محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 10/01/2015 ( آخر تحديث: 10/01/2015 الساعة: 19:21 )
بقلم : صادق الخضور
صباح الاثنين: موعدنا، ففلسطين تتأهب للظهور في المحفل الأممي لمواجهة اليابان، وهو ظهور طال انتظاره، ومع اقتراب الإطلالة نجدد دعواتنا بأن تكون مشاركة منتخبنا الفدائي علامة فارقة على الطريق، وسط تفاؤل محكوم بالواقعية، ولعل نتائج المنتخبات العربية حتى الآن كشفت عن صعوبة المهمة التي تنتظرنا.
ففي ثالث مباريات البطولة، فازت الصين على السعودية بهدف، ولمن لا يذكر فقد تعادلنا قبل أسابيع ثلاثة مع الصين على أرضها، وحينها تعالت أصوات ناقدة هنا وهناك، وقبلها كانت الكويت تخسر من استراليا، وعمان من كوريا، فهل تضع فلسطين حدّا لسوء الاستهلال العربي في البطولة؟
مع قرب المشاركة، تبرز ضرورة توحيد الجهود كلها نصرة للمنتخب، مع التأكيد على أهمية أن تكون المناصرة غير متبوعة بمنّة، ففلسطين تستحق، ومن أجلها وجب حشد التشجيع، والوقوف وقفة واحدة.
هو ليس وقت النقد الهدّام، أو المحاصصة، حقيقة يجب أن يدركها الكثيرون، وانطلاقا من هذا وجب التركيز على مشاركة المنتخب في البطولة الآسيوية.
كلنا خلف فرسان الفدائي، ومعهم، وهم يحاولون تقديم مردود يتناسب وحجم طموحنا، قلناها ونعيدها من جديد: الانتماء لا الأسماء، فنحن منحازون لخيار فلسطين التي ترنو لظهور يليق وتضحيات أبناء شعبنا، ويتناغم وما شهدته الحركة الرياضية من قفزات في ظل قيادة اللواء الرجوب.
مع قرب المشاركة: نتأمل خيرا، وواثقون من قدرة لاعبينا على الظهور بصورة تتوافق وما نحوزه في أنفسنا من آمال، ولا تهمنا النتائج بقدر ما يهمنا الظهور اللائق، فنحن ندرك أنها المشاركة الأولى في هذا العرس القاري.
للاعبينا وللجهاز الفني نقول:
خذوا من تسمية الفدائي ما تكتنزه في ثناياها من البذل والتفاني، ومن اسم بطولة التحدي التي كانت جسر العبور نحو استراليا دلالات اللفظة ومعانيها، وخذوا من قمم فلسطين عشقها للعلياء.
أنيروا دربنا، وارسموا لوحة زاهية من العطاء داخل حدود المستطيل، وقدمّوا مردودا يتناسب وحجم ما يعتمل في نفوسكم من طموح، وواثقون من أن لا سقف لطموحكم، فطموحكم يفوق الوصف ويتعدّى كل سقف.
ابذلوا كل جهد مستطاع، وسنكون فخورين بكم إذا ما بذلتم كل ما باستطاعتكم حتى وإن لم تأت النتائج متوافقة والطموح، فها هي أمم آسيا تكشف عن أن النتائج قد لا تخدم حتى الكثير من الفرق التي تفوقنا من حيث الإمكانيات والخبرة، لكن المهم أن تلعبوا وكأنكم في كل مباراة تلعبون النهائي، وإذا ما خالطت تلك القناعة روح الفدائي؛ فسيكن المردود كما نأمل.
لكم كل الدعوات بخالص التوفيق، وإذا كانت أولى المواجهات مع أعتى المنتخبات وهو اليابان، فهذا مما سيعزز البدء بجديّة، فكونوا على الموعد.
نعم، صبيحة الاثنين ليست ككل صبيحة، ففيها سترنو عيوننا لمتابعة منتخبنا الوطني من غزة حتى أريحا، من جنين ونابلس والقدس والخليل ورام الله وقلقيلية ومن كل بقاع الوطن، سنبدأ يومنا بإذن الله بمتابعة فلسطين وهي تبدأ مشوارها بين الكبار، ونجوم الفدائي وهم يتلمسون طريقهم نحو تأكيد أن أصالة المعادن كفيلة بتجاوز الفوارق.
قدمّوا كل ما تستطيعون، والعبوا بأريحية، فأية نتيجة إيجابية تحققونها ستكون بلغة السياسة بمنأى عن" الفيتو"، وبلغة الرياضة فإن "الكرة في ملعبكم".