الفدائي بحاجة الى الفدائيـــــة أمام الأردن والعراق
نشر بتاريخ: 14/01/2015 ( آخر تحديث: 14/01/2015 الساعة: 19:01 )
بقلم : محمود صبيح
خسرت فلسطين من اليابان في أول مباراة رسمية في بطولة قارية كبيرة وهي بطولة أمم اسيا , البطولة التي ناضل لأجلها الكثيرون ووصلها الفدائي بفدائية لاعبيه ومستحيل صنعه المسؤولون عن اللعبة في اتحاد كرة القدم المحلي .
يجهل الكثيرون ومنهم عرب وعجم أن فلسطين كانت أول اتحاد عربي في قارة أسيا مشاركة وتسجيل في أمبراطورية الفيفا , حيث تم تشكيل الأتحاد المحلي للعبة عام 1928 وهو تاريخ وعام لم تكن فيه كرة القدم موجودة في كثير من دول العالم المتقدم سريعا ًوالحديثة العهد , سنين وعقود تلت ومرت ولا زالت فلسطين تقبع في اخر سلم المنتخبات العربية والأسيوية بظلم ظالم , قبل أن يأتي من بعيد فارس وباعث الروح في الرياضة الفلسطينية .
من تحت الركام نهضت كرة القدم في فلسطين , مرت من بين بيوت مدمره , وسلمت على جنازات الشهداء , وزارت زنازين الأسرى في السجون , وقطعت الاف الأميال من دول بعيدة لتصل هناك حيث تصعد الأعلام وتعزف أناشيد الدول وترفع الأيادي والأكف من كل حدب وصوب داعية الله التوفيق لأبناء باتوا في نظر شعوبهم مقاومين أبطال .
أيها الفدائي الموجود بأستراليا حيث بلد الكنغر , رفقا ً بذكريات من سبقوكم فأجيال من قبلكم حاولت مرارا ً وتكرارا ً الوصول غير أنهم عجزوا عن صنع الأبتسامة والفرحة على وجوه الشعب المكبل .
هناك بجانب البيوت المدمرة وبجانب الكرفانات ثمة طفل أو شيخ يرفع علامة النصر لكم , وفي زنازين الأسر هناك حيث المعاناة اليومية ثمة أسرى كثر يرفعون أيديهم – وذلك ما يستطيعون – ليدعوا لكم قبل كل صلاة وبعدها , وهناك أم وأخت وزوجة استيقظت مبكرا ً لتخبز بين يديها رغيف من الدعوات لعلها تصل اليكم .
ولكن هناك فوق كل هذا فدائي تذكركم فتذكروه والعبوا لأجله ولا تنسوه أنه العلم , ذلك الشئ المرفوع فوق كل سارية وبيت ومنزل ومدرسة في سماء الوطن , فلا تخرجوا من الملعب قبل ان تقدموا كل شئ لأجله .