النقب- ترقب وخوف من العاصفة الجوية في ظل تجاهل سلطات إسرائيل
نشر بتاريخ: 05/01/2015 ( آخر تحديث: 06/01/2015 الساعة: 02:10 )
بئر السبع - تقرير معا - تشهد قرى وتجمعات ومضارب المواطنين في النقب حالة من التوجس والخوف من تداعيات حالة الطقس في ظل الحديث عن العاصفة الجوية القادمة إلى البلاد يوم غد الثلاثاء.
ويزداد القلق في القرى والتجمعات مسلوبة الاعتراف، كونها لا تتوفر فيها أبسط مستلزمات الأمان في البيوت المكونة من الصفيح والخيام، والتي لا تكاد تقي أهلها برد الشتاء وحر الصيف.
الأمر الأخطر يتمثل في عدم ثبات مئات البيوت في تلك القرى والتجمعات أمام الرياح العاتية، التي يتوقع أن تصل سرعتها إلى أكثر من 90 كلم في الساعة، والتي ستجتاح المنطقة وفق توقعات هيئة الأرصاد الجوية، الأمر الذي يجعل مئات البيوت العربية في النقب في مهب الريح.
كما أن الوضع في البيوت وخاصة تلك التي تتواجد في القرى مسلوبة الاعتراف سيء للغاية، إذ لا تتوفر سبل التدفئة. ويزداد الأمر سوءًا وشراسة في ظل انعدام البنى التحتية في تلك القرى.
تخوف من كوارث انسانية
وقد أبدت مؤسسة النقب للأرض والانسان، في بيان وصلت نسخة عنه إلى معا ، تخوفها من وقوع كوارث إنسانية خلال العاصفة الجوية القادمة تتمثل بأضرار الصقيع والبرد الشديد على السكان العرب، لا سيما في القرى غير المعترف بها. والسيناريو الأسوأ، كما يقول رئيس المؤسسة صالح أبو سعد، يتمثل في ما أسمه "تطاير مئات البيوت بفعل الرياح العاتية المتوقعة هذه الأيام".
ويضيف أبو سعد قائلا: "نُدرك تماما معاناة أهلنا في هذا الجانب، سيما وأنّ العاصفة في شتاء العام المنصرم تركت آثارها الواضحة على أهلنا وتسببت لهم بأضرار جسيمة، حيث قامت مؤسسة النقب بحملة إغاثة لأهلنا المتضررين، أعدنا من خلالها بناء عشرات البيوت وقمنا بتوزيع المعونات الإنسانية للمئات من العائلات، حيث بلغت تكاليف الحملة نحو 200 ألف شيكل".
|311239|
"نقف إلى جانب أهلنا في النقب"
من جانبه، قال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي)، إنّ "الحركة الإسلامية بكافة امكانياتها ومؤسساتها وعلى رأسها مؤسسة النقب للأرض والانسان مهيأة ومستعدة لمواجهة العاصفة الجوية ونؤكد على ضرورة تعاون السلطات المحلية العربية في النقب ولجنة التوجيه العليا لعرب النقب معنا، لأن هذه العاصفة قد تترك الأضرار الشديدة وخصوصا في القرى غير المعترف بها ونحن مطالبون أن نجسد مشهد الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ولذلك فنحن ملزمون فورا أن نستعد لرعاية كل كبير وصغير ورجل وامرأة من أهلنا في النقب".
ويأتي ذلك في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية بتجاهل القرى غير المعترف بها من جهة، واستمرار أذرعها بهدم المنازل في النقب من جهة أخرى، حيث يشير الشيخ صلاح إلى أنّ "تجاهل المؤسسة الإسرائيلية لأهلنا في النقب ليس جديدا وليس سرا أن الكثير من الشخصيات الرسمية الإسرائيلية تتمنى أن تصحو ذات يوم ولا تجد أي واحد منا من أهلنا في النقب، وهذه العاصفة ما زالت تؤكد على البعد العنصري في المشهد الإسرائيلي وهو بعد قبيح ومرفوض ويجب الا يكسر من عزيمة صمود أهلنا".
ووجه الشيخ صلاح كلمة للأهل الصامدين في النقب والذين ينتظرون العاصفة الجوية بتوجس وخوف قائلا: "نحن يا أهلنا في النقب معكم في السراء والضراء ولن نتخلى عنكم ونحن في خدمتكم ومساندتكم ولن نتردد في اي ثانية بان نتواصل معكم فورا".
