الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هلال العاصمة يوحّدنا

نشر بتاريخ: 04/01/2015 ( آخر تحديث: 04/01/2015 الساعة: 20:38 )
بقلم : بدر مكّي
عاشت القدس يوماً مشهوداً يوم السبت الفائت، عندما خرج مئات الأفراد من المجموعات الكشفية في عرض كشفي، سلب الألباب وتحلّق من حول هذا العرض المهيب الآلاف من أبناء المدينة المقدّسة.

كان الهلال على الموعد كعادته في الاستحقاقات الكبيرة، في ذكرى مولد النبي الكريم وأشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

حمل هذا اليوم في ثناياه العديد من المعاني لعلّ أهمها وحدة النسيج الاجتماعي والوطني، حيث تواجد في العرض الكشفي كافة شرائح المجتمع المقدسي وكافة ألوان الطيف الفلسطيني، وأثبت العرض أن القدس عاصمتنا، حيث تواجد أبناؤها من كل حدب وصوب، في حين انكفأ المحتل وغادر المشهد.

في ذاك اليوم المشهود حلّق التلاحم الإسلامي المسيحي حيث تجرؤ النسور، وتواجد في اليوم الكبير أبناؤنا من فلسطين التاريخية وتقدّمهم أحمد الطيبي ضمير شعبنا في الداخل، وكذلك السلطة الفلسطينية ممثلة بوزيرها المهندس عدنان الحسيني، وابنها البار الدكتور باسم أبو عصب الذي يعمل بلا كلل من أجل المدينة، الذي يترأس نادي هلال القدس منذ عام ونيّف وقطع مشواراً طيباً في التحوّل إلى مؤسسة يعتدّ بها.

كانت كشّافة الهلال وصور باهر ومدرسة أحباب الله والقدس الشريف في العرض الكبير، الذي امتدّ من أمام بوابة نادي هلال القدس مروراً بشارع صلاح الدين والسلطان سليمان وباب العمود في الطريق إلى المسجد الأقصى، كانت القدس لنا وحدنا، واجتمع المولد والميلاد معاً، في إعلان غير مسبوق عن الوحدة بكل معانيها في معزوفة وطنية بامتياز.

شاهدت الطفل والشبل والزهرة والفتاة والمرأة، شيباً وشباباً، يحتفلون وهم يتذكرون العام الماضي، وقد كان صعباً ومرّاً على أبناء المدينة ومقدّساتها، وفيه سقط الشهيد وهدمت البيوت واقتحام متكرر للأقصى، ولكن المرابطين والمرابطات تألّقوا في الدفاع عن المدينة وأقصاهم.

رسالة العرض الكشفي وصلت .. هذه المدينة لنا وحدنا .. ويا وحدنا في الدفاع عنها، ومن هنا نطالب بالوحدة في العمل نصرة للمدينة، وحدة العمل في كافّة المجالات، والتأكيد على وحدة مفهوم هذا المفهوم، من خلال نكران الذات والعمل بروح الجماعة، لأن العمل في القدس يتّسع لنا جميعاً، وهذا جزء من الرد على الطارئين على هذه الأرض، ولإنّ الاعتماد على الذات سيكون له تأثيره بالمحافظة على المدينة، بدلاً من جلد الذات لأننا في رباط إلى يوم الدّين.

شكراً لنادي القدس ولرئيسه وهيئته الإدارية ورابطة الجمهور، والمجموعة الكشفية التي أبدعت وللجنة النظام التي نجحت، وكانت الأسرة الهلالية على قدر العزم، وهذا هو الهلال .. أعزّ حبيب.