السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رام الله وتل أبيب تتقاتلان على قلب باريس الجريح

نشر بتاريخ: 08/01/2015 ( آخر تحديث: 08/01/2015 الساعة: 15:37 )
تقرير رئاسة التحرير معا - جاءت عملية اطلاق النار في مقر المجلة الفرنسية تشارلي هيبدو في باريس ومقتل 12 بينهم شرطيان فرنسيان وجرح عدد مثلهم، جاءت هذه العملية في توقيت حساس وخطير بالنسبة للفلسطينيين والاسرائيليين. حيث كانت فرنسا ايّدت الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في مجلس الامن ما دب الذعر في قلب تل ابيب التي قالت في اكثر من موقف انها خسرت قارة اوروبا كلها، وأن الموقف الاوروبي الان بقيادة فرنسا صار ضد الاحتلال الاسرائيلي ومساند لنضالات الشعب الفلسطيني الذي يكافح من اجل الحرية والاستقلال واقامة دولته.

محللون كبار في اسرائيل قالوا إن اسرائيل خسرت فرنسا وخسرت اوروبا، وأن على اسرائيل "استعادة اوروبا بأي شكل"، وتزامن ذلك مع حملة تحريض هائلة وغير مسبوقة ضد "الاسلام المتطرف في اوروبا" حيث خصصت القناة العاشرة في اسرائيل برنامجا تلفزيونيا تحت عنوان "هجرة" يتحدث عن خطر المسلمين في اوروبا وفي فرنسا. وكيف ان الجهاديين الذين يحاربون في صفوف داعش والقاعدة يعودون الى اوروبا ويستهدفون اليهود، ورغم "العنف" الذي يمارسه يهود فرنسا ضد العرب، الان ان اسرائيل ترى ان اليهود هم الضحية القادمة على وجبات طعام المتطرفين المسلمين.

الرئاسة الفلسطينية سارعت فورا الى ادانة العمل الارهابي في باريس واعربت عن تضامنها مع الشعب الفرنسي والقيادة الفرنسية واهالي الضحايا.كما ان القلق بدأ يرسم نفسه على وجه الدبلوماسيين الفلسطينيين الذين يرون في توقيت هذه العملية اكبر الضرر على القضية الفلسطينية، والخشية من ان مثل هذه العمليات " المجنونة " ستقوّض اعترافات البرلمانات الاوروبية بفلسطين وستجعل الحكومات في القارة تتردد في الاعتراف بدولة فلسطين لا سيما بعد موجة الغضب التي تعتري الاعلام الاوروبي كله ضد "المسلمين" بين ظهرانيها.

الاعلام العربي ومنذ اللحظة الاولى للعملية بدا خجولا ، ويشعر بالذنب تجاه ما حدث في باريس ، ونأخذ عينة على ذلك الاعلام الفلسطيني الذي كان يرغب في ان يشكر فرنسا على موقفها من قضية فلسطين فجاءت عملية باريس معاكسة تماما ، ورغم ان المنفذين ليسوا فلسطينيين .

اما الاعلام الاسرائيلي ومنذ اللحظة الاولى للعملية فقد شحذ كل قواه من اجل ربط القضية الفلسطينية العادلة بالعملية الارهابية ، ونظرة واحدة على صفحة الوزير نفتالي بينيت - المتهم من قبل الصحافة العبرية بانه مجرم مجزرة قانا وقاتل لاكثر من 102 طفل وبرئ في لبنان - نظرة واحدة تكفي لتلخيص الاستخدام "الرخيص والحقير "من جانبه ضد الحريات لصالح ارهاب الاحتلال . فقد كتب على صفحته : اقترح على تسيفي ليفني ان تسافر الى باريس وتقترح على الفرنسيين ان يعتذروا عن الاحتلال الفرنسي !!!!!! ويمكن ان تشاهدوا على صفحته كيف ان موقف بينيت قد يكون اسوأ رد فعل على مستوى الكرة الارضية من عملية باريس .

بنيامين نتانياهو وعلى صفحته على الفيس بوك ، كان اكثر حذرا ولكنه سار في نفس اتجاه صديقه القديم ومدير مكتبه السابق الوزير بينيت ، فقد انتهز الفرصة لتعزية الشعب الفرنسي في حين انه ووزراء حكمه كانوا شتموا اوروبا وموقف فرنسا من القضية الفلسطينية ، حتى ان وزير الخارجية الاسرائيلي وغيره من الوزراء طالما قالوا في الكنيست : ان اوروبا لا تعلم اسرائيل الاخلاق ، ولتحاسب نفسها على جرائمها ضد الانسانية في الحرب العالمية الثانية !!! وقال ليبرمان عقب عملية باريس وكأنه يتشفى : من يتسامح مع الحركات والمنظمات المتطرفة يدفع في نهاية الأمر دما كثيرا لأبرياء كما يدفع الثمن تهديدا تهديدا على الديمقراطية التي منحها لهم للعمل !!!!!!!
ليبرمان أضاف في صحفته على الفايسبوك قائلا : إن العبرة التي يجب تعلمها هو أنه يجب الاهتمام بتلك الحركات مسبقا والتي فقط علم الالفاظ والنحو يميز بينها وبين المنظمات الارهابية. لذلك يجب منع استمرار نشاط الجناح الشمالي للحركة الاسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح

قد تكون باريس جريحة ، ولكنها لم تفقد الوعي ولم تفقد عقلها .. ولا تزال اوروبا هي القارة التي تحظى بنياشين الحريات وحرية التعبير والثقافة والحضارة ولا تزال قادرة على التمييز بين ارهابي مجنون واحتلال مجنون ، ومواطن برئ يعيش تحت الاحتلال ويطلب المساعدة منها .