الميزان يستنكر تقييد حرية العمل الصحفي.. والاعتداء على الصحفيين...ويطالب بالتحقيق في حادث اليوم
نشر بتاريخ: 24/08/2007 ( آخر تحديث: 25/08/2007 الساعة: 00:18 )
غزة- معا- استنكر مركز الميزان لحقوق الانسان، ما اقدمت عليه القوة التنفيذية، بعد ظهر اليوم الجمعة، من اعتقال أربعة صحفيين، قبل أن تفرج عنهم لاحقاً، والاعتداء على عدد أخر منهم، بالاضافة لمصادرة كاميرات بعضهم.
وقال مركز الميزان في بيان له وصل" معا" نسخة عنه:"انه وحسب تحقيقات المركز، فقد تواجد الصحفيون لتغطية صلاة الجمعة التي دعت حركة فتح لأدائها ظهر الجمعة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، وبعد انتهاء الصلاة انطلقت مسيرة حاشدة ضمت آلاف المشاركين، باتجاه ميدان فلسطين، وكانت سلمية تخللها هتافات للرئيس محمود عباس وللنائب محمد دحلان وسميح المدهون، وعندما وصلت المسيرة إلى تقاطع شارع الجلاء مع شارع عمر المختار، بالقرب من مجمع الأجهزة الأمنية الرئيس (السرايا)، قام بعض الصبية برشق مقر السرايا بالحجارة".
وأفاد شهود عيان للمركز من بينهم مصورين صحفيين، "أن عدداً كبيراً من الشبان من أعضاء حركة فتح المشاركين حاولوا جاهدين ملاحقة الصبية ومنعهم من إلقاء الحجارة، ومن ثم دعوا إلى أن تتجه المسيرة إلى شارع الجلاء لإبعادها عن محيط السرايا، وتجنب الاحتكاك مع القوة التنفيذية، إلا أن الأخيرة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بغزارة في الهواء لتفريق المسيرة، وأخذ عناصرها يلاحقون الصبية واحتجزوا عدداً منهم، قبل أن يشرعوا في ملاحقة المصورين الصحفيين لمنعهم من تغطية الحدث".
وفي هذا السياق، "احتجزت القوة خالد بلبل، مصور تلفزيون فلسطين الذي تعرض للإهانة والضرب قبل أن يحتجز داخل السرايا، ولاحقت قوة أخرى يلبس أفرادها زياً مدنياً ويشهرون مسدسات ويستقلون سيارة خضراء اللون من نوع (ماغنوم)، الصحفيين محمد البابا، مصور وكالة فرانس برس، ومصطفى البايض، مصور قناة روسيا اليوم، وإبراهيم دهمان، مصور القناة الفرنسية الثانية، قبل أن تحتجزهم في السرايا".
هذا وحسب إفادة شهود العيان من الصحفيين، "فإن البابا تعرض للضرب، حيث شوهد البابا وهو محتجز داخل جيب من نوع (ماغنوم) يعود للقوة التنفيذية، وأن الأخير أخرج رأسه وصرخ مستغيثاً فما كان من أحد أفراد القوة التنفيذية إلا أن عاجله بصفعة على وجهة. كما تم الاعتداء على عبد ربه عبد الرحمن شناعة، مصور وكالة (رويترز) للأنباء، الذي تمكن من الهرب وأطلقت النيران فوق رأسه ومن حوله وفقاً لإفادته، فيما أعطبت كاميرته جراء محاولات أفراد من القوة التنفيذية الاستيلاء عليها، واحمد حسونة، مصور التلفزيون الألماني (ZDF) والتلفزيون الجزائري الذي تعرض للضرب بدوره وأعطبت كاميرته" حسب المركز.
هذا وجرى احتجاز الصحفيين الأربعة (البابا، بلبل، البايض، دهمان) في أحد المكاتب التابعة لقسم النشاط العام في القوة التنفيذية، وبعد ساعة من احتجازهم أخلي سبيلهم وأعادوا أشرطة التسجيل لهم، مطالبينهم بتقديم نسخ عن الأشرطة التي صورت الحدث للقوة. كما أفاد البايض أنهم رفضوا أن يسمحوا له أن يخرج شريط التسجيل بنفسه، وأخرجوه بطريقة غير سليمة ما أعطب الكاميرا.
وعبر مركز الميزان لحقوق الإنسان، عن تضامنه مع الصحفيين ودعمه لهم في أداء واجبهم المهني، مشددا على أهمية حماية حرية العمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية، بما يخدم قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، ويدين قذف الحجارة على السرايا، مجددا استنكاره لممارسات القوة التنفيذية، التي تقيد حرية العمل الصحفي، واستمرار الاعتداء على الصحفيين.
كما يستهجن تكرار هذا السلوك، على الرغم من تأكيدات مسئولي القوة التنفيذية والناطقين باسمها، على احترامها لحرية الصحافة وحرية العمل الصحفي، وأن ما يحدث من تجاوزات لا يعدو كونه أخطاء فردية، سيحاسب مرتكبوها.
والمركز يؤكد أن الصحافة الحرة والموضوعية، من شأنها أن تلعب دوراً تغييراً نحو الديمقراطية ومحاربة الفساد وفضح انتهاكات حقوق الإنسان، فيما الصحافة المقيدة والمسلوبة الحرية تلعب دوراً مغايراً، حيث تتحول إلى منابر لتأجيج الصراعات أياً كان طابعها.
وجدد المركز استنكاره الشديد لكل عمل أو ممارسة من شأنها أن تمس بحرية العمل الصحفي والحريات العامة في المجتمع، ولكل اعتداء يطال صحفي أثناء أداء واجبه المهني أو على خلفية عمله كصحفي، فإنه يطالب بوضع حد لتجاوزات القوة التنفيذية، والتحقيق في أحداث اليوم، ومحاسبة كل من يثبت تورطه من أفراد القوة التنفيذية سواء بالممارسة أو بإصدار الأوامر بهذا الخصوص.