38 طبيباً مقدسياً يجتازون امتحان الترخيص الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 14/01/2015 ( آخر تحديث: 14/01/2015 الساعة: 21:02 )
القدس - معا - تمكّن 38 طبيباً مقدسياً من خريجي كلية الطب في جامعة القدس والذين تلقوا تدريبهم في مستشفى المقاصد، من اجتياز امتحان الترخيص الإسرائيلي والحصول على رخصة مزاولة المهنة الإسرائيلية والتي تمكّنهم من ممارسة مهنة الطب في العيادات والمشافي والمراكز الطبية في القدس والأراضي المحتلة عام 1948، وذلك بعد أنْ نجح عشرات الأطباء من خريجي جامعة القدس من انتزاع قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية يُلزم وزارة الصحة الإسرائيلية بالسماح لهم بالتقدم للامتحان، بعد منعهم لأكثر من عشر سنوات من التقدم للامتحان، بسبب عدم اعتراف الحكومة الإسرائيلية بكلية الطب الفلسطينية.
وأوضح الدكتور بسام أبو لبدة، المدير الطبي في مستشفى المقاصد أن ثمانية وثلاثين طبيباً مقدسياً اجتازوا امتحان الترخيص الإسرائيلي من أصل أربعين طبيباً من خريجي كلية الطب في جامعة القدس، والذين قضوا معظم فترة تدريبهم السريري في السنوات الدراسية الرابعة والخامسة والسادسة في مستشفى المقاصد، قد تقدموا لامتحان الترخيص الإسرائيلي قبل حوالي شهرين، وذلك عقب انتزاعهم لقرار من المحكمة العليا في إسرائيل بإلزام وزارة الصحة الإسرائيلية بالسماح لهم بالتقدم للامتحان بعد أن مُنعوا لأكثر من عشر سنوات من التقدّم للامتحان بذريعة عدم الاعتراف بكلية الطب الفلسطينية، مما حَرَم المئات من الأطباء المقدسيين من ممارسة مهنة الطب في القدس وفي الأراضي المحتلة عام 1948.
وقال أبو لبدة معلقاً على كفاءة الأطباء المقدسيين والمؤسسات الأكاديمية والطبية المقدسية "إن هذه النتيجة تضحد تماما كافة الادعاءات الاسرائيلية التي ساقتها وزارة الصحة الإسرائيلية ومن ضمنها أن تعليم الطب في فلسطين هو أقل درجة من التعليم في الجامعات الاسرائيلية، ويبرهن على ذلك نسبة نجاح الأطباء خريجي جامعة القدس والذين تدربوا سريرياً في مستشفى المقاصد في امتحان الترخيص الإسرائيلي، حيث بلغت 95%، والتي جاءت أعلى بثلاث مرات من نسبة النجاح في هذا الامتحان لخريجي الجامعات الأجنبية والتي لم تتجاوز الـ 35%".
ولفت أبو لبدة إلى أن هذا النجاح يأتي في وقت تعاني فيه مدينة القدس من قلة الكوادر الطبية العربية ذات الكفاءة العالية والمرخصة، مضيفاً أن ذلك أدى إلى إحداث خلل في نظام الخدمات الطبية المقدمة لأهلنا في مدينة القدس، حيث تمنع وزارة الصحة الإسرائيلية الأطباء المقدسيين من مزاولة المهنة في المراكز الصحية المنتشرة في المدينة المقدسة، أو العيادات الخاصة بهم دون الحصول على ترخيص من قبلها مما يؤدي إلى هجرة الكفاءات الطبية المقدسية إلى خارج المدينة أو خارج الوطن.
وأضاف "نفتخر بأطبائنا الشباب الذين أثبتوا قدراتهم وكفاءاتهم العالية، ورفعوا رؤوسنا عالياً مُتحدّين المعيقات التي وُضعت في طريقهم، كما نعتز بكل النجاحات التي يحققها أطباؤنا الشباب خريجي كلية الطب في جامعة القدس والمتدربين في مستشفى المقاصد والذي يعتبر بمثابة المستشفى الجامعي الرئيسي لتدريبهم، حيث أثبت هؤلاء أن المؤسسات الأكاديمية والطبية الفلسطينية هي على مستوى عالي من التدريس والتدريب بما يمكنها من إعداد جيل من الأطباء المهرة والذي يتفوّق بقدراته على الأطباء خريجي الجامعات والمشافي الإسرائيلية".
من جهته أكد عميد كلية الطب في جامعة القدس الدكتور هاني عابدين على ما ذكره أبو لبدة، مضيفاً أنه "لم يكن من السهل الحصول على هذا الاعتراف، لولا العمل الدؤوب من قبل هؤلاء الطلبة المثابرين في سبيل الحصول على حقهم بالقانون من المحكمة العليا الاسرائيلية، وبمساعدة من إدارة جامعة القدس التي قدمت الدعم والمساندة لأبنائها الطلبة وذلك عبر التوصل إلى اتفاق على بعض الامور العالقة مع الجهات المعنية في الجلسة الاخيرة للمحكمة، وبموجب القرار أصبح بإمكان خريجي كلية الطب، منذ العام 2001 وهي الدفعة الأولى للخريجين، وعلى مدار الأعوام القادمة أن يتقدموا لامتحان الترخيص الإسرائيلي التابع لوزارة الصحة".
وأكد عابدين أن هذا الاعتراف سيفتح فرص العمل أمام الأطباء المقدسيين في المرافق الصحية بمدينة القدس، ويمهد الطريق لعمل برامج إقامة بالتخصصات الطبية المختلفة في المستشفيات داخل الخط الأخضر، مثمناً ما برهنه الأطباء الخريجين من جودة في التدريب الطبي، والحصول على المرتبة الأولى في نسب النجاح بين المتقدمين.
وشكر عابدين مثابرة الكادر الأكاديمي في العلوم الطبية الأساسية في جامعة القدس، والكادر التدريبي السريري في المرافق التابعة للكلية من مستشفيات وعيادات وعلى رأسها مستشفى المقاصد.
وتمنّى كل من أبو لبدة وعابدين أن يتحقق حلم الأطباء المقدسيين الشباب في التحرّر من قيود وجوب الحصول على رخصة المهنة الإسرائيلية ليتمكنوا من العمل في القدس، وأن يزيّن كل طبيب مقدسي عيادته في القدس برخصة مزاولة المهنة الفلسطينية، فالقدس عاصمة دولة فلسطين، والتي تواجه كافة محاولات التهويد وطمس هوية المدينة ومؤسساتها.
بدوره تحدث الدكتور علي عمرو أحد الأطباء الناجحين في الامتحان، عن إصرار زملائه الخريجين على رفع الظلم الذي كان واقع عليهم، وقال عمرو: " لقد تحملنا الكثير من أجل نيل حقنا في العمل كأطباء فلسطينيين في مدينة القدس، كما تحملنا أتعاب التوكيل كاملةً، ونشكر الكادر الأكاديمي في جامعة القدس والأطباء الذين تدربنا على إيديهم في مستشفى المقاصد، والمرافق الطبية الأخرى".