لليوم السابع: خان يونس تغرق في أكوام القمامة بسبب اضراب عمال النظافة ومخاوف من انتشار الامراض والاوبئة
نشر بتاريخ: 25/08/2007 ( آخر تحديث: 25/08/2007 الساعة: 18:31 )
خان يونس - معا- تعيش مدينة خان يونس أوضاعا صحية مأساوية ، تنذر بكارثة بيئية حقيقية إذا لم يتم تدارك حجم المعاناة والمأساة المستمرة في المحافظة بسبب تكدس أكوام النفايات ، في شوارع المدينة التي باتت أسيرة لروائح كريهة بسبب استمرار إضراب عمال وموظفي البلدية عن العمل لليوم السابع على التوالي احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم ومستحقاتهم .
فالمدينة الجميلة الهادئة والمعروفة بجمال خضرتها وطبيعتها الخلابة ، تحولت في اقل من أسبوع إلى مكان لا يطاق ، فالقمامة والنفايات تملأ شوارعها وأزقتها ، وتعلق العديد من الطرقات بسبب كثرتها ، والروائح الكريهة تنبعث من كل مكان تستطيع استنشاقها من مسافات بعيدة ، فتنغص على المواطنين حياتهم وتسرق منهم فرصة الاستمتاع بصباح جميل او بمساء هادئ .
تخوف من انتشار الامراض
المواطن محمد العسولي يبدي تخوفاً كبيرا بسبب تكدس ما اسماها جبال القمامة في المحافظة ، وشوارعها ، وخطورتها على صحة المواطنين ، وخاصة الأطفال الصغار وإمكانية إصابتهم بالعديد من الإمراض والأوبئة خاصة و إننا نعيش في فصل الصيف .
وقال العسولي" لا نعرف إلى من نتجه عمال النظافة في البلدية مضربون عن العمل ، والآليات متوقفة ، والبلدية تناشد بصرف مستحقات العاملين والمسئولين لا يعيرون اى اهتمام في ظل التجاذب السياسي والوضع الاقتصادي الصعب ، والمواطن هو من يتحمل خطورة وتداعيات هذه المأساة الخطيرة .
وقال العسولي اخشى أن يصاب أطفالي بالإمراض والأوبئة فالأمر جد خطير ولا يمكن السكوت أو التهاون معه لان نسبة الخطورة في ازدياد كبير .
وابدي المواطن ناجي القاضي قلقاً بالغا من مشاهدة اكوام القمامة بكثافة تملأ الطرقات والشوارع ومداخل البيوت ، موضحاً ان الامر خطير ويستدعي قيام جهات الاختصاص، بدورها في انقاذ المدينة من الغرق بالنفايات والامراض والاوبئة .
ودعا القاضي الى توفير مساعدات مالية حسب الحاجة لكي يقتنع العمال بالعودة الى عملهم وانقاذ المدينة من خطر بيئي حقيقي ، قد يشكل تهديداً حقيقياً للمواطنين .
شهور بدون رواتب
ويقول سعيد الاسطل عضو نقابة العاملين في البلدية أن المسئولين عن المأساة هم المسولون الذين يضربون بعرض الحائط مطالب العاملين وموظفي البلدية ، موضحا أنهم لم يستلموا رواتبهم منذ أكثر من تسع أشهر كاملة ، وإنهم يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة وقاسية ، خاصة في هذه المرحلة ، وما تتطلبه من مصروفات كثيرة تقل كاهل العاملين .
وتساءل الاسطل" كيف يمكن للعمال والموظفين والذين يعتبرون من الطبقات المسحوقة من تغطية نفاقات افتتاح العام الدراسي الجديد وشراء اللوازم المدرسية والقرطاسية لأبنائهم ؟ وكيف يمكن لهم شراء الزى المدرسي ومستلزماتة في ظل عدم تقاضيهم رواتبهم ؟ وكيف يمكن لهم استقبال شهر رمضان وهم لا يستطيعون توفير قوت يومهم ؟
ويضيف الاسطل أن الكارثة البيئية والصحية التي من الممكن أن تقع في المحافظة ، لا يتحملها العامل آو الموظف ، وإنما مسؤولية ذلك تقع على عاتق المسئولين الذي يضربون بعرض الحائط مطالب الموظفين ن موضحا انه قبل قيام الموظفين بالإضراب وجهوا رسائل تحذيرية كثيرة وعديدة لكافة الجهات لحثهم على توفير رواتبهم ولقمة عيشهم ، ولكن ومع الأسف لم تجد مطالب العاملين آذان صاغية تستمع إليهم وتلبي مطالبهم .
البلدية تساند العمال وتناشد الرئيس
وأكدت بلدية خانيونس ان العمال والموظفين يعانون ظروفا مأساوية صعبة اثرت على مجمل مناحي الحياة في الوطن، بسبب التجاذب السياسي ، والذي أضحى فيها موظفو وعمال البلديات ضحية ، عاجزين عن توفير لقمة العيش الكريمة لأولادهم لعدم تسلم رواتبهم منذ عشرة أشهر .
و شدد مجلس بلدي محافظة خانيونس وقوفه الكامل إلى جانب العمال والموظفين في مطالبهم العادلة في الحصول على رواتبهم أسوة بالموظفين والعمال في السلطة الوطنية الفلسطينية ، مشيراً الى أن بلدية خان يونس هي مؤسسة خدماتية تقدم الخدمات الحياتية الضرورية لكافة المواطنين في مدينة خان يونس وتلتزم بمصلحة المواطن والمصلحة العامة .
ودعا المجلس العمال والموظفين بالعودة إلى عملهم والقيام بواجبهم لتجنب كارثة بيئية محققة ، لان الخطر الصحي والبيئي الذي يترتب على اضراب الموظفين كبير وقد يتفاقم ، بما يؤثر سلباً على المواطنين .
وأكد المجلس البلدي ،أنه سيظل وفياً للموظفين والعمال في الحصول على حقوقهم ومتأخرات رواتبهم كاملة ، مناشداً الرئيس محمود عباس التدخل السريع لإنقاذ عائلات وموظفي البلدية من العوز ، وإنقاذ مدينة خان يونس من الغرق جراء توقف الخدمات الضرورية .