لا نتوقع مساعدة السلطات
أما رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، الشيخ عطية الأعسم، فيقول في حديث مع مراسل معا في النقب: "لقد توجهنا من خلال المجلس الإقليمي لكل الأهل في القرة غير المعترف بها، أن يتخذوا الحيطة والحذر، لأنه نتوقع أن تكون هناك خسائر مادية، ونسأل الله أن لا تكون إصابات أو خسائر في الأنفس كما يحدث في كل عام".
وحول تجاهل السلطات الإسرائيلية حتى للكوارث في اللقرى مسلوبة الاعتراف في النقب، يضيف الأغسم: "الوضع القائم في القرى غير المعترف بها هو جريمة مستمرة تقوم به السلطات الإسرائيلية، فمن ناحية تهدم البيوت ولا تمنح الحلول الملائمة للسكان، ومن ناحية ثانية تمنع السكان من تحصين هذه المنازل والبراكيات والبيوت، ومن خلال هذه اللمعادلة نعتبر كل خسارة وإصابة هي جريمة مباشرة تقوم بها السلطات الإسرائيلية بحق سكان القرى غير المعترف بها".
وعبر الشيخ الأعسم عن أمنياته بأن لا يحدث أي ضرر إن كان جسديا أو ماديا على المواطنين في النقب، ولكنه استدرك قائلا: "إعقل وتوكل! وعلى السكان أن يأخذوا الحيطة والخذر ولا يتوقعوا مساعدة من السلطات حتى لو حدثت كارثة لا سمح الله، لأن السلطات تُنزل الكوارث كل يوم على القرى غير المعترف بها".
|311240|
"أهلنا صامدون ونحن سنواصل دعمنا لهم"
من جهته قال الشيخ أسامه العقبي، مسؤول الحركة الإسلامية الشمالية في النقب: "أهلنا في النقب في كل مرة يبدون مزيدا من الثبات والصمود الأسطوري، سواء كان ذلك أمام جرافات الهدم التي تهدم البيوت أو أمام الجرافات التي تبيد المحاصيل الزراعية أو حتى أمام الكوارث الطبيعية والعواصف الجوية".
ويضيف قائلا: "سنواصل مسيرة العطاء لأهلنا في النقب عبر مؤسسة النقب للأرض والإنسان وأهلنا بفضل الله تعالى يدركون تماما الدور الذي ترعاه مؤسسة النقب في مسيرة عطائها وتعزيزها لصمودهم وثباتهم. وخلال العاصفة القادمة التي نرجو الله تعالى لأهلنا السلامة وأن يجعلها سقى خير ورحمة على قلوب أهلنا الصامدين في النقب وإننا على استعداد بإذن الله تعالى لتقديم المعونات وإغاثة أهلنا المتضررين جراء هذه العاصفة وسيجدنا الأهل في النقب عونا لهم كما عهدونا في المرات السابقة".
ابو عرار: يجب اتخاذ اجراءات وقائية في قرى النقب قبل العاصفة
ارسل النائب في الكنيست الاسرائيلي طلب ابو عرار رسالة الى وزير الداخلية الاسرائيلي غلعاد اردان، والى وزير الزراعة يئير شامير، المكلف بملف ما يسمى "تنظيم استيطان البدو في النقب" مطالبا اخذ جميع الاجراءات اللازمة للوقاية من مخاطر العاصفة المقبلة في القرى غير المعترف بها.
وبين النائب طلب ابو عرار في رسالته ان القرى المذكورة تفتقر الى ادنى مقومات العيش، والبنى التحتية، حيث يتعرض الاهل لمخاطر في فصلي الشتاء والصيف، وقد توجهه مرار بهذا الخصوص الى وزارة الداخلية، والجهات ذات الصلة، ولم يتقدم اي شيء.
وذكر النائب عن الحركة الاسلامية في الكنيست مخاطر السيول، وقطعها للطرق غير المعبدة اصلا، ومحاصرتها للقرى المذكورة، وعدم قدرة الناس على الخروج للتزود بالمواد الغذائية الاساسية، والذهاب الى المستشفيات، وخطر تطاير البيوت المبنية من الصفيح والتي تكثر في القرى غير المعترف بها، كما حذر من مخاطر البرد القارس في ظل عدم وجود كهرباء في القرى غير المعترف بها.
وحمل النائب ابو عرار في رسالته مسؤولية ما سيحدث وزير الداخلية، ووزارته، على اعتبار ان الامر يقع تحت مسؤوليته.