مسلم من مالي يتوج بطلا في باريس لإنقاذه عددا من الرهائن
نشر بتاريخ: 11/01/2015 ( آخر تحديث: 13/01/2015 الساعة: 09:24 )
بيت لحم- معا- لكل عمل أو عملية أو حادثة مفارقات قد تبدو غريبة في بعض الأحيان لكنها جديرة بالذكر في مطلق الأحوال ولكل عملية إرهابية بطلان الأول منفذ العملية الإرهابية إذا جاز وصفه بالبطل والثاني يكون بالعادة من بين الرهائن أو المارة الذين وجدوا أنفسهم في المكان الخطأ والزمان الخطأ وتصرفوا خلافا للطبيعة البشرية التي قد يحميها ويتحكم فيها الخوف بمثل هذه الحالات وهذا بالضبط ما حصل مع بطلنا وبطل عملية احتجاز الرهائن في احد متاجر باريس الذي يمتلكه يهودي وهو مخصص لبيع المأكولات التي تتوافق والشريعة اليهودية العامل المسلم من أصول مالية " سانا بيتلي " البالغ من العمر 23 عاما ويعمل في المتجر المذكور منذ اربع سنوات .
"لقد فتحنا السوبر ماركت تمام الساعة الثامنة صباحا وشرعنا بترتيب وتنضيب البضائع لان يوما طويلا ومرهقا ينتظرها حيث سيحضر الكثير من الناس لشراء مستلزمات " السبت" وكنت اعمل في ترتيب البضائع ونزلت للطابق السفلي لترتيب المخزن والبضائع التي يحتويها وفجأة سمعت صوت زبائن وموظفين ينزلون من الطابق العلوي الى السفلي حيث اعمل راكضين ومرعوبين وحيت سألتهم ماذا يجري أجابوا بان شخصا مسلحا ببندقية كلاشينكوف قد اقتحم الطابق العلوي وهنا طلبت منهم الهدوء وعدم أحداث أية ضجة خشية ان يسمعنا الإرهابي ويهبط إلى حيث نوجد ويطلق علينا النار و أخبرتهم بأننا نحتفظ بغرفتي تبريد واحد للحوم وأخرى لمنتجات الألبان ويمكن إغلاقهما بالمفتاح وقمت بادخال خمسة أشخاص او أكثر داخل الغرفة المخصصة لتبريد منتجات الألبان وتوجهت أنا ومجموعة أخرى إلى غرفة التبريد الثانية وقبل أن أغلق عليهم الباب طلبت منهم الهدوء وإغلاق هواتفهم الخلوية " قال المسلم الإفريقي " بيتلي" وهو من نفس الأصول المالية التي ينتمي إليها أيضا منفذ العملية الذي قيل انه من أصول مالية أيضا.
وأضاف في باب وصفه ما جرى " فيما كان الإرهابي يقتل أربعة من الرهائن حافظنا داخل المبردات على هدوء نسبي علما بأنني لم أكن اعرف الأشخاص الذين حميتهم وأدخلتهم إلى غرف التبريد فهم من الزبائن وعدد من موظفي السوبر ماركت الذين لم أكن اعرفهم بشكل جيد وفجأة طرقت إحدى موظفات الصندوق " الكاش" على باب غرفة التبريد وقالت لنا ان الإرهابي يطلب منا جميعا الخروج والصعود إلى الطابق العلوي والا سيقتل جميع الرهائن وهنا ناقشنا الأمر ولن ننجح باتخاذ قرار ماذا نفعل فهناك من قال انه يجب علينا الانصياع للأمر والخروج حتى لا يقتل الرهائن وهناك من قال بوجوب البقاء في مكاننا وعدم الخروج وفي النهاية خرج اثنان احدهما زبون والأخر من عمال المحل " .
وفي هذه الرحلة وفقا للقصة التي تداولتها وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية قرر المسلم " بيتلي " القيام بأي شيء وعدم البقاء ساكنا " اقترحت على الرهائن الخروج عبر باب الطوارئ لكنهم لم يوافقوا وفضلوا البقاء في مكانهم وانتظار الشرطة لكنني خفت أن لا تعرف الشرطة بوجود أشخاص في الطابق الأرضي وبالتالي أن لا تحضر لإنقاذهم فقررت الخروج وخرجت ". قال " بيتلي .
وشكل هرب الأمل المسلم وخروجه من المبنى مساعدة ضخمة لقوات الأمن الفرنسية التي كانت تحاصر الموقع .
وواصل " بيتلي " سرد قصة بطولته لمحطة التلفزة الفرنسية " BFMTV " قائلا " وصلت بسرعة لرجال الشرطة المنتظرين في الخارج وحين أدركوا بأنني خارج من داخل المحل طلبوا مني ان ارسم لهم المكان من الداخل وهنا حاولت مساعدتهم قدر استطاعتي ووصفت لهم المكان من الداخل قدر استطاعتي وبقيت معهم حتى نهاية العملية ولم اترك المكان إلا بعد إخلاء الجرحى للمستشفيات ".
وتوجت السلطات الفرنسية " بيتلي" بطلا ليوم الجمعة لكنه لم ينخدع بهذا اللقب وكان يفكر طيلة الوقت بصديقه " يوهان كوهن " الذي قتل واصفا إياه بالإنسان الجيد مستنكرا العملية الإرهابية قائلا " أنا مسلم مؤمن بالله وأؤدي الصلاة داخل مكان عملي وارتبطت بعلاقة جيدة جدا بل ممتازة مع اليهود أصحاب وزبائن المحل إنها عملية إرهابية أصابتني بالصدمة ".