كأس آسيا تطورت تدريجيا عبر ستة عقود وتبحث عن سطوع جديد خارج القارة
نشر بتاريخ: 30/12/2014 ( آخر تحديث: 30/12/2014 الساعة: 21:51 )
بيت لحم - معا : فكرة انطلقت من مانيلا لتنير سماء كرة القدم الأسيوية عبر 15 نسخة أقيمت حتى الآن وتوج بلقبها سبعة منتخبات مختلفة وسط تدرج رائع في المستوى لتتحول إلى واحدة من أبرز البطولات على مستوى العالم.. هكذا يمكن تلخيص تاريخ بطولات كأس آسيا لكرة القدم والذي يمتد لنحو ستة عقود منذ انطلاق فعاليات النسخة الأولى في عام 1956 .
وعلى مدار العقود الستة ، شهدت البطولة تطورا هائلا في مستواها لتتحول من بطولة قاصرة على عدد محدود من المنتخبات إلى منافسة شرسة بين 16 منتخبا مما يجعلها البطولة الأبرز في القارة الأكبر على مستوى العالم.
ومع تأسيس الاتحاد الأسيوي للعبة في عام 1954 واجتماع الدول المؤسسة للاتحاد في العاصمة الفلبينية مانيلا ، كانت إقامة هذه البطولة من بين أبرز الأفكار التي طرحت لتطوير اللعب في القارة.
ولم يستغرق تنفيذ الفكرة وخروجها إلى حيز التنفيذ وقتا طويلا حيث انطلقت النسخة الأولى في عام 1956 وأقيمت نهائيات البطولة في هونج كونج لتصبح ثاني أقدم بطولة قارية فلم يسبقها سوى بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا التي انطلقت قبلها بأربعة عقود فيما بدأت بطولات كأس الأمم الأفريقية في 1957 وكأس الأمم الأوروبية في 1960 ) .
ولم تكن البطولة ، في نسخها الأولى ، بالقدر المطلوب من القوة والاهتمام حيث اقتصرت مثل غيرها من البطولات الجديدة على عدد محدد من المنتخبات المشاركة لكنها شهدت على مدار تاريخها حتى الآن تبادلا للهيمنة والسيطرة على لقبها بين مناطق مختلفة من القارة حيث توج منتخب كوريا الجنوبية بلقب أول نسختين وتبعه المنتخب الإسرائيلي بلقب البطولة الثالثة ثم أقصي بعدها بعشر سنوات من عضوية الاتحاد الأسيوي للعبة.
وسيطر المنتخب الإيراني على اللقب في البطولات الثلاث التالية لكأس آسيا قبل أن تنتقل الهيمنة على اللقب في البطولات الثلاث التالية لغرب القارة عن طريق منتخبي الكويت والسعودية.
وبعدها دانت السيطرة للمنتخب الياباني الذي توج باللقب في أربع من آخر ست نسخ للبطولة ولم يقطع سيطرته على اللقب سوى منتخبي السعودية في 1996 والعراق في 2007 .
وبعد البداية المتواضعة للبطولة ، جاءت مشاركة المنتخبات الخليجية في بطولات كأس آسيا منذ النسخة الخامسة في تايلاند عام 1972 لتغير ملامح البطولة وتضاعف من قوتها والاهتمام بها بعدما نجحت الاتحادات العربية في إقصاء إسرائيل من عضوية الاتحاد الأسيوي.
ولم تستغرق منتخبات الخليج وقتا طويلا لتأكيد حضورها القوي في البطولة حيث بلغ المنتخبان الكويتي والعراقي المربع الذهبي في النسخة التالية عام 1976 في إيران واحتل الأزرق الكويتي المركز الثاني اثر هزيمته صفر/1 فقط في المباراة النهائية أمام المنتخب الإيراني الذي أحرز لقبه الثالث على التوالي ليصبح أول منتخب يتوج باللقب الأسيوي ثلاث مرات فيما أحرز المنتخب العراقي المركز الرابع بهزيمته بنفس النتيجة أمام نظيره الصيني في مباراة تحديد المركز الثالث.
وتقدم المنتخب الكويتي خطوة جديدة في البطولة التالية وأحرز اللقب في النسخة السابعة التي استضافتها بلاده عام 1980 ليصبح أول منتخب عربي يحرز اللقب الأسيوي ويفتح الطريق أمام هيمنة خليجية تامة على اللقب في الثمانينيات من القرن الماضي حيث توج المنتخب السعودي باللقب في النسختين التاليتين في عامي 1984 بسنغافورة و1988 بقطر.
