقول أن الفدائيين هم من قاموا بذلك من أجل تبرير رد فعلنا".