واستغل المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) إقامة البطولة في بلاده عام 1992 وتوج بلقبه الأول في أول ظهور له بنهائي البطولة علما بأنه تغلب في النهائي على نظيره السعودي الذي ظهر في النهائي للمرة الثالثة على التوالي.
ولكن الأخضر السعودي استعاد اللقب في النسخة التالية التي أقيمت في أحضان جارته الإمارات حيث شهدت النسخة الحادية عشر أول نهائي عربي خالص للبطولة وانتهت المباراة بالتعادل السلبي قبل أن تمنح ركلات الترجيح اللقب للمنتخب السعودي.
وظهر الأخضر في النهائي للمرة الخامسة على التوالي في نهائي البطولة ولكنه خسر لقب النسخة الثانية عشر عام 2000 في لبنان وذلك أمام المنتخب الياباني أيضا وبنفس النتيجة التي خسر بها في نهائي 1992 وهي صفر/1 .
وكرر المنتخب الياباني الإنجاز في البطولة التالية عام 2004 والتي استضافتها الصين وتوج بلقبها المنتخب الياباني بعد عامين من استضافة بلاده بطولة كأس العالم 2002 بالتنظيم المشترك مع جارتها كوريا الجنوبية.
وأحرز محاربو الساموراي اللقب بالتغلب على التنين الصيني 3/1 في المباراة النهائية للبطولة.
وشهدت النسخة التالية (الرابعة عشر) عام 2007 المشاركة الأولى للمنتخب الأسترالي في البطولة اثر انضمام الاتحاد الأسترالي إلى الاتحاد الأسيوي للعبة في 2006 .
ورغم إقامة هذه النسخة في جنوب شرق آسيا حيث استضافتها إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام بالتنظيم المشترك ، عادت هيمنة غرب القارة على اللقب وشهدت البطولة النهائي العربي الثاني في تاريخها ببلوغ المنتخبين العراقي والسعودي المباراة النهائية.
وتغلب المنتخب العراقي (أسود الرافدين) على المصاعب التي واجهته قبل البطولة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في بلاده بعد الغزو الأمريكي وتوج بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه بالفوز 1/صفر في النهائي على نظيره السعودي الذي ظهر في النهائي للمرة السادسة.
وانقلبت الأوضاع إلى النقيض تماما في النسخة الخامسة عشر التي استضافتها قطر في 2011 ولكنها لم تشهد تأهل أي منتخب عربي إلى المربع الذهبي للبطولة وذلك للمرة الأولى منذ نسخة 1976 .
وتوج المنتخب الياباني بلقب البطولة لينفرد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب برصيد أربعة ألقاب.
وجاء تتويج الفريق باللقب اثر تغلبه على المنتخب الأسترالي العنيد بهدف نظيف في الوقت الإضافي للمباراة النهائية التي شهدت أول ظهور للمنتخب الأسترالي في نهائي البطولة وذلك في مشاركته الثانية فقط بكأس آسيا.
وكان وصول المنتخب الأسترالي لنهائي البطولة دعما قويا للفريق قبل استضافة بلاده البطولة المقبلة والتي تقام من التاسع إلى 31 من يناير المقبل بمشاركة منتخبات اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية التي فازت بالمراكز الثلاثة الأولى في البطولة الماضية ومنتخبات البحرين والسعودية والإمارات وقطر وعمان والكويت والعراق والأردن وإيران وأوزبكستان والصين التي تأهلت عبر التصفيات ومنتخبي فلسطين وكوريا الشمالية الفائزين بآخر نسختين لبطولة كأس التحدي.
وتشهد البطولة للمرة الأولى مشاركة أكثر من تسعة منتخبات عربية تخوض المنافسة على لقب القارة التي يقطنها أكثر من نصف عدد سكان العالم كما أنها المرة الأولى التي تقام فيها فعاليات البطولة خارج الحدود الجغرافية والسياسية للبطولة حيث تستضيفها القارة الأسترالية بعد أقل من عشر سنوات على انضمام الاتحاد الأسترالي إلى عضوية الاتحاد الأسيوي للعبة
د ب